الفصل الخامس عشر♥️

32.3K 1.5K 139
                                    

الفصل الخامس عشر(الموت هو الحل)
بهتت مهرا وهي تنظر إلي حياة التي بدت مصرة للغاية ...
-انا جاية اطلب منك تسامحيني ...ومش هستسلم ...مش مهم اقعد قد ايه قدام باب بيتك ..مش مهم قد ايه اترجاكي ...مش مهم  كام مرة هتطرديني المهم اني مش هتحرك هنا من قبل ما تسامحيني ...
نظرت ليلي إلي تلك الفتاة الجميلة بذهول ويبدو أنها عرفتها جيدا ...هي حياة التي أخبرتها مهرا عنها ..
ابتلعت مهرا ريقها وهي لا تعرف ماذا تقول ....احتشدت الدموع في عينيها وهي تنظر إلي احمد وحياة وهي عاجزة تماما عن التحدث ...لا تعرف ما شعورها الان ...ولكن بالطبع هي لا تكره حياة مثل السابق...سعادتها مع ادم ..انستها كل شىء ...انستها الغدر وانستها الخيانة ..
-اتفضلي جوا .
هكذا قالتها مهرا ببساطة. ..فهي لا تريد اي دراما أمام الجيران ...
ولجت حياة وهي تمسك كف احمد ...كان كفها يرتعش وعينيها ملبدة بدموع مهددة بالسقوط ...
وقفت حياة في منتصف الصالة للمنزل الصغير الهادئ...لن تنكر الأمر لقد ذُهلت ...ذهُلت وهي تري مهرا تعيش حياة ليست حياتها ابدا ...ولكن يبدو أنها سعيدة جدا ...لما لا فالحب يصنع المعجزات ...نظرت هي الي مهرا وايقنت أن مهرا تغيرت كثيرا ..كانت ترتدي إسدال واسع ...ارتدته سريعا قبل أن تفتح لحياة ...خمارها الكبير كان يغطي نصف جسدها ...بدت مختلفة ولكن جميلة ... راضية وعاشقة !!وحياة كانت سعيدة جدا لأجلها وكأن سعادة مهرا جعلتها تشعر بالكثير  من الراحة ...أزالت ولو بعض من تأنيب الضمير...تنهدت مهرا وقالت بصوت جاهدت لجعله ثابتا  وهي تمسح دموعها التي تحررت خلسه :
-اتفضلي اتكلمي ...أنا سامعاكي...
انسابت دموع حياة ثم مسحتها بسرعة ...هذا صعب ولكنها ستفعله من أجل مهرا ومن أجل أن ترتاح ...هي تريد أن تزيل  هذا الذنب عن قلبها وستفعل اي شئ كي نزيله ...أغمضت عينيها ثم فتحتها مجددا وهي تقول:
-انا بتعذب...بتعذب يا مهرا ...أنا فعلا بموت ....مش قادرة اسامح نفسي علي اللي عملته ...بحاول كتير ابقي سعيدة بس حاجة معكرة عليا سعادتي دايما...أنا مش قادرة انسي اللي عملته فيكي ...مش قادرة يا مهرا ...
اغمضت حياة عينيها وهي تشهق وتبكي بينما اخذت ليلي تنظر الي حياة بفضول ...تلك الفتاة دمرت مهرا كليا ولكن يبدو انها حقا نادمة ...هي تعاني بطريقة صعبة ...تألم قلب ليلي عليها ونظرت الي مهرا لتجد وجهها.خالي من المشاعر ...لولا ان ليلي تعرف ان الغفران شئ صعب للغاية ويكاد يكون مستحيل لطلبت من مهرا ان تسامحها ولكن وضعها مع الذي يفترض ان يكون جدها جعلها تدرك ان الغفران ليس بالشئ السهل ...ان تغفر لأحد اساء لك...احد دمر حياتك بأكملها ..هذا الأمر ليس بسيط ...هي أيضا لم تستطع ان تغفر لجدها ...لذلك لا يمكنها الآن أن تذهب وتطلب من مهرا ان تغفر لتلك الفتاة ..مهما كانت منهارة ...اقتربت ليلي من مهرا وامسكت ذراعها هامسة:
-مهرا انتِ كويسة ؟!
