الفصل الثاني عشر♥️

35.9K 1.4K 81
                                    

الفصل الثاني عشر(أحبيني !)

-حاسس  أنك فرحانة ومرتاحة...
قالها الطبيب النفسي بإرتياح وهو ينظر الي حياة التي لمعت الحياة بعينيها ..لم تكن تبتسم بالمعني الحرفي ولكنه وجهها بدا وكأن عادت له الحياة ....ليس تلك هي حياة التي كانت يائسة دوما ...تحارب لكي تنهض ولكن كثيرا ما تنزلق وتسقط....وقد شك الطبيب ان السعادة التي تظهر علي وجهها سببها احمد ..
ابتسمت حياة فأنار وجهها اكثر ثم اطرقت وهي تفرك كفها...قلبها ينبض بسرعة وتشعر انها ركضت لمسافات طويلة ...لقد اعطته فرصة ..اعطته عندما عرفت ان لا يمكنها ابدا ان تعيش دونه ...فعلت هذا لانها تحبه ولن تحب غيره ...قررت ان تثق به مجددا ولكنها ما زالت خائفة...فالمرة الاولي التي جرحها بها انهارت وهي لا تريد أن تُجر.ح مرة أخري. ..ولكن كيف تقاوم عواطفه التي تحاصرها!!

-طيب يا ستي ممكن تقولي أي سبب السعادة الغريبة دي النهاردة ؟!
قالها الطبيب وهو يدرك السبب ولكن ارادها ان تتكلم هي ...
ضحكة سعيدة افلتت من قدمها وقالت:
-أحمد .
ضحك الطبيب وقال:
-كنت عارف ان هو ... يعني اللي مقدرتش اعمله أنا الجلسات اللي فاتت دي هو قدر يعمله ببساطة كده !
هزت حياة راسها وقالت:
-لا لا....طبعا يا دكتور غلط ...حضرتك الله يباركلك ساعدتني كتير اووي ...بعد ربنا انت اللي انتشلتني من الدمار اللي كنت فيه...أنا مش عارفة اشكرك بجد ازاي ..
-ده شغلي يا حياة ..شغلي اني اشوفك كويسة
ابتسمت حياة ليكمل هو :
-كملي يا ستي قولي ايه اللي حصل ...

