الفصل الحادي عشر♥️

37.4K 1.4K 95
                                    

الفصل الحادي عشر(كارثة!)
وقف أمام الفراش وهو ينظر إليها وهي نائمة تغطي نفسها بالكامل بالغطاء بينما شعرها يغطي وجهها كليا ...بدت رائعة وهي نائمة ...هي فعليا رائعة بكل الاوقات ...اقترب وجلس بجانبها وهو يعبث في شعرها ..رائحة جوز الهند فيه تدفعه للجنون ...امسك خصلة وهو يشمها بهوس ..كيف تملكته بتلك الطريقة ...
ترك شعرها ثم قبلها علي وجنتها قبلة لطيفة للغاية .. رمشت مرام وهي تستيقظ من نومها ...فجأة شهقت وهي تبتعد عنه وتقول:
-فيه ايه ؟!انت بتعمل ايه ...بتعمل ايه ؟!
نظر إليها بدهشة وقال وهو ينهض :
-اهدي يا حبيبتي احنا اتجوزنا امبارح ...و...
قاطعته ووجهها يحمر بقوة والذكريات المخجلة تندفع لعقلها...لقد تذكرت كم كان عاطفيا معها .. كيف انه اخذها لعالم آخر ...عالم لم تخطوه من قبل ...عالم وكأنه الجنة!!!..رغم انها لم تظهر هذا وهي معه الا انها كانت سعيدة للغاية ...سعيدة وهو يحبها كم لم يحبها احدا من قبل !!!
جذبت مرام الغطاء اكثر وقالت بنبرة مرتجفة:
-انت....انت عايز ايه ؟!
ابتسم قائلا:
-مالك يا حبيبتي ..مش عايز حاجة بس اصحي عشان تفطري ادم اتصل بيا وقال انه بعد تلات ساعات هيجي ...
هزت مرام راسها وقالت بتوتر:
-طيب معلش اطلع برا عشان اقوم ...
ابتسم أنس في وجهها...كان يعرف ان مرام تحتمي بقناعها الجليدي ...وكان يظن انه سوف يذيبه بسهولة تامة ولكنه كان مخطئ كثيرا ...فالامس رغم انها لم تبعده ..ورغم انها فقدت سيطرتها في قليل من الأحيان الا ان معظم الوقت كانت جامدة بين ذراعيه...ترتعش فقط وتغمض عينيه...ولكن الأمر ليس مهما...قد يكون خجلها الفطري هو حاجز بينهما ...ستعتاد عليه قريبا يجب أن تفعل !!
-انت...انت مطلعتش ليه لحد دلوقتي ؟!
ابتسم وقال:
-حاضر هطلع ...
ثم قبلها علي رأسها وخرج...
ما ان خرج انس ...بحثت هي بإرتباك علي قميصها الابيض حتي وجدته ...ارتدته سريعا ثم اندفعت الي الحمام ...
.....
كانت ترتجف وهي تقف تحت الدوش والمياة تندفع عليها...وضعت كفها علي شفتيها وهي تتذكر ليلتهما سويا ...انها المرة الأولي التي تشعر بهذا الكم من المشاعر ...ورغم انها اخفتها الا ان مشاعرها كانت حقا قوية ...هي حتي مصدومة من نفسها كيف استطاعت اخفاء مشاعر قوية بتلك الطريقة ..كيف ...
....
بعد قليل ..
خرجت مرام من الحمام وهي ترتدي المئزر وشعرها الطويل مبتل ...اتجهت الي الخزانة وسحبت فستان بلون البرقوق بدون اكمام ويصل الي بعد ركبتها ...شكرت ربها ان الفستان يغطي اصابة كاحلها ثم سرحت شعرها ووضعت بعض العطر واحمر شفاه قاني ثم نظرت الي نفسها بدهشة فهي حقا بدت جميلة بشكل لا يُصدق ..
كادت ان تمحي ما فعلته من شدة خجلها ولكنها توقفت في اخر لحظة وقررت ان تنزل للاسفل كي تأكل ...
.....
-تمام يا نعمة شكرا تقدري تروحي دلوقتي مشوارك وانا هتصرف لما يجوا الجماعة...
ابتسمت نعمة وقالت:
-ربنا يخليك يا سعادة البيه...
ثم امسكت حقيبتها وغادرت ..
