الفصل السادس♥️

54.2K 1.4K 64
                                    

الفصل السادس(أهل الحب صحيح مساكين)

للحظات لم يستوعب جابر ما قاله آدم ...لم يدخل عقله من الأساس وقال ذاهلا:
-معلش ممكن تعيد كلامك ...انت بتقول ايه ؟!!
اقترب ادم وعينيه الزرقاء تبرق بشدة وقال:
-هكرر عرضي تاني تعتذر لأمي قدام الكل هتجوز حفيدتك ومش عايز منك مليم غير كده شوف حد غيري ...دي كلمتي يا جابر عزام وده طلبي اللي مش هتنازل عنه حتي لو حصل ايه ...القرار بإيديك ...
لم يسيطر جابر علي نفسه وقال:
-من بنت الخ*دامة ؟!!!اعتذر من بنت الخ*دامة...
اشتعلت عيني ادم وقال:
-اقسم بالله لو غلطت في امي تاني يا جابر عزام لانسي فرق السن الكبير اللي بيننا واعاملك بالطريقة اللي تستحقها مفهوم!!!!!
رفع جابر رأسه وعينيه تبرق بعناد ...كانا الاثنين متشابهين لدرجة كبيرة ...نفس العناد ...نفس العصبية والغض*ب ...عرف جابر أن حفيده عنيد مثله ولن  يتنازل ... آدم لن يتنازل عما يدعوه حق والدته ؟!ولكن هل سيق*لل من نفسه ويعتذر من تلك المرأة اللي حر*مته من ابنه وفر*قت شمل عائلتهم ...الشئ الوحيد الذي يريد فعله بها هو أن يط*عنها بس*كين ساخن في قلبها ويراها تن*زف حتي المو*ت ...لا احد يتخيل كم الكر*اهية التي يحملها جابر في قلبه لحسناء ...تلك المرأة التي استغلت ابنه علي ...استغلت سذاجته وجمالها وأخذته منه ...هو لن يسامح تلك المرأة وما يطلبه آدم هو المستحيل بعينيه ...فهو مستعد أن ير*كع لوائل السويسي ولا يعتذر منها هي ...
-انت بتطلب مني اتذ*ل لوالدتك يا آدم ...بتطلب مني انا جابر عزام اني أخضع لمرا...
رفع ادم رأسه وقال:
-ده شرطي يا جابر لو مش حابب خلاص ...
-ادم انت هتتخلي عن بنت عمك ؟!
قالها جابر بغضب ليرد آدم ببساطة :
-هي عمرها ما كانت بنت عمي ولا اعرفها حتي ...أنا عمري ما شوفتها ومش معترف بأي صلة قرابة بيننا يا جابر عزام ...انت مجرد راجل جاي تعمل معايا صفقة مش جدي ...فأنسي حوار أننا عيلة واحدة بس ...لأننا مش عيلة ولا عمرنا هنكون...حتي جوازي من حفيدتك هيكون مؤقت أنا مش هفضل متجوزها طول عمري اكيد ...وانا قولت اللي عندي ...
-اطلب اي حاجة غير دي لو عايز فلوس أنا ...
ضحك ادم ساخرا وقال:
-لا لا يا جابر بيه فلوسك خليها معاك ...أنا حالف اني عمري ما هلمس الفلوس دي ولا هدخل بيتك حتي حفيدتك هتعيش عندي معززة مكرمة لحد ما تستلم ورقة طلاقها مني ...لكن لو همو*ت أنا وعيلتي عمري ما اخد منك مليم ..
بلع جابر ريقه وهو يري كمية الكره بعيني حفيده ...الحق*د والكر*ه بعينيه يكاد يح*رقه بقوة ...هز جابر رأسه وقال:
-انا مش مصدق أن حسناء قدرت تكر*هك فيا بالشكل ده يا آدم ...خليتك انسان حا*قد علي عيلتك ...
ضحك ادم وقال:
-امي عمرها ما جابت سيرتك بو*حش بس انا شوفت ...شوفت ازاي وقفت لأمي في كل مشوار في حياتها كأنك بتعا*قبها عشان اتجوزت ابنك ...امي بسببك وبسبب نفوذك اطر*دت من كلية الطب ...اي شغل كانت تروحه كانوا يمشوها ...كانت عايزة تجمع مصاريف علاج  ابويا وابنك بأي طريقة بس انت سديت كل الطرق في وشها لحد ما جات واتذ*لت ليك ...انت فاكر اني هنسي لا يا جابر المواقف دي هتفضل محفورة في عقلي لحد ما امو*ت. ..أنا مستحيل انسي دموع امي اللي انت كنت السبب فيها ...مستحيل اغفر ...مستحيل انسي ومستحيل اعتبرك من عيلتي أنا عيلتي تلاتة وبس امي وليلي ومرام ...
ابتعد ادم وهو منهيا الحوار وقال:
-انا قولت كلمتي وانت فكر ورد عليا
..............
في قاعة المحاضرات ...
