PART [26] : كل في عالمه

22.8K 709 1.1K
                                    

الفصل السادس و العشرون :
كل في عالمه

*******************************
************

إذا أحب القلب شيئا رأته العين جنة ...

"وأنا تعلقت بك فجعلتك عالمي "

******************************
************

في تلك الليالي المطرة في آخر شهر من السنة ... تجعل أجسادنا ترتجف لشدة البرد ... نغمض أعيننا و ننغمس في دوامة ... ربما ذكريات ... ربما خيال ... أو مجرد دوران في الفراغ ... بلا أي حدود أو قيود ...

أحيانا ... نختمها بدموع ... بابتسامة ... خيبة .. تنهدات .. جميعنا نختلف في حالاتنا ... لكن ... ارتجافة أجسادنا هي نفسها ... سواءًا تدفأنا أو لا ... تخوننا أوصالنا عندما تتغلغل إليها بعض البرودة ...

لكن في النهاية يوجد ما يدفئ أجسامنا ... لكن ماذا عن قلوبنا ؟ ... كيف ندثر قلوبنا التي ترتعش .. بحزن ... أو عندما تمر علينا لحظات من الماضي تجعلنا نتحسر ؟ ... عندما نتذكر أصدقاء طفولتنا الذين غادرونا ؟ ... أشخاص مقربين منا أصبحوا غرباء اليوم ؟ ... بيوتنا القديمة ... مدارس الإبتدائية التي أصبحنا نمر بجوارها أحيانا و نسمع صوت قهقهات طفولتنا ثم نبتسم باشتياق كبير عندما تمر علينا لحظات ركضنا في تلك الساحة المزينة و التي نفارقها نرخي أكتافنا بحزن عندما يرن الجرس كي نعود للأقسام ... ثم نلقي نظرة على البقالة القديمة التي أمام المدرسة ... بجانبها مخبزة كنا نهرب إليها كي نتناول أشياءا دافئة في أيام برودتها تصفع وجوهنا ...

كلما كبرنا ... كلما كبر حنيننا للماضي ... لذكريات كنا نراها سيئة لكننا أصبحنا نتمنى أن نعيش يوما منها ... لذا ... لمَ لا نستمتع بلحظاتنا ؟ ... لماذا نتجاوز لحظات السعادة بسرعة ؟ ... لماذا نفضل أن نمضي وقتنا في هواتفنا بدل أن نمضيها في عيش لحظاتنا مع الأشخاص الذين نحبهم ؟ أو نفعل أشياءا نحبها ... لمَ نأخذ أطول وقت ممكن كي نحزن لكننا نتجاوز لحظات الفرح كتجاوزنا لأشخاص لا نعرفهم في الشارع ؟ ...

بعد أن تجمدت قلوبنا ... مالذي قد يدفؤها من جديد ؟ ..

هذا كان آخر شيء كتبته أماندين قبل أن تغلق باب مكتبها في مذكرات هاتفها .. آخر سؤال طرحته .. سؤال حير ذهنها ... أيعقل أن نجد شيئا يحتضن أفئدتنا الباردة في النهاية ؟ ...

لكن ... و بمجرد ما التفتت للسيارة بعد أن أعطت مفاتيح المحل للحارس كي يغلقه ... و احتضنها جفنين ناعسين ... شعرت بيدين حنونتين ... امتدت كل منهما من جهة و احتضنت قلبها ...

كان الجواب دائما أمامها ... طيلة الوقت .. في كل ثانية و دقيقة ... أجاوستينو فاليريو ... هو الشخص الذي احتضن قلبها الضرير ... المريض ... المتعب ...

Blood and roses Where stories live. Discover now