رفع أنس عينيه فجأة وتجمد وهو يراها تقف علي السلم بتوتر وهو تضغط علي شفتيها بقوة ...فغر فاه قليلا بينما هي قالت بصوت ضعيف:
-فيه أي حد هنا ؟! رجالة يعني بيشتغلوا ولا عادي انزل بالفستان...
هو رأسه وقال مبهوتا:
-لا يا حبيبتي مفيش حد غيرنا تعالي ...
ببطء شديد نزلت وعرجها الخفيف كان ظاهر...وما كادت ان تجلس علي المقعد المجاور لأنس حتي هتف هو:
-لا متقعديش هنا !!
نظرت إليه بحيرة ثم صرخت بينما يشدها ويجلسها علي ساقه ويقول:
-اقعدي هنا ..
-انس ..انس ايه اللي انت بتعمله ده سيبني...
-لا مش هسيبك ...انتِ هتفطري من ايدي !
ثم بدأ بإطعامها بالإجبار...وبعد ان انتهي نظر الي ساعته وقال ؛
-لسه فاضل ساعتين ونص واهلك يجوا ...في الوقت ده ممكن نعمل حاجات كتير ..
-زي ايه !!
قالتها وهي تحاول ان تنهض لينهض هو ويحملها متجها بها الي الدرج قائلا بخبث:
-هقولك في اوضتنا .
-انس..لا !
ولكنه قاطع اعتراضها بطريقته .
...........
-بابي .
قالتها ملك بسعادة وهي تندفع الي احضان أنس ...حملها أنس برقة وقبلها علي وجنتها وقال :
-وحشتيني يا ملاكي ...
ثم انزلها ليسلم علي ادم وعائلته ...
.......
بعد قليل ...
كان الجميع في صالة الفيلا الأنيقة يتبادلان الاحاديث ...كان آدم يتكلم مع أنس الذي يحمل ملك ويضمها إليها بينما يقبلها كل فترة بحنان ابوي بينما مهرا وليلي وحسناء ينتظرون قدوم مرام ...
واخيرا ظهرت مرام وهي تنزل الدرج ...ترتدي عباءة استقبال زرقاء وتركت شعرها الطويل حرا ..كانت تبدو في غاية الجمال ...
نهضت حسناء واقتربت منها وعانقتها قائلة بصوت مختنق:
-وحشتيني يا مرام ...البيت و.حش من غيرك !
-امك بتبالغ يا مرام البيت لا وحش ولا حاجة بعد ما مشيتي اتعشينا محشي ودخلت الاوضة وانا فرحانة أنها هتكون ليا لوحدي ولبست بيجامتك الوردية اللي مبتحبيش حد يلمسها حتي...
ضحكت مرام لتضر.بها والدتها علي راسها وتقول:
-يا سلام يا اختي ...متصدقيش كلامها يا مرام ..دي كدابة ...دي قعدت طول الليل تبكي عشانك ورفضت حتي تأكل لولا اني جبت ادم اللي اكلها بالعافية...
نظرت مرام الي شقيقتها بحب ثم ضمتها وهي تقول:
-وانتِ كمان وحشتيني ...
ضمتها ليلي واغمضت عينيها ...مرام غابت ساعات فقط ولكنها اشتاقت إليها بقوة ...اصبح المنزل فارغ بعد ذهابها ...حتي ان ادم استقل بمنزله ...صحيح انه قريب جدا من منزلهما ولكنها تشتاق إليه أيضا ...كم تشعر انها وحيدة الآن
-يالا يا جماعة عشان تاكلوا معانا ..اعذروني طلبت لينا كلنا ديلفري ...اللي بتدير البيت مش موجودة راحت تزور ابنها ومكانش فيه وقت نطبخ...
ما ان قال ملاحظته الأخيرة حتي نظرت إليه مرام بغضب ...
كادت ليلي ان تلقي ملاحظاتها الغبية كعادتها الا ان مهرا كتمت فمها وقالت :
-ولا كلمة ابوس ايديكي .
.....
بعد قليل ..كان الجميع يجلسون علي الطاولة يتناولون البيتزا بكل هدوء بينما يمزحان ويتكلمان عندما شهقت مرام بصوت منخفض وهي تشعر بكف أنس يرتاح علي ساقها ...نظرت إليه بتوتر ليبتسم وهو يأكل...حاولت ان تبعد كفه ولكن دون جدوي ...احمر وجهها بقوة وهي تنظر للاسفل ولا تأكل طعامها ...
-مبتاكليش ليه يا مرامي؟!
قالها أني وهو ينظر إليه...نبرته كانت تتخللها الخب.ث...