-اديتله فرصة ..
-جميل اووي .
قالها الطبيب لتكمل هي بتوتر :
-انا لسه خايفة يا دكتور ومش حاسة بالآمان ...أنا اديتله ثقتي بس لسه خايفة يغدر بيا...أول مرة سابني واتخلي عني انهارت تماما...حسيت ان الحياة كلها اتقفلت في وشي ...حسيت اني وحيدة اووي...كنت حاسة ان فعلا هتجنن ولما ظهر وقالي انه اتقرب مني عشان الفلوس ...
صمتت وقد تعكر صفو سعادتها واحتشدت الدموع في عينيها واكملت :
-حسيت اني رخيصة اووي وآني مستاهلش الحب وان الحاجة اللي عاملالي قيمة هي فلوسي وبس ...وقتها قررت اني انساه...قررت اني ابعد وبالفعل عملت كده ...بس هو قرر ان يلاحقني ...كان رافض تماما انه يسيبني يا دكتور ...وانا مقدرتش اقاوم حبه ..مقدرتش ورجعت...أنا غلطانة ..
ابتسم الطبيب وهز رأسه نافيا وقال:
-مظنش .
.......
خارج العيادة
كان يقف امام سيارتي ينتظرها حتي تخرج من عيادة الطبيب النفسي ...يحمل باقة ازهار رائعة باللون الاحمر ...قرر اليوم أن يسعدها قليلا ثم يذهبا الي والدته...اغمض عينه بسعادة وهو يتذكر انها أخيرا وافقت عليه ...أخيرا اراحت قلبه ...وتقبلته في حياتها ...خفق قلبه وهو يراها تخرج من العيادة ...ابتسم لها وهو يشير إليها ليتجهم وجهها وتقترب منه وتقول:
-برضه جيت ...أنا مش نبهت عليك يا احمد متجيش عند الدكتور ...أنا حابة اروح لوحدي واجي لوحدي ...
ابتسم وهو يمسك كفه ويقبلها :
-حبيبتي أنا بس جيت ووقفت قدام العيادة مدخلتش ...بعدين ايه اللي مزعلك يعني ...ده جزاتي اني جيت وجايبلك ورد ومحضرلك مفاجأة حلوة...
نظرت إليه وهي تشعر بالذنب قليلا فهو يفعل المستحيل لإسعادها ولكنها تتعامل معه بجمود ...ولكنها تعترف أن ما زال هناك توتر في علاقتهما فهي لن تعطيه الامان بكل بساطة ....
أعطته ابتسامة رائعة كمكافأة اخيرا ...ابتسم وهو يقول:
-اخيرا ...اخيرا يا ست ابتسمتي في وشي ...
ضحكت هي وعينيها تلمع ...كلمعة العشق التي كان يراها في عينيها ...ازدادت ابتسامته وقال:
-اهو أنا دلوقتي حاسس اني قدرت ارجع حبيبتي لحياتي تاني ...يالا يا ست البنات عشان عاملك خروجة النهاردة هتعجبك اووي وبعدين نروح لماما عايزة تشوفك...
-هنروح فين ؟!
قالتها بتساؤل ليرد ببساطة :
-الملاهي.
..........
-لا لا مش عايزة ...مش عايزة اسيبك يا بابي ...متسبنيش ..
قالتها ملك وهي تبكي وتشهق ...كانت في غرفتها بينما انس بنفسه جهز حقيبتها لكي تذهب مع نيرمين ...كانت مرام تقف بعيدا والدموع محتشدة في عينيها لا تعرف ماذا تفعل ...فجأة خرجت من غرفة ملك واسرعت الي غرفتها واغلقت الباب ....بعد ان اغلقت الباب انفج.رت الدموع من عينيها وبقت تبكي وتبكي كما لم تبكي من قبل  ...قلبها كان يعتصر من الأ.لم... الشعور بالذ.نب يحر.قها ...تشعر انها هي السبب ..هي لن تسامح نفسها ابدا... فلو لم يحبها انس لم يكن ليخسر ابنته...جلست علي الأرض وهي تبكي بصوت مرتفع ...لم يهمها ان سمعها احد ام لا ....
.......
-يا بابي هتخليها تأخدني..
قالتها ملك بصوت منك.سر ليتجمد أنس في مكانه ويتذكر وعده لشقيقه...
فلاش باك ...
-انت هتقوم...هتقوم يا انور وتربي بنتك .
قالها أنس وعينيه مشبعة بالدموع ولكنه لم يحررها لم يسمح لضعفه بالظهور ..شفقة بحال شقيقه فهو لا يريده ان يجزع ..
كان انور في حالة سيئة بسبب الحادث ..امسك هو كفه وقال؛
-انا عارف اني همو.ت يا انس مفيش فايدة ومش خايف من الموت ...أنا خايف عشان بنتي. .بنتي ملك يا انس ...لازم انت اللي تربيها متديهاش لجدتها ...دي وصيتي الأخيرة ...نيرمين افعي أنا مستأمنهاش علي بنتي ...أنا بعدت عنها نوارة بنتها لانها اذ.تها كتير ...الست دي أذ.ت بنتها فمش متخيل ممكن تعمل ايه في بنتي. ...
-اذ.ت نوارة ازاي ؟!
سأل انس وهو يرتجف ...كان خائف من الاجابة ...تري ماذا فعلت نيرمين واذ.ت ابنتها ...
والجواب من فم أنور كان حقا صادم ...الجواب الذي جعله يبذل كل جهده كي يحافظ علي ملك ...وهو لن يتنازل عنها ابدا !!
باك ...
نظر أنس الي ملك التي تبكي وجلس امامها وهو يعانق وجهها ويمسح الدموع عن عينيها وقال:
-ملك انتِ بنت الصاوي...أنا مستحيل اتخلي عنك ...انتِ بتثقي في بابا ولا لا
هزت ملك رأسها ليبتسم هو ويقول:
-هرجعك تاني...ده وعدي ليكي يا ملك ...مش هتخلي عنك ابدا ...والمرة دي هرجعك للأبد بس مستعدة تعملي اللي اقولك عليه ؟!
هزت راسها مرة اخري ليبتسم هو ويقبل رأسها ثم يخبرها ما يجب أن تفعله فعلا !!!!
.......
في الاسفل كانت نيرمين تشرب سيجارتها وهي مستمتعة للغاية لقد استطاعت ان تقضي علي أنس ...استطاعت ان تح.طمه ...وكم اسعدها هذا ...أنس لم يجب عليه ابدا ان يتحداها...هو من يبكي الآن وهي من انتصرت ...والمسألة مسألة وقت وسوف يتوسل إليها ليتزوج ابنتها !!...لمعت عينيها أكثر وهي تجد أنس يمسك كف ملك التي تمسح الدموع من عينيها ...اتسعت ابتسامة نيرمين وهي تقترب من ملك وتقبلها علي خدها قائلة بخب.ث:
-متقلقيش يا روحي ...هتنبسطي اووي معانا ...لازم برضه تخلي بابا ومراته الجديدة لوحدهم ...عشان لما يخلفوا بكرة مش هيكونوا فاضيين ليكي ...
كان أنس صامت رغم داخله يريد أن يقت.لها ...ولكن الصبر ...سوف يحر.قهم جميعا !!
في قانونه مكتوب  ان إذا  اردت ان  تربح الحرب وتقضي علي عدوك  تحول الي وحش واقت.ل جميع مشاعرك الإنسانية. ..وهذا ما سيفعله...لقد ذاقوا لطفه ...فليحترقوا  الآن بنيران غضبه...وليذيقوا الويل ...
نزل أنس إلي مستوي ابنته والدموع في عينيه ولكنه بإرادة قوية حبسها ثم قبلها علي رأسها وقال:
-هتوحشيني اووي ...متنسيش تتصلي بيا دايما يا حبيبتي ...وزي ما اتفقنا الصلاة في أوقاتها ومتبكيش خالص ...عايزك تكوني مبسوطة ...
ابتسمت ملك وهي تنظر إليه وقالت :
-هعمل اللي حضرتك عايزه يا بابي...
-انا متأكد من كده  يا حبيبة بابي ..
قالها ثم قبل كفها لتسحبها نيرمين وتقول:
-كفاية كده يا أنس...يالا يا ملك نمشي ...
وأمام عينيه كانوا يسحبوها ...وفي تلك اللحظة قرر هو أن يعا.قبها بطريقة لن تنساها ابدا !!!
.........

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن