PART [02] : محطات أخيرة قبل البداية

22.4K 918 239
                                    

الفصل الثاني :
محطات أخيرة قبل البداية
*******************************
************

كن قويا تعش كريما .

*******************************
************

حدقت في المرآة مطولا تود البكاء غير أنها لا تريد أن تنقض عهدها مع نفسها ... إبزابيلا عاهدت نفسها أن لا تذرف الدموع مجددا ، لأن ما عاشته في السابق كفيل بجعل بحر جفنيها يجف و قلبها يجحف ....

ألقت نفسها على السرير بكل قوتها تتذمر بصوت مسموع جدا ... غير أن الطرق الذي على الباب أجفلها و جعلها تستقيم في جلوسها و تعدل وضعيتها .... عرفت هوية الطارق بدون أن تسمع صوته ولا ترى وجهه ... لأن الخدم لا يتجرؤون على الاقتراب من غرفتها و إيان يدخل بدون استثناء ... لذا ... أجاوستينو هو الوحيد الذي يطرق الباب ... هو الرجل الوحيد الذي تعرفه بأخلاق مثالية ...

و كأنها كسبت الجائزة الكبرى في مسابقة الرياضيات العالمية بسبب تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجهها عندما طل أخيها بوجهه من الباب ...


" هل يمكنني الدخول إيز ؟ "

رمقته بتعجب ... تتسائل في داخلها ... كيف لرجل مثله أن يكون نبيل هكذا ... يهتم بأدق التفاصيل .. و لا يترك أي أمرا يفلت منه ...
" بالطبع أخي ... تفضل "

ولج للغرفة و بمجرد أن أغلق الباب بقي واقفا بجانبه لثوان ينظر إليها ... أجاوستينو فاليريو ...  حاكم المافيا الذي تحيط به هالة الرجل الوقور التي تحتم على الجميع احترامه و الصمت في حضرته لشدة هدوئه ... حتى أقرب المقربين منه ...

"هناك ما أريد أن أتكلم فيه معك .. إذا لست مشغولة  "

في تلك اللحظة راودت أخته  جميع المصائب التي ارتكبتها في حياتها و الأسرار التي تخفيها عنه ... بل الأسرار التي لا تتذكرها حتى بينها و بين نفسها ..
و فجأة داهمها ألم قوي في بطنها ... إذا اكتشف رفضها للعودة ستتدهور علاقته معها و هذا آخر ما تريده ... لكن على الرغم من ذلك  ... وازنت صوتها كأنها لا تفكر في أي شيء ... عيناه مصوبة ناحيتها كالصقر ... الهرب من قلعة محروسة بالأسود أسهل من إخفاء شيء عن أخيها  ..

"تفضل أخي ."

تنهد بهدوء شديد كعادته و كشخصيته ثم قلص المسافة بينه و بين أخته ... أجاوستينو و رغم أنه زعيم مافيا و أغلب أعماله غير قانونية إلا أنه مختلف مع أختيه و غير متسلط عليهما أبدا ...

"عند وفاة أمي منذ ثلاثة عشر عاما شعرت أن العالم قد توقف ... مغادرتها لنا و بتلك الطريقة أوقفت عقلي ... و الشيء الوحيد الذي كنت أفكر فيه هو أنتم ."

Blood and roses Where stories live. Discover now