-مرامي لحقت كمان تدلعها .
قالتها ليلي وهي تضحك ثم اكملت :
-مرام مبتحبش حد يدلعها خالص ...
ابتسم وهو يقبض علي كفها من تحت الطاولة ويبدا بتمرير اصبعه علي باطن كفها ويقول:
-بس أنا غير مش كده يا مرامي ...
لم ترد مرام ووجهها ازداد احمرارا ...كادت ان تبكي من شدة الخجل لتضحك ليلي وتقول:
-خلاص يا أبيه أنس متكسفهاش بقا ...
ثم نظرت إليه وقالت:
-معندكش مانع لو قولتلك.يا ابيه انس صح.؟!
هز أنس راسه وقال:
-معنديش اي مانع .
كان ادم لا ينتبه لكل تلك الحوارات
..كانت عينيه علي مهرا التي تبتعد عنه بإصرار ما زالت ترفض ان تغفر له ...ان تتقرب منه رغم كل محاولاته ...تنهد بتعب وكاد ان يلمس كفها الذي علي الطاولة ولكنها ابعدت كفها بسرعة وهي تنظر الي مرام وليلي وتبتسم ...
فجأة تأوه انس بصوت منخفض عندما مدت.مرام يدها الحرة وقرصته ...نظر إليها بغضب لتهمس له دون ان يلاحظ احد :
-اتلم
ولكن ليلي رأتهما وابتسمت وهي تدرك ما يحدث تحت الطاولة ...
تنهدت وهي تكلم نفسها بصوت منخفض:
-الكل بيحب والكل بيتجوز وانتِ يا حزينة بتذاكري وبس...لا فيه حد معبرك ولا حتي كل.ب بلدي...
فجأة سكتت وهي تتذكر عينين كسواد الليل تراقبها دائما ...تلك العينين اصبحت تقتحم احلامها مؤخرا !.
فجأة هزت رأسها وانبت نفسها وهي تقول:
-ايه اللي انتِ بتفكري فيه ده يا ليلي...ده مستحيل يحصل!!
.............
في المساء ...
-وانت قررت ايه يا علي ..انك تأخد مراتك وتسيبني ؟!
قالتها والدة علي لتبتسم ميار هي وعلي وتنهض مقتربة منها وتمسك كفيها مربتة عليه ثم تقول:
-هو احنا نقدر نبعد عنك يا ست الكل ...علي كان حابب يخليها مفاجأة وقررنا أنا وهو أننا خلاص هنبقي هنا. مش هنسافر ولا نبعد عنك ...علي هيفتح مشروع هنا ونعيش بقا وربنا يرزقنا بالحلال...
نظرت والدة علي إليه وعينيها دامعة وقالت:
-هي بتتكلم جد يا ولا ...مش هتسيبني يعني ؟!
ابتسم علي واقترب من والدته ثم قبل كفها بحب وقال:
-ابدا يا ست الكل عمري ما هسيبك ...خلاص قررت ابقي هنا لحد ما تزهقي مني وتطرديني !
ضمته وهي تبكي وقالت:
-عمري يا حبيبي ما أعمل كده ...عمري ما اطر.دك ده انت روحي .
ابتسم علي وهو يعانق والدته بينما وقفت ميار بعيدة وعينيها مشبعة بالدموع ...لا تصدق انها كانت ستخسر شخص مثل علي ...علي هو أروع رجل علي الاطلاق وكل يوم تقضيه معه تذوب في حبه اكثر ...
نظرت والدة علي الي ميار البعيدة وقالت :
-تعالي يا بنت عشان احضنك زيه ولا أنا مشبهش ..
تساقطت دموعها وابتسمت وهي تقترب منها وتضمها ...ضمتها هي وابنها وكم شعرت بالراحة ان علي سيبقي معها أخيرا ...هي سعيدة الآن ...سعيدة لان ابنها سعيد...وقد بدأت بتقبل ميار ...صحيح ما فعلته ميار مع ابنها كان قاسي للغاية ولكن السعادة التي علي وجه ابنها تستحق ان تسامح ميار لاجلها ...لذلك هي غفرت لها ....
......
بعد قليل ...
نامت والدة علي وذهبا ميار وعلي الي غرفتهما ...
جلست ميار علي الفراش وعلي شفتيها ابتسامة سعيدة ..اقترب علي منها ووضع كفها علي رأسها ليزيح عنها الحجاب ...شهقت ميار وابعدت يديه بتوتر وقالت:
-لا يا علي ..بلاش عشان خاطري!
