5/ قلبي السليم

153 19 0
                                    


الحياة ليست بعادلة

هذا كل ما قالته بداخلها ماإن وقعت تلك الكلمات
على مسامعها

كيف لشاب بإبتسامة نقية أن يحمل بداخله
مثل ذاك الألم

وهي التي كانت تظن أن لا أحد يتألم مثلها ،

لكن إتضح أن هناك من هم بنفس حالتها
وربما أكثر

فأن يؤلمكَ سبب عيشكَ
هو لأمر محزن قبل أن يكون مؤلم

من تظنه السب الرئيسي للعيش
يتعب يوماً فجأة ليصنع بداخلك خوفاً كبيراً
من أن تنقطع أنفاسكَ يوما ودون سابق إنذار

فيضحى من كان نقطة الحياة
هو نفسه سبب الموت .

ودون كلمة أخرى إستدارت لتخرج بشرود
وعيناها للأسفل ،

إلى أن إرتدت للخلف خطوة إثر إصطدامها بجسد ما

حكت أنفها قبل أن ترفع رأسها لمن إصطدمت به
لتنحني له قليلاً متمتمة
" آسفة ياسيد "

إعتذرت ولم تتلقى منه رداً
ولم تكثرث لتنزل حيث الملف الذي سقط منه
لتأخذه قصد إعطاءه إياه

لكن تلك الصورة التي كانت بزاوية الملف جذبت إهتمامها لتقطب حاجبيها قبل أن تقرب الملف منها وتتأكد أنها هي من بتلك الصورة ..

رفعت حدقتيها له مجدداً لتجده لازال يحدق بها
وقد علمت أنه يتأكد منها
فيبدو أنه إستلم ملفها

" آيلاندا روزايل ! "

أومئت له تزامناً مع مد يده باتجاهها
وهناك إبتسامة واسعة أغمضت عيناه ليستطرد معرفاً

" أنا الدكتور بارك جيمين "

صافحته لتهزز رأسها بابتسامة باهتمة

من لايعرف الدكتور العالمي صيني الأصل
بارك جيمين!

لم يتلقى منها جواباً ليكمل هو وقد إرتكز نظره على عيناها التي تنظر بهما للملف الذي بين يداه
بعد أن أعطته إياه

" سأشرف على حالتكِ من اليوماً فصاعداً
لقد تحدثث مع والدكِ وأخبرني بكل شيء
لاتيأسي ..ستشفين وأنا أعدكِ بذلك "

دون شعور منها عيناها قد تشكلت بهما الدموع ،
لتنحني برأسها أكثر حاجبة عنه رؤية دموعها ..

رمشت مرتين حين شعرت بأصابع من يقف أمامها تمر على خدها يمسح دموعها برقة ،

" سأكون ممتنة لكَ دكتور جيمين ..
أنا أشكركَ على قبولك علاجي "

ليس ككل مرة تهرب فيها من موعد الطبيب
او تخبره بإختفاء أملها بالعيش لمزيد من الوقت

لأن لا طبيب من قبل وعدها وكانت كلماته صادقة مثل هذا الذي أمامها ،

لذا ونظراً لتحفيزه لها
هي تشبثث بالحياة أكثر

هي فقط تحتاج مزيد من الأشخاص
كعائلتها وك-الدكتور بارك يخبرونها أنها
ستكون بخير .

" موعدنا غداً ..سأنتظركِ "

همهمت له لتنحني بإمتنان له ثم خطت بعيدة
عنه ، تاركة إياه يستدير ليحدق بظهرها وهي تبتعد

__

صباح اليوم التالي

الذي بدأ بوقوف أيلاندا أمام باب المشفى تحدق به شاردة ..

والدها أخبرها أنه قد تحدث مع الدكتور
وألا تحمل هماً لأي شيء
هي عليها فقط أن تتبع علاجها لكي تشفى .

دلفت وسألت عن مكتبه ومن تم إستعانت بالمصعد
للوصول لوجهتها ..

حدقت بباب مكتبه لثوانٍ قبل أن تدلف بعد أن طرقت وإستئذن لها

" مرحباً بكِ أيلاندا "
وقف من على كرسيه ماداً يده لمصافحتها
ومن ثم أشار لها بالجلوس أمام مكتبه

" كيف تشعرين ! "
كإهتمام منه سألها

ليتلقى صراحتها التي لا تخفيها
عن أي كان :

" أشعر بالألم ينهش دواخلي ، كأن هناك شيء يحصد كل أعضائي ويأكله ..
كل خلية بداخلي تتألم
حتى من قلبي السليم "

///////////////////

I.W.T.B.M.H Where stories live. Discover now