الـكُوبُ الأوّل

86 8 47
                                    


"أوّلُ صَـبـٰاح.."

ـ

ٰٓٓٓٓٓٓٓ تَـآلُـفُ الأرٰواحِ ،وإئـتِلافُ الـقُـلوبِ يَـسـتَغرِق بِـضْعةَ ثَوانٍ ٰٓٓٓٓٓٓٓٓٓ

.
.
.
.
.

..~بـيـكهــيـون~..

"اِستَـيقِـظ يــٰا نَــٰائِـم"

أفـزعتـنِي نَـغمةٌ رنـين مُـنبهي كـكُل يـومٍ فانتَـفضـتُ مِـن فَوقِ فِـرَاشِـي ،ومـددتُ يدِي لِأغـلقَه

لا سبيلَ لاستيـقاظِـي سِـوَي هَـكذا
لأننِـي شـخصٌ كـسولٌ ولا يأتي بالنغماتِ الـطبيعـية..

صوتُ صُـراخِ الضَـخمِ تـشَانيُـول هو الأقوي، فـعالٌ حـقًا !

وِجـهتِـي الأولَـي بعدَ أن إستـوعبت عيناي ضوء الصباح
هي صُـنعُ مَـشرُوبي الـصباحيّ المُـفضل
ٓ الـگابتـشينُو ٓ

"أشـعُر بالفـراشات في معدتي وأنا أعِـدكَ كل يومٍ عـزيزي ،قِـصةُ حُـبنا لن تنتهِـي "

لـستُ مُـختلًا ولكن مُـخاطبة كُـوبِي عادةٌ لديّ
أمسكـتُ بالكوب أستنـشقُ رائـحة هذا الكـافيين بالبندق

وخـرجتُ حـيثُ أحـتسيهِ دائمًـا بالـشُرفة

"بدأتُ أفـكرُ بـجديةٍ الإنتـقالِ مِـن هذا الحـيّ "

ارتَـشفتُ مِـن كُـوبي وحادثتُ ذاتِـي بينـما عينايّ تَـجولانِ علي هذا الحي
مبانِـيه شُـرفاتُـها متَـقاربةٌ للغَـاية وهذا يُـعدِمُ الـخصوصـية
 
في أثناءِ وصولِي للرَشفات الأخـيرة فُـتِحت الشُـرفة المُـقابلةُ لِـخاصتي بالظبط في المَـبني المُـقابِـل

وحينها عَـلقت حدقتَـاي علي الهـيئةِ الّـتِي ظـهرت داخِـلها

فتاةٌ متـوسطةُ الطُـول ذات بـشرةٍ حِـنطية
وشَـعرٍ ممـوج أدهَـمِيّ يتدلـي حتي خصـرِها
تـرتـدي قـٓميصًا أصـفَر اللـون مُـلائِـمٌ للـجَو الربيعِـي الذي نـحن فيه

وضَـعَت علي الأرضِ صُـندُوقـًا خـشبيًا بهِ بعـضُ الأغـراض، ثُـمّ مَـسحت بِـكفها قطرات العـرق التي تحـرشت بـجبينِـها

وعِـندَما استقامت لمـحتني لأدِيرَ بوجهي بخفةٍ وكأننـي لم أكن أتمـعن النظر بها منـذُ ثوانٍ

"مـرحـبًا أيُـها الـسيّد "

جـذبني صـوتٌ مِـخملي رقـيق
فـإلتـفتُ لها وكان تَـخميني صـحيحًا لقد خاطبتني

تبتـسمُ أيـضًا بعـذوبةٍ وعـفوية كم هي جميلةٌ عيناها الهلالية
وحـدقتيـهَا اللتَـان تُـنافِـسانِ الـعسلَ فِـي صَـفائِـهما

"أهلًا وسـهلًا "
أجـبتُها أومئ برأسي فبادَرت هي بالحديث

"انتـقلتُ لِـهنا حـديثًا أنا جَـارتُـك "

لوّحت لي في خِـتام جُـملتِـها
ووصلني صوتُـها بِـكل وضُـوحٍ نـظرًا لقُـربِ المَـسافات
ابتسمتُ لها كردٍ علي جـمالِ ابتـسامتها

باغتـنِي إنـتِـماءٌ لِـهذا الحـيّ فـَجأة
فَـسرَيٰ داخِـلي حُـبُ الـشُرفاتِ المُـتقاربة

.......

يا مَـرحبًـا بِـكُم إلـىٰ روايتِـي الـخفيفة
صَـغيرتِـي كابوتشينُـو مَـشرُوبٌ لَـذِيـذ يَـحوِي خمـسَ عَـشَر كُـوبًا .. فلتَـحتسُـوهُـم سَـٰاخِـنِين قبـلَ أن يبـرَدُوا

ـ بِـالهنَـٰاءٖ والـشِفَـٰاءٖ ـ✨💙

ـ بِـالهنَـٰاءٖ والـشِفَـٰاءٖ ـ✨💙

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
گـابُـوتـشِيـنُوٓ Where stories live. Discover now