-ايه هو اللي بلاش يا روح علي ...انتِ مكسوفة مني يا ميار ...لحد دلوقتي فاكراني مش هتقبلك كده ...
اطرقت ودموعها الساخنة تنساب علي وجنتها وتقول:
-لسه شعري مطلعش ومش عايزك تشوفني كده يا علي ...عشان خاطري بلاش ...لو بتحبني بلاش ..
امسك كفها وقال:
-انا بحبك يا ميار...مش عشان شكلك الحلو... بحبك لأنك ميار فتاة احلامي اللي مقدرتش انساها ابدا...بحبك لأنك البنت اللي قدرت تسيطر علي قلبي ومقدرتش اخرجها رغم اني عملت المستحيل عشان اخرجك...بس لا ...ده ..
ثم وضع كفها علي قلبه واكمل:
-ده ملكك يا ميار ...ملكك.انتِ وبس ...
انسكبت دموعها بينما اخذ هو يمسحها بلطف ويقول:
-تسمحيلي ...
هزت رأسها بينما يشد الحجاب ...كان سعيد لانها وثقت به ...فهي حتي في تقاربهما الحميمي لم تسمح له ان ينزع الحجاب ...
اطرقت بالاسفل بينما نظر هو الي شعرها المقصوص والذي بدا ينمو بالفعل ... رفع ذقنها وقال مبتسما:
-انتِ زي القمر ..وهتفضلي دايما زي القمر في عيوني...
ارتمت هي بين ذراعيه وعانقته بقوة ...ماذا فعلت لتنال تلك الجوهرة ...حقا ماذا فعلت!!
..........
-افتح بوقك وكل دي عشان خاطري يا بابا ؟!
قالها مروان وهو يتوسل والده الذي احتل التعب ملامحه بسبب جلسات الكيماوي ...رغم أنه لم يخضع للعديد من الجلسات الا انه جسده لم يتحمل ...فقد بدأ شعر يتساقط ومعدته تؤ.لمه ولا تقبل الطعام ...وكان مروان يراقب والده وهو عاجز كليا عن مساعدته ..قلبه يعتص.ر من الا.لم وهو يري والده في تلك الحالة فلا يملك أن يخفف عنه قليلا....جل ما يفعله أنه يدعو في صلاته أن يكون بخير ويزول هذا المرض ...ثم ينها.ر في غرفته ويبكي ...يبكي من خوف خسارته كما خسر والدته ...
-مش قادر يا مروان ...مش قادر يا ابني ..ابوس ايديك متضغطش عليا ..ابوس ايديك!
احتشدت الدموع بعيني مروان وهو ينظر الي والده المتعب وقال :
-طيب عشان خاطر ماما كل ...أنا عارف ان ليها خاطر كبير عندك ...كل يا بابا ...
هز وائل رأسه بتعب واكل من يده ...
ابتسم مروان من بين دموعه وهو يدعي الخب.ث بينما من داخله هو منهار ومحطم:
-الله ده ماما طلعت اغلي مني ...ده أنت اكلت علطول لما جبت سيرتها...
ابتسم وائل وقال:
-انتوا الاتنين اغلي من حياتي ...
امسك مروان كف والده وقبله ثم قال:
-وانت اغلي من حياتي يا بابا ...
ثم نهض مروان وقال:
-يالا يا بابا عشان تروح وتنام...
هز والده رأسه ليمسك مروان كفه ويساعده علي النهوض ثم سار معه حتي ادخله غرفته التي بالطابق السفلي وجعله يتسطح علي الفراش ..اعطاه ادويته وغطاه بغطاء خفيف ثم قبل رأسه وقال :
-انا هقعد جمبك هنا لحد ما تنام...
ابتسم وائل وهز رأسه ليسحب مروان مقعد ويجلس بجوار والده .. اغمض وائل عينيه ونام من التعب ...حينها اطلق مروان العنان لدموعه ...ترك نفسه ينها.ر كما يريد ...حالة والده تسو.ء يوما بعد يوم والعلاج لا يساعد ...احيانا يؤ.لمه ضميره انه يعذب والده بتلك الطريقة ولا لا يمكنه أن يري والده علي وشك فقد حياته ولا يتصرف ...فكر كثيرا في ان يعالجه بالخارج وبالفعل حاول التواصل مع طبيب شهير بالخارج وهو في انتظار الرد ....