كانت ليلي تجلس وهي شاردة للمرة الأولي عينيها السوداء لامعة بفعل الدموع ...تعض شفتيها بعن*ف كي لا تشهق بقوة ...كانت تشعر بالإنه*يار ...لم تصدق أن يخذ*لها ادم بتلك الطريقة ....لقد اعتبرته قدوتها ...كان ادم دوما هي الفرد الأقرب لقلبها ...ادم ليس شقيقها الأكبر فحسب بل هو بمثابة والدها ...لقد نشأت وهي تراه يتعب لأجلها..لأجل عائلته بأكملها ...كانت دوما مدللته ...كان حاميها ..بوجود ادم ليلي لم تكن تخا*ف شيئا...لقد ساهم ادم في تشكيل شخصيتها القوية تلك ...زرع فيها الحب والايمان والثقة بالذات ...كان صديقها ومرشدها ووالدها واخاها ...كان كل شىء ...كان الصورة المثالية في مخيلتها ولكن صورته الان تزلزلت في عينيها ...وقلبها يؤ*لمها بسبب هذا ...صحيح هي لم تعش ما عاشوه ولكن ادم دوما كان يقص عليها ما عاشوه من معاناه علي يد تلك العائلة وهو من اقسم الا يرتبط اسمه بإسمهم فكيف سيتزوج منهم ...هي لا تفهم ادم ...لا تفهم كيف يفكر ...انسابت دموعها دون دراية منها ومسحتها بسرعة كان تريد ان تسيطر علي نفسها ولا تحدث دراما أمام الجميع نظرت إلي الدكتور وهو يشرح وللمرة الاولي الكلمات كانت لا تدخل عقلها ....
...
انتهت المحاضرة اخيرا وكانت آخر محاضرة لها واخيرا ستذهب للمنزل كي تندس تحت غطائها وتبكي ..اتت خلفها صديقتها ميار وهي تلمسها وتقول:
-لولا بنادي عليا بقالي ساعة ...ايه يا حاجة مركبة عجلات في رجلك ...
نظرت إليها ليلي ووجهها شاحب كان التعب يرسم اثاره البش*عة علي وجهها ...اصطنعت ليلي ابتسامة وقالت:
-معلش يا ميار أنا بس تعبانة وعايزة اروح البيت ...
وكادت أن تذهب من أمامها إلا أن ميار امسكتها من يدها وقالت :
-لا لا انتِ مش مضبوطة النهاردة ...تعالي معايا واحكيلي مالك ...ده مش تعب عادي ...أنتِ يا بنتي زي ما يكون حد ما*تلك ...تعالي نروح لمحل الكشري اللي قريب من هنا ونأكل طبقين كده وتحكيلي...
تنهدت ليلي وهي تترك ميار تجرها خلفها بينما تشعر قلبها ينعص*ر من الا*لم ....ربما الحديث سوف يساعدها قليلا  ..فلتحكي لميار ربما ترتاح....
.......
في محل الكشري ...
كانت تضيف ميار الشطة علي طبقها وهي تبتسم واغمض عينيها وهي تقول:
-ريحة الدقة مجن*نة امي يا ليلي ....اهي هي دي الأكلة اللي الواحد ينسي أحز*انه بيها ...كلي كلي يا شيخة وارمي أحز*انك وراكي محدش واخد منها حاجة ...اعرفي أن الحل الوحيد لتجاوز الاحزان هو الاكل ...
لم تتحمل ليلي أكثر وضحكت قائلة:
-تعرفوا في البيت بيقولوا علينا ايه ...حلة ولقت غطاها ...احنا الاتنين مجا*نين ....امي بتقول أن المجا*نين بينجذبوا لبعض عشان كده احنا اصحاب اووي ...وانا فعلا مهما لفيت مش هلاقي اجمل ولا اج*ن منك تكون صاحبتي  ...أنتِ صاحبتي  واختي وربنا يديمك في حياتي يارب ...أنا بحبك اووي ...
ابتسمت ميار وقالت:
-وعقبال ما ابقي مرات اخوكي يارب صدقيني هنبقي احلي دويتو في البيت هحبك اكتر من اخوكي ...
نظرت ليلي الي ميار بتوجس وهي تأكل من طبقها وتبدو مسرورة فقالت فجأة:
-ميار ...أنتِ عارفة أنا زعلانة ليه ؟!
-ليه يا قلبي..
قالتها ميار وهي تولي انتباهها لليلي فقالت ليلي:
-اخويا ادم هيتجوز بنت عمي كريم ...
-نعم يا اختي ...
صرخت ميار وهي تنهض ثم أكملت:
-يعني المز طار ...اتشقط ...وشقطته امتي دي ...أنتِ يا بت مش قولتيلي مفيش حد في حياته ...
ابتلعت ليلي ريقها وقالت:
-حصل لكن ده صدمنا بالقرار امبارح فجأة ...صدقيني أنا مصدومة زيك يا ميار ...
جلست ميار علي الطاولة وبدأت تأكل وتبكي قائلة:
-فتي احلامي راح !!!
..........

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن