الـكُــوبْ الـحَــٰادِيٖ عَـشَـر ٓ

23 4 6
                                    


.حِـينَ ضَحِـكت فقَـط أزهَـرتِ الـمديـنَة، لم يَـكُ للـربيِـع عَلاقة


..

أقَـلُ مَـايقَالُ عـن نـظـراتِـهِ لَـهَا أنّـها معـجبةٌ بِغَـزَلِها لَـهُ

أفاقت مِـن تخـديرِ التـحديقِ به واستَـوعـبت ماقالتـهُ
لـكن بعـدَ فَـواتِ الآوان !

"إنّـهَا قصِـيدةٌ درسنَـاها مؤخـرًا مارأيِـكَ بِـهَا؟"
قـهقهَـت بتـوترٍ وهو ابتَـسم قائلًا

"جَـميلةٌ طـبعًا ،لَـكن هل صارَت كُلـيّةُ التِـجارةِ تُـدَرّسُ الأدَب مُـؤخرًا؟!"

"أمِّـي أتَـحتاجِـينَ المُسَـٰاعَـدَةَ عَـزيزتِـي"
أردَفـت بِعـلُوٍ بَعـدَ أن هــرَعت للمـطبخ وتركته يضحكُ بِخـفُوت على منـظرِها

"لَـطِيفَـةٌ للـغاية"
تنَـهدَ مُـتمـتِمًا

..

استَـيقَظَـت صَـباحًا على ألمٍ بمَـعِدتِها يُمـزِقُ أحـشائها
فصَـنعت لها والِـدتُها كُـوب شايٍ أخـضر

هي لم تستَـطِع النَـوم أسَـاسًا بسببِ جَـدولِ امتِحَـاناتِها الّـذِي حُـدّدَ ونُـشِـرَ بالأمـس على مَـوقِع الجَـامِعة،وصَـادَف مجِـيئهُ مع ذاك اليومِ مِـن الشـهر

خَـرجَت تتنَـشقُ بعـضَ الهواءِ بالشُـرفة حيثُ يتواجَـدُ النَّـسِيم
ويتَـواجَـدُ هُـوَ

"صَـباحُ الـخير"

لم يتلقى ردًا لقـد گـانت شاردَةً ومُـتأخرةً على غيرِ عادَتِها
بل ولازالت بملابِـسِها المَـنزليّـة

"مَايـٰا ؟!"

"نعَـم!"

هتَـف باسمها ونجحَ بِجـذبِ سَمـعِها

"مابِـكِ شاردةً هـذا الصباح "

سأل باهـتِمَـامٍ يغُـلفُ حُـروفَ كلِـماتِه

"لقـد ظهـرَ جـدولُ الامتحاناتِ بالأمس ومعـدتِي تُـؤلِمُـنِي من حِـينهـا "

"إنّـهُ التوترُ مِـن الامتِـحاناتِ إذن ،لا تقـلقي أنتِ مُـجتَهِـدةٌ وستنـجَحِـين "

أخـذَ يُـطمئنُـها ،لَـكن ليس ذاكَ كلّ مابالأمر

أسنَـدت جِـذعها على السُـورِ خَلفها فصارت تُـقابلُهُ بِـجانِـبِها الأيـمَن
ثُـمّ حاوطَـتِ الكُـوب بكفيّـها مُـردِفةً

"لم أعانِي من توترٍ قبل الامتحانات غالبًا "

صمـتت لِبرهةٍ ،وهو انتَـظرها لتُـكمل فرفعـت رأسها وأكملت

"لَـكِن مُـنذُ أن تُـوفِـىَٰ والِـدِي بمثلِ هَـذا الوقـتِ السنَـةَ المَـاضية ،وبعـدَ أن رسَـبتُ بالامتِـحانات والأمر صارَ كالرُهاب نِـسبةً لِي"

استَـرعىٰ حَـدِيثها سمعَـهُ وانـصَاتَه ،وما أثـرَ بِـهِ أكـثر كان ملمَـحُ الـحَزن الّـذِي استَـوطـن مَـعـالِـمها

"آسِـفٌ لِـتَذكِـيركِ بأمرٍ محـزنٍ كـهذا "

شكّـلت شِفَـٰاهُـها خطًا مُسـتَقيـمًا وهزت رأسَـها بـ أن لابأس

لم يسـتـوعِب حِيـنها لمَ شعَـر بجُـزءٍ مِنَ المَـسؤليّـةِ تُـجاهها فسأل

"متَـىٰ تبـدأ الاختِـباراتُ النِـهائيّـة ؟!"

أجابت بنَـبرةٍ غيـرِ مُبـتَهِجَـةٍ علىٰ عَـكسِها كُـليًا

"الأحَـد القَـادِم "

"لا تقـلقِي سأوصِـلُك كلّ يومٍ للجَـامِعة صباحًـا وأذاكِـرِ لكِ مساءًا ،لقَـد كنتُ مجـتَهِـدًا وذكِـيًا لعِـلمِك"

أنهَـىٰ حديثَـهُ بابتِـسامةٍ لا تنـفكُ تخـطِف عقـلَها
فَـداهـمَ قلبها الدِفئ فجأة

هَـذا ماكـان والِـدُها يَـفعلُـهُ معـها ..

هَـذا ماكـان والِـدُها يَـفعلُـهُ معـها

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
گـابُـوتـشِيـنُوٓ Where stories live. Discover now