هو يحاول بيأس ان يتمسك بوالده كي لا يذهب ...كي لا يبقي وحيدا مرة أخري...فكرة ان والده قد يمو.ت تق.تله ...والمشكلة ان تلك الفكرة لا تبرح عن رأسه احيانا يفكر في والده وماذا سيحدث له لو مات ويسترسل في التخيل ليهز رأسه بعد ذلك ويستعيذ من الش.يطان ثم يبكي مجددا....
تنهد مروان وهو. يمسح دموعه ...نهض قليلا وقبل رأس والده ثم ذهب الي غرفته المجاورة لوالده ...لقد هجر غرفته القديمة وآتي الي الغرفة المجاورة ليكون قريب منه ...
ولج الي غرفته ثم الي الحمام ليأخذ دوشا سريعا ...
وتحت صنبور المياه كانت دموعه تتسابق مع اندفاع الماء من الصنبور ...لقد هرم ...هرم بشكل غريب ...لقد ما.ت ذلك العابث داخله وبقت فقط نسخة مشوهة ...نسخة متعبة ومنهكة ...نسخة طاعنة في السن!!...يشعر ان عمره اصبح مائة عام!!!
...
انتهي أخيرا ثم ارتدي ملابسه وتوضأ ليصلي ركعتين لله ويدعوه ان يشفي والده ...
....
بعد ان انتهي من الصلاة جلس وهو يرفع يديه ويدعو بينما دموعه تتساقط:
-يارب أنا عارف اني وحش...عارف عملت حاجات كتير انا مش فخور بيها ...وعارف اني استاهل أي عقا.ب ...بس مش هستحمل ان ابويا يروح مني ...مش هستحمل ان ابقي لوحدي ...أنا محتاجه يارب ...يارب اشفي عنه ..اشفي عنه...يارب خد من عمري واديله...وامو.ت أنا يارب مش مشكلة المهم هو يعيش ...المهم هو يعيش ..أنا مستاهلش اعيش ..بس هو يستاهل.
..........
شهقت عندما لف ذراعيه حول خصرها ...
-خضتني يا سامر !
قالتها وهي لاهثة بينما قلبها يخفق بعن.ف ...وضع قبلة خفيفة علي رقبتها وقال:
-بتعملي ايه ...يالا عشان ننام!
ابتسمت له وقالت :
-حابة اعمل كيكة بالشوكولاتة فجأة حسيت اني نفسي فيها ...
-نعملها سوا ايه رايك ؟!
سألها وهو يداعبها بشفتيه لتضحك وتقول:
-انت بتعرف تعمل الكيك ..
-لا بس أنتِ هتعلميني ...صح ولا هي ...
-اوك بس هاخد اجر .
قالتها مازحة ليدفن رأسه في عنقها ويقول:
-انت تؤمر يا باشا ...
ارتعشت هي وابعدته ما أن أحست أنه يتمادي وقالت:
-بطل شقاوة يالا وركز عشان تتعلم....
رفع كفه علي هيئة تحية وقال:
-اوامرك يا باشا ..أوامرك ..ها نبدأ ازاي ؟!
ابتسمت وقالت :
-اكتب عندك يا سيدي...
ثم بدأت تعطيه التعليمات ...
.....
بعد مدة ليست بقصيرة ...
اخرجت كارما الكيك والذي بدا شهي للغاية ...
وضعته كارما علي طاولة المطبخ ليهدأ قليلا وبعد فترة احضرت صوص الشوكولاته وبدأت بوضعه بطريقة محترفة ...
-واهو كيك الشوكولاتة جهز هنسيبه شوية في التلاجة وبعدين ناكله ...
قالتها كارما وهي تتجه الي الثلاجة ..
هز سامر رأسه وجلس علي الطاولة وهو ينتظرها ...
جلست هي بجواره وعلي شفتيها ابتسامة رائعة وقالت:
-تعرف أنا بعشق كيك الشوكولاته جدا ...وما وانا صغيرة كان فيه مخبز صغير قدام مدرستي كنت لأيام بحوش مصروفي واشتري من المخبز الكيكة بالشوكولاتة اللي انا بحبها ...للأسف بعد ما بابا طلق ماما واختفي حالتنا المادية ساءت وامي تعبت اووي عشان تكبرني ...فكان الحاجة الحلوة في حياتي الوقت اللي كيكة الشوكولاتة يتدوب فيها في بوقي ...
