PART [06] : ليلة مشؤومة

16.5K 799 350
                                    

الفصل السادس :
ليلة مشؤومة
*******************************
***********

لن يفهم أي شخص معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام ، أن تبتسم أمام المواقف التي تستدرجك للبكاء ، لا أحد يفهم معنى أن تغلي داخلك و مظهرك في قمة الثبات .

*******************************

***********

تلك الخيبات ، الآلام ، الدموع و الإنكسارات هي من تنحت شخصيتنا .... لذلك من لا يتألم لا يصنع .
البعض إن عصفت به الحياة عصف بها غضبا ، تلجمه فيرجمها ، يتقاتل معها ، آملا في الإنتصار ، يغضب ، يصرخ و يفعل أكثر من ذلك كي لا ينهزم .
و البعض الآخر ، يقابل صدماته بهدوء تام ، و سكوت مميت ، تفاصيله ساكنة لا توحي بالخراب الخفي تحت هذا السكون و كأنه هو الذي أطاح بالحياة و ليس العكس ، و لكن داخله بركان هائج لا يخمد مهما حدث .
🍁🍁🍁

إيطاليا ، روما
الساعة 19:00 مساءا

خرجت إيميليا من الحمام و أمسكت هاتفها الذي كان يرن و بمجرد ما رأت اسم صديقها على الشاشة بش وجهها و ارتخت ملامحها لكن عندما طرق أحدهم الباب غيرت رأيها و قررت أن تعاود الإتصال به لاحقا ..

" تفضل ."

رفعت ليليان سبابتها و لحمتها بفمها كي تلتزم إيزابيلا الصمت ثم طلت برأسها من الباب و غمزت الشقراء بتلاعب ...
" هناك مفاجأة إيميليا .. كم سوف تعطيني ؟ "

قلبت إيميليا زرقاوتيها بملل ثم خلعت رداء الحمام و باشرت في تغيير ثيابها بتملل ...
" سوف أعطيك ما تشائين إن تركتني و شأني .. أنا متعبة جدا "

حدقت ليليان بابنة عمها بسعادة دفينة ... أجاوستينو و إيان و إيزابيلا هربوا من إيطاليا بسبب الذكريات الأليمة التي عاشوها هنا بينما بقيت إيميليا مع إيلان ... مناقضين بذلك إخوتهم و تمسكوا بالبلد الذي بقي فيه آخر أثر لوالدتهم ... قبرها الذي لم يتمكنا من مفارقته حتى إذا لم يتمكنا من زيارته ...

إذا عرفت إيميليا أنهم سيعودون لن تصدق ذلك أبدا ... لأن الأمر أشبه بالمعجزة ... لذا نظرت لإيزابيلا ثم همست لها كي تدخل ...
" ألم تشتاقي إلى أختك الكبرى إيميليا ؟ "

في البداية اعتقدت أنها تتوهم لذا لم تكترث للأمر ... خاصة و أنهما كانتا معا قبل أسبوع و مهما حاولت مع إيزابيلا كي تعود معها رفضت الأخرى رفضا قاطعا ... لكن ... رائحة الفروالة تلك تعرفها جيدا ... و صوت أختها الذي فيه بحة خافتة لا يشبه أي صوت و يمكنها أن تعرفه بين جميع أصوات العالم .... لذا و بتردد كبير ... بين تصديق و تكذيب لنفسها قررت أن ترفع رأسها كي تتأكد بينما تصلي في داخلها أنها لا تتوهم ...

Blood and roses Where stories live. Discover now