PART [20] : قلوب مرتجفة

20.6K 659 1K
                                    

الفصل العشرون :
قلوب مرتجفة

****************************
*************
لم يكن حلما أن أكون معكِ ...

بل كانت صلاة .

****************************
*************

بعد منتصف الليل بساعتين إلا ربع ... كانت قد ارتدت فستانا أسودا من الحرير قصير جدا بدون أكمام يكاد لا يخفي شيئا ... جمعت كل شعرها للأعلى ثم توجهت للمرآب السفلي الذي لا يفتح إلا ببصماتهم ... اقتنت مسدسا و كاتم صوت ثم مررت أصابعها على مفاتيح السيارات ليقع اختيارها على الفيراري ... مصنوعة بكمية محدودة لا يتجاوز عددها العشر حول العالم .. كانت حمراء كشعرها .. و كالدم الذي ستهدره الليلة بكل نهم و تعطش ..

حين كان يتعلم الأولاد اللعب بالكرة و الدمى كانوا هم يتدربون على السلاح ... و أول درس كان ... تفكيك الرشاشات بمختلف أنواعها ...
" الآن فقط شعرت بمدى روعة أن يترعرع المرء في عائلة من المافيا ... "

أصدر محرك السيارة صوتا دوى في كل أرجاء المكان ... حتى الحراس التفتوا باستغراب للمصدر ... و استغربوا أكثر حين رأوا السيارة خرجت بسرعة غير معقولة ... و لأنها مظللة لم يتمكنوا من معرفة هوية السائق ...
" لست آسفة لما سيحدث لك كارين ... لست آسفة "

بين الإنتقام و الحقد .. علاقة طردية .. كلما كبر أحدهما .. توهج الآخر و ارتفع معه ... و إذا كبرا سويا .. يعميان الإنسان .. و بصيرته ... أحيانا الصبر لا يكون بالصبر فقط .. حين تنهار لأتفه الأسباب تصبح شخصا آخر تماما ... خاصة حين تتعرض للظلم ...
هكذا ليليان ... كانت صبورة لدرجة أن الآخرين لن يروا أي مبرر لغضبها الذي يأكل كل ما يمر بجانبه ... كأعاصير يناير وسط المحيط ...

بعد وقت قصير ... كانت وصلت حيث تعيش طبيبتها النفسية السابقة .. ركنت سيارتها الفارهة التي لا تدل إلا على شيء واحد ... الطغيان ...
صعق الهواء البارد جميع أجزاء جسدها لكنها لم تكترث ... داخلها نار لن يطفئها شيء بعد الآن ... سوف تحرق الأخضر و اليابس ... و ما بينهما ...

بكل بساطة كأن العالم محبوس في كفها ... خلعت قفل الباب بهدوء مميت و من المحاولة الأولى فقط .. معها حق .. لهذه الأسباب من الجيد أن يعيش الإنسان في عائلة مافيا ...

ابتسمت و اختبأت خلف الباب حين سمعت مناداتها باسمه ... إن كانت ستتراجع في قرارها بقتلها بسبب القليل من البرائة التي بقيت لديها ... الآن أعطتها دافعا كي تقتلها ألف مرة أخرى ...
" مرحبا "

قبل أن يتسنى للأخرى الإلتفات دفعتها ليليان من ظهرها بقوة حتى وقعت على الأرض بقوة أكبر لدرجة أن أنفها ارتطم بها و رسم خطا من الدم .. خط رفيع جدا .. بقدر الخط الذي يفصل بين الحياة و بين الموت ... موت محتوم ...
" أين حبيبك الآن .. أو أيا كان ؟ "

Blood and roses Where stories live. Discover now