ابتسم سامر بتأثر وشد كفها وقبله قائلا:
-اوعدك يا كارما اني هسعدك وانسيكي الخذلان اللي اتعرضتيله من باباكي ومني...دايما هكون عند حسن ظنك...
شدت علي كفه وتكونت طبقة شفافة من الدموع في عينيها ولكنها ما زالت محافظى علي ابتسامتها الرائعة وقالت:
-انا متأكدة من كده يا سامر ...متأكدة أنك هتعوضني عن كل اللي حصلي ...
مد يديه ومسح دموعها التي تحررت من عينيها وقال:
-ايه يا ست حلويات مش ناوية تأكليني الكيكة بتاعتك ولا ايه ...شكلك عايزة تنوميني وتأكليها...
انفجرت هي بالضحك لتنفجر دموعها معها وتقول:
-ودي تيجي برضه ...لا يوم يا سيدي نقطعها ...
ثم اخرجتها من الثلاجة ووضعتها علي الطاولة وقالت:
-جيب طبقين وشوكتين وسكينة ..
-امرك يا فندم ..
قالها بمزاح وهو يحضر الاشياء التي طلبتها ...
قطعت كارما الكيك ووضعت له قطعة ولها قطعة أيضا ..ثم اعدت الشاي وجلسا يتكلمان سويا ...وكانت تلك اللحظة هي اجمل لحظة في حياة كارما ...لحظة ان تلمس الحنان الذي افتقدته طوال حياتها ...الحنان الابوي!!!
.....
انتهيا بعد فترة لتأخذ الأطباق وتغسلها بسرعة فجأة شهقت وسامر يحملها ويقول:
-يالا ننام بقا ...
ابتسمت بحب وهي تحاوط رقبته بيدها بينما يسير بها الي غرفتهما ...اقترب اكثر منها وكاد يقبلها الا ان رنين الجرس جعلهما ينتفضان ... انزل سامر كارما فنظرت إليه بحيرة :
-انت مستني حد؟!
هز رأسه بالنفي وقال:
-هكون مستني مين يعني ؟!ومين اصلا اللي هيجي في وقت زي ده !!
اتجه سامر الي الباب ونظر من العين السحرية لتتسع عينه بصدمة ويفتح الباب بسرعة وهو يقول:
-حماتي!!!
فجأة اطلقت كارما صرخة فزعة وهي تنظر الي وجه والدتها المكدوم بشدة بينما تحمل حقيبة كبيرة وهي تبكي بعنف ...
-ماما ...
قالتها كارما وهي تتجه الي والدتها التي ارتمت بين ذراعيها بينما تشهق بعنف ...كانت كارما مصدومة ... متألمة وقد احرقت الدموع عينيها ..ابعدت والدتها وقالت بصوت غاضب:
-مين اللي عمل كده يا ماما ...قولي انطقي !
-سامح ...سامح جوزي ..طلقني وضر.بني وطر.دني !!
.........
في اليوم التالي ....
انتهت مهرا من حمامها وارتدت المئزر ..قررت ان تسرع قليلا فليلي تنتظرها ... ابتسمت مهرا عندما تذكرت أن رمضان اقترب وتبقي يومين فقط وهي يجب أن تتجهز...صحيح نشأتها لم تكن دينية بحق رغم ان والدتها تصلي وجدها أيضا ولكن في هذا الشهر هي تشعر براحة كبيرة للغاية ...كانت دوما تكون مختلفة في الشهر الكريم ...تحتشم في ثيابها وتصوم...حتي انها احيانا تصلي ..ولكن الآن قررت ان تلتزم كليا ...فهي سوف ترتدي الخمار...عندما عرضت عليها ليلي الفكرة احبتها كثيرا ...ليلي التي قررت أخيرا ان ترتدي الخمار ..وقررت ان تبدأ صفحة جديدة مع الله ومهرا ستفعل مثلها...كانت مهرا متحمسة جدا لتري وجه ادم عندما يراها بالخمار ...
ادم ...فكرت وهي تتنهد به ...لقد عا.قبته كثيرا وهو تحمل ...عاملته ببرود أيضا ولم يشتكي يا تحملها وتفهم انها مجروحة ...ولكن يكفي ...هي لن تعا.قب زوجها بعد الآن ...سوف يتصالحان اليوم ...سوف تخبره كم تحبه وكم تريده ان يكون في حياتها للأبد...سوف تطلب منه الا يجر.حها مجددا وسوف تتعهد إليه الا تغضبه منها ...الليلة سوف تضع النقاط علي الحروف ...
