PART [16] : خَراب

14.3K 671 164
                                    

الفصل السادس عشر :
خَراب

*********************
**********

نجوت لأن النار بداخلي اشتعلت أكثر من النار حولي.

********************
*********

تعالى الصراخ و عمت الفوضى المكان ، لكنهن حافظن على هدوئهن مرغمات .

الرصاص الذي أصاب القوارير أمامهن أفزعهن ، و تناثر زجاجها عليهن حتى أن بعضها أصاب وجه أماندين .

صرخ أحد الرجال بصوت جهوري خشن .
" هذا ما تفعله النساء دوما ، تختبئن كالفئران الوضيعة ، سنقتلكن مهما قاومتن "

أغمضت أعينها لبرهة ، تشعر كأنها في حلم يأبى أن ينتهي ، لا ليس حلم ، بل كابوس .

أماندين من النوع الذي يدعم المرأة مهما كانت مخطئة ، فما بالك إذا كانت على حق .
و الإستهزاء بالنساء شيء لا يروق لها على الإطلاق و ما تفوه به الرجل استفزها جدا .
" لنريهن ماذا تفعل النساء "

ارتفعن بأجزائهن العلوية تتربصن بهم و قد كانوا على ترتيب مثلثي ، واحد في الأعلى ، و اثنان في الأسفل .
هاتفها لم يتوقف عن الرنين و لو لثانية ، و سبب لها توتر لا يطاق .
" إيزابيلا الرجل على اليسار لي لأنه الأقرب و الذي في الأعلى لك .. أنت أمهر مني في التصويب ، ليليان اتصلي برومان ، كان ينبغي أن يدخل منذ بدء إطلاق النار ، أخشى أن ما في الخارج أسوء من هنا "

تبقت رصاصة واحدة في مسدسها ، و لحسن حظها أنها أصابته و إلا لما تركها على قيد الحياة حتى إن أمر أن يحضرها حية .
" بقي واحد ، لا أراه "

أغلقت الصهباء هاتفها ثم خاطبتها بسخرية .
" سيكون ضيفا نكرمه ، من الأحسن ألا تقتلوه كي نعرف مالذي يحاك تحت الطاولة "

هتفت إيزابيلا بمرح كأنها تقنص دببة محشوة لا بشر .
" أرجح أنه فر فلا أثر له "

تلك المواقف التي تثبت لك أن الكره ليس كلام بل أفعال ، كذلك الحب ، العلاقة بين أماندين و إيزابيلا مشحونة دوما حتى في ركودها ، لكن كل منهما حمت الأخرى حين تطلب الأمر .

العديد من البشر يتعاملون مع الآخرين بجفاء و مقت لا مبرر له ، ليس لأنهم سيئوون بل كي يخفوا جانبهم الجيد لأنهم تعرضوا للعديد من الأذى بسببه أو ربما لأنه يصيبهم بالإحراج .

صرخن بهلع بينما يغطين آذانهن حين دوى صوت الإنفجار خارجا ، كان انفجارا قوي جدا ربما يثقب طبلة أذن من هم بقربه ، احتضن بعض على شاكلة دائرة يحاولن تهدئة أنفسهن .

Blood and roses Where stories live. Discover now