الفصل التاسع و العشرين :
بين نسيم الحب و عواصفه
******************************
****************
و إني أغار على رائحة عطرك من أن يلتقطها أنف أحدهم و لو كان عابرًا
******************************
*************
الثالث و العشرين من كانون الأول .
العاشرة صباحا .
ميلانو .
طفلة صغيرة أرسلتها والدتها كي تشتري بعض الأغراض و في منتصف الطريق تسقط ... يساعدها أحد المارة ثم يتفقد أنها بخير قبل أن تمضِ في طريقها كأن لا شيء حدث .. لا تعلم أن الشخص الذي تفقدها سيكون أبًا لأولادها في المستقبل ..
ولد في الثامنة وبخته معلمته و سخر منه جميع زملائه ما عدا صديقه الذي ابتسم له ثم ربت على كتفه كي لا يشعر أنه وحيد ...
طفل رضيع تركته والدته أمام دار الأيتام و بعدها بسنتين تبناه زوجان غير قادران على الإنجاب و منحاه حبا أعظم من الحب الذي كانت ستعطيه له والدته التي تخلت عنه ...
أرملة عجوز تعيش وحدها في الريف و في يوم من الأيام تفقد وعيها في مزرعتها الصغيرة لأن دواء السكري نفذ منها و بالصدفة يجدها أحد المارة و يأخذها إلى المستشفى و بالصدفة أيضا يكتشفون أن لديها ورم يجب إزالته بشكل عاجل ...
امرأة لا تستطيع الإنجاب و تفقد إيمانها في كل ما حولها و فجأة يتصل بها أحدهم و يخبرها أن أختها و زوجها توفيا في حادث سيارة و ابنهما لا يتجاوز الثلاثة أشهر من عمره ...
هل تعتقدون أن هذه ما هي إلا مجرد صدف عابرة لا أمور مقدرة لنا ؟ .. ما تلك إلا مجرد رسائل نتذكر فيها أنه مهما ضاقت بنا الحياة و اشتدت علينا الصعاب و انهالت علينا المصائب .. هناك .. في السماء من يهتم لأمرنا جميعا و يعرف جيدا ما يجول في خواطرنا بدون أن نتفوه بشيء حتى ... يرسل لنا شخصًا ليساعدنا كي ننهض .. شخص كي يربت علينا ... شخص كي يحتضننا و شخص كي يشاركنا حبا لم نعتقد في يوم من الأيام أننا سوف نتلقاه ... و في بعض الأحيان عندما نجد أنفسنا نواجه صعوباتنا وحيدين ... ذلك إثبات من الله لنا أننا قادرين على تجاوز محننا وحدنا بدون حاجتنا لأي شخص و لا لأي شيء سوى إيماننا ...
الإيمان ليس مجرد عقيدة أو معتقد ... ليس مجرد كلمة أو نهج إنما حياة ... و إن لا حياة بدون إيمان ... إيمان بغد أفضل و مستقبل أجمل ...
الإيمان الذي نتمسك به هو النور الذي يساعدنا على تجاوز الظلمات التي نقع فيها ...
هو الشيء الذي يثبت لنا أنه لا يجب أن ننتظر من الحياة أن تكون أسهل إنما يجب علينا نحن أن نكون أقوى ..
نظرت أماندين للجو في الخارج لذا قررت أن تتوقف عن كتابة ما يدور في خلدها و أطفأت هاتفها ثم فتحت الباب الزجاجي الكبير الذي يفصل بين قاعة الجلوس و الحديقة الخلفية و جلست على الأريكة تتأمل ما حولها بصمت تام ...
أنت تقرأ
Blood and roses
عشوائيبدأ كل شيء عندما ابتعدت رغما عنها عن موطنها و عائلتها ، لتجد نفسها في بلد آخر و نمط حياة مختلف تماما عن الذي اعتادت عليه . وسط عائلة جميع أفرادها من المافيا أبا عن جد . _______ ماذا لو عبث القدر معهما ؟ بعد أن دمرت الحياة كل منهما بطريقة مختلفة...