وضعت المنشفة الحامل الحديدي بالحمام ثم فتحت الباب وخرجت
.........
-اه!!
صرخت مهرا بصدمة عندما حاوط احدهما خصرها ودفن وجهه في رقبتها ...تنفست بإنفعال وهي تعرفه...بالطبع هذا ادم ..كادت ان تستلم ولكن لا ..هي سوف تعطيه السماح في المساء !!نفخت بضيق وهي تحاول ان تبعده ولكن دون فائدة فهو يمسكها بقوة ويتنعم برائحة الورد التي تفوح منها ...
-ادم سيبني خلاص ...
-مش هقدر
غمغم وهو يبدا بتقبيلها لتغمض هي عينيها وقد سيطرت عليها مشاعرها ولكن فجأة ابعدته وقالت:
-خلاص يا ادم بقا...
نظرت إليه لتجده يلهث... عينيه مشبعة بالمشاعر العنيفة ...ارتجفت مهرا وقالت:
-انت ليه مروحتش شغلك ؟!
-النهاردة يوم إجازتي نسيتي ولا ايه ...ولسه هروح الورشة شوية ...
اقترب منها لتبتعد هي فيمسكها من ذراعها ويجذبها اليه ويقول بصوت عاطفي:
-وحشتيني .
ارتبكت ولكنها قالت بعناد:
-متشوفش وحش يا اخويا وسيب ايدي لو سمحت..
ضحكة قصيرة البنت منه وقال:
-انا مفروض مسبكيش مع ليلي تاني .. البنت بو.ظت كلامك خالص ....
عانق ادم وجهها ثم وضع جبينه علي جبينها وقال:
-انا موحشتكيش ...
-حاربت ضعفها وقالت:
-لا موحشتنيش ...توحشني ازاي وانا كل شوية افتكر كلامك ان جوازك مني غلطة وآني اطلع من حياتك!
تنهد ادم وقال:
-انتِ قلبك اسود ...
اغمضت عينيها وقد انسابت دمعة منهما وقالت:
-عمري ما كان قلبي اسود يا ادم ...أنا قلبي حبك..
أنا محبتش غيرك ...عرفت كده من البداية وكنت بعمل المستحيل عشان اسعدك ...صحيح بغلط بس انت كلامك صعب اووي ..آخر كلمة قولتها قت.لتني يا ادم ...أنا تعبانة مش هقدر اتحمل كل شوية أنك تطر.دني من حياتك في كل خناقة ما بيننا انا عندي كرامة برضه ..
-اخر مرة ..
قالها بتوسل ..ثم ابتعد ومسح دموعها وقال:
-اخر مرة يا حبيبتي هقولها ...صدقيني مش هجر.حك تاني ...جربي طيب ...
-كل اما اديك فرصة بتجر.حني يا ادم ...أنا عارفة أنك بتحبني وعارفة ان الكلام ده بيتقال في لحظة غضب بس قلبي يا ادم مبقاش يتحمل الاها.نة دي انا عندي مشاعر برضه وكرامة..
-كرامتك فوق راسي ..
قالها ثم هبط بشفتيه يقبلها ...حاولت ان تبعد وجهها قائلة:
-سيبني يا ادم ...ليلي مستنياني لازم اروح نتكلم بعدين ..
ولكنه لم يتركها بل حملها بين ذراعيه وسط اعتراضاتها الضعيفة ثم وضعها علي الفراش وهو يخرسها بشفتيه.
كم مر من الوقت ...دقيقة ...دقيقتين لا تعرف بالضبط ولكن فجأة اخترق رنين الهاتف اذنيها لتبعد ادم وهي تلهث وتقول:
-نسيت ليلي يخربيتك ...
ثم ركضت ناحية الخزانة وهي تخرج ملابسها .
........
-ايه سرطان ؟!
قالتها حياة وهي تضع كفها علي فمها بينما تحشدت الدموع في عينيها...عندما أخبرها الطبيب النفسي أن مروان توقف عن المجئ واختفي فجأة قلقت عليه ...وعلي الرغم من غضبها الشديد منه إلا أنها أتت لتصيبها الصدمة ومروان يخبرها بالحقيقة القا.سية أن والده مر.يض ...ارتعش قلبها داخل صدرها وقالت:
-مروان ...انت متأكد و...