هزت مهرا رأسها وهي ما زالت تنظر الي حياة ...ما زال قلبها يؤلمها ولكن من ناحية اخري ما فعلته حياة جعلها تتعرف علي حب حياتها وتدرك انها ابدا لم تحب مروان...وان حبها الحقيقي..كان ادم ادم فقط !!
ارتبكت حياة وهي تري مهرا صامتة لا تتكلم ولم تعطيها أي رد ...ارتجف قلب حياة داخل صدرها وهي تفكر ان معقول مهرا لن تسامحها ...هل ستظل تتعذب طوال حياتها...انفجرت الدموع من عينيها اكثر وهي تنظر إليها بتوسل ثم قالت بصوت مختنق من كثرة البكاء ؛
-مهرا قولي حاجة ...مهرا قولي أنك سامحتيني. ...أنا والله بموت...مش هتصدقيني لو قولتلك اني مش عارفة  اعيش يا مهرا...فعلا مش عارفة اعيش ...ومش عارفة افرح ...كل أما اجي افرح افتكر اللي عملته فيكي...بحس اني مستحقش أي سعادة...بفكر اني مستحقش الا الموت ...الموت وبس ...بشوف ان السعادة كتيرة علي واحدة زيي ...واحدة حقيرة دمرت حياة صاحبتها عشان كانت غيرانة منها ...انتِ كان عندك حق ...أنا كنت انسانة بشعة حاولت أعمل المستحيل عشان اخليكي شبهي...بس انتِ طول عمرك احسن مني ..انتِ احسن مني بكتير يا مهرا ...عشان كده ...عشان كده ...
اختنق صوته وهي تضع كفها علي قلبها الذي يعتصر من الا.لم وتكمل:
-عشان كده خليكي احسن مني وسامحيني...سامحيني ابوس ايديكي وخليني ارتاح....خليني اعرف اعيش حياتي ...فيه حمل كبير علي صدري ...حمل بيخنقني ...ذنب مش قادرة اعيش بيه وده ذنبك يا مهرا...ذنب اللي عملته فيكي واللي هفضل شايلاه لحد ما تسامحيني ...
أحرقت الدموع عيني مهرا ...شعرت وكان قلبها سيخرج من مكانه بسبب الألم ...
-مهرا ردي ..قولي حاجة ...أي حاجة ابوس ايديكي...
كان أحمد ينظر الي انهيار حياة ومهرا التي تغلق عينيها بألم وقد عرف ان مهرا لن تغفر ...ولن تجني حياة الا التقليل من نفسها ...
-يالا يا حياة نمشي ..
همس احمد لحياة ولكنها لم تستمع اليه...كانت تريد الغفران بأي طريقة ...تريد أن ترتاح ..لذلك اقتربت من مهرا وامسكت كفها...نظرت إليها مهرا بصدمة ..كانت حياة ما زالت تبكي بقوة وتقول:
-انا مستعد ابوس ايديكي عشان تسامحيني ...وابوس رجليكي كمان ..بس سامحيني وارحميني من العذاب ده ...
وبالفعل شدت حياة كف مهرا لكي تقبله الا ان مهرا ابعدت كفها بسرعة وقالت:
-مسمحاكي ...خلاص مسمحاكي ..
-آه ...
قالتها حياة براحة وهي تجلس علي الأرض وتقول ببكاء وهي تضع كلها علي قلبها:
-شكرا ...شكرا يا مهرا ...شكرا .
شدتها مهرا من علي الأرض وربتت علي كفها وهي تعطيها ابتسامة مشفقة وتقول:
-خلاص انسي كل اللي حصل وعيشي حياتك يا حياة ..
ابتلعت حياة ريقها وقالت بصوت مبحوح:
-ممكن طلب تاني ...ممكن تسامحي مروان ؟!
تنهدت مهرا وهي تشيح بوجهها لتكمل حياة:
-مروان والله كمان بيتعذب يا مهرا ...ده خسر ابوه وبقا منهار ...وحاليا قافل علي نفسه ورافض يقابل حد ...سامحيه عشان يحس بالراحة شوية ..انتِ قلبك ابيض ...
اطرقت ليلي برأسها وهي تتذكر رؤيته في المقبرة بالأمس وهو يبكي بعنف ...وعرفت السبب ..والده مات ...كم بدا منهار في تلك اللحظة ...بدا ضعيف ومثير للشفقة وكم اوجعها قلبها عليه !
......

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن