2/ خطوات متعبة

213 22 0
                                    




قبل ثلاثة أشهر ..

وسط حي شعبي داخل أحد المنازل الصغيرة
حيث تعيش أسرة مكونة من أم وأب
وطفلتين إحداهما بالتاني والعشرون
والأخرى بالسابع عشر

" كلي بسرعة كي لا تتأخرى عن موعد الطبيب طفلتي "

رفعت المعنية رأسها عن طبقها الذي كانت تأكل منه ببطئ وشرود وحدقت بعيناها العسلية
ناحية والدتها مستطردة بهدوء ونبرة متعبة

" لن أذهب أمي "

توقفت والدتها عن الأكل لتحدق بحدة وتوبيخ
" كم مرة تحدثنا بهذا الأمر أيلاندا
كم مرة أخبرتكِ ألا تفقدي الأمل ف.."

قاطعتها الأخرى رامية بشوكة الطعام على المائدة
وقد تشكلت بعض الدموع بعينيها لتصرخ بانفعال

" أرجوكِ أمي توقفي ..لامزيد من هذا الكلام
لا تحاولي أن تعطيني الأمل
لأن لا شيء مما تقولينه سيحدث ،
أنا أمضي قدماً نحو الموت
ولا حل لعلاجي لذا أتركيني أعيش ماتبقى لي بسلام "

صمتت تحدق بهم لتكمل بنفس نبرتها
" ثم ماذا ..ألم أرهقكم بكمية الأدوية والمصاريف التي يجب عليا دفعها كل يوم
وكل ذلك على لا شيء ،

أمي ..مريض السرطان لا يشفى ابداً
لذا يجب أن تتوقفوا عن صرف كل ماتملكون
لأجلي ،لا أريد أن أموت وأنا أحمل عبئ ترككم
تعانون خلفي بسبب الديون التي كنت أنا سببها..
أنا فقط.."

قطعت كلامها غصة وقفت بحلقها ودموع تسابقت عن النزول هرباً من الألم الذي يتربص دواخلها

وضعت كلتا يداها على أعينها تبكي بصوت عالٍ
جاعلة كل من والديها وأختها يبكون برفقتها
حزناً عليها وعلى أنفسهم خائفين فقدانها

" أنا فقط لا أريد العيش..لا أجد سبباً للإستمرار "

صوت رمي الملعقة على الطاولة بقوة كان سببه
إنفعال أختها الصغرى ذات السابع العشر التي وقفت من مكانها صارخة بنبرة مهزوزة إثر بكاءها هي الأخرى

" ماذا عنا ! ألسنا سبب يجعلكِ تطمعين في الإستمرار ؟ ألسنا أسرتك أيلاندا
ألسنا نحبك! ..ألا ترين أننا جميعنا نطمع بأيام طويلة معكِ ؟

جميعنا نشتغل ليلاً ونهاراً فقط حتى تكوني أنت مرتاحة وحتى لا يخصك شيء ..
حتى تشفي فقط
وتعودين كما كنتِ سابقاً بل كما كنا جميعاً "

I.W.T.B.M.H Où les histoires vivent. Découvrez maintenant