لكنه قاطعها وهو يمسح الدموع التي تحررت من سجن عينيه وقال:
-متأكد حتي أننا بدأنا في العلاج يا حياة...بس للأسف بابا مش بيتحسن وانا همو.ت عليه ...أنا حاسس ان المو.ت بالنسبالي راحة !
انسابت الدموع من عينيها ووضعت كفها علي فمها وهي لا تصدق ..بينما رأت مروان ينها.ر امامها...كانت لا تعرف ماذا تفعل وكيف تساعده!...
-مروان ..طيب مفكرتش تسافر بيه بره ...متفقدش الامل يمكن يخف...
قالتها وهي تمسح دموعها ..هي تعرف جيدا مرارة فقد الاهل ..هي تشعر بمروان... لطالما احست حياة ان مروان يشبهها في كل شئ...هما يشتركان في نفس الحرمان...الحرمان من العائلة!!!
تنهد مروان ورد:
-مين قالك مفكرتش في كده يا حياة ..كلمت الدكتور المعالج بتاعه وقال ان مفيش داعي...حتي اني اتواصلت مع دكتور مشهور بس للأسف لسه مردش عليا ...أنا حاسس اني عاجز يا حياة ...شايف ابويا بيمو.ت ومش قادر أعمل أي حاجة ...حاسس اني ضع.يف ...ضعيف اووي ...
ثم نظر الي الاسفل وهو ينشج بقوة بينما دموعه تتساقط وقلبه يعت.صر من الأ.لم ..لم تكن حياة تعرف ماذا تفعل وكيف ستخفف عنه ...فمروان بدا في تلك اللحظة محطما كما لم تراه من قبل ..
اقتربت حياة وشدت علي كتفه وقالت وهي تشجعه:
-اوعي تستلم يا مروان سامع ..متخافش باباك هيكون بخير بإذن الله أنا حاسة بكدة ..بس المهم انت متفقدش الامل لو سمحت ...اوعي تفقد الامل ...
تنهد مروان وهو يمسح دموعه وقال:
-يارب ..يارب يخف يا حياة...لاني مش حمل خسارة تاني ...لو خسرته حياتي هتتد.مر نهائي
-ان شاء الله مش هتخسره.
قالتها بأمل ثم نهضت وهي تقول بلطف:
-عايز حاجة يا مروان أنا لازم امشي دلوقتي ..
-لا يا حياة روحي وشكرا علي وقفتك معايا ...
هزت رأسها وذهبت وهي تسيطر علي دموعها بشق الانفس!!
.......
خرجت من فيلا مروان وهي تبكي ...كانت لا تستطيع السيطرة علي نفسها ...بكاء مروان علي والده اليوم ذكرها بإنهيارها يوم وفاة والديها ...العائلة هي اهم شئ ومروان علي وشك فقد عائلته....توقفت وهي تمسح دموعها وتسيطر علي شهقاتها ثم اخرجت نظاراتها من حقيبتها وارتدتها ثم اتجهت الي سيارتها واستقلتها وغادرت دون ان تنتبه لأحمد الذي ذهب خلفها بسيارته !!!
........
بعد نص ساعة ...
توقفت حياة امام المقبرة ثم نزلت منها ...انتفض قلب احمد في صدره وفكر انها ربما سوف تحاول الانتحا.ر هنا كما فعلت من قبل ...خاصة انه راها منها.رة !!!...
-لا لا ....مش هسمحلك تعملي كده ..
ثم خرج من سيارته وولج للمقبرة ليجدها امام قبر والديها وهي تبكي بعن.ف...كانت تبكي كما لم تبكي من قبل ...
-حياة ...
قالها مصدوما لتشهق وهي تنهض ...
نظرت بصدمة الي احمد الذي امامها....تغلبت علي صدمتها وزعقت به::
-انت عايز ايه مني تاني ...ليه جاي ورايا؟!
-حياة أنا ...
صرخت بعن.ف ودموعها تنفجر من عينيها:
-اخرس ..بطل تنطق اسمي ...خلاص مش عايزاك في حياتي ...انا حتي شقتي اللي رجعتهالي مش عايزاها ..مش عايزة حاجة تقكرني بيك...ابعد يا احمد ..ابعد وارحمني!!!
هز رأسه بإصرار وقال:
-لا مش هسيبك ...احنا هنتجوز النهاردة يا حياة .
وقبل ان تسخر منه اخرج من جيبه منديل وشدها وهو يضعها علي انفها لتفقد هي الوعي !!
..........
في المساء ...

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن