أُمْنِيَّةٌ-١

383 41 180
                                    

كانَ كَعادتهِ ، يُرَاقب ذاتَ الشعرِ الأسوَدِ القَصِير ، و العيُون العَسلِيَّة ذاتِ الصفَاءِ النَّقِي ، تِلكَ الطَالبةُ اللطِيفَة و النَّاعمةُ جِيون هِيرين

يُمسك بِورقةٍ مُزَّينةِ بِكلماتهِ و مُعطرَة بِعطرهِ ، لَقد قررَ الإعتِرَافَ لهَا أخِيرًا بعدَ عِدَّة أشهُر

ظلَّ يُرَاقبهَا هائِمًا شَارِدَ الذِهن بِمُحيَاهَا حتَى غادرَت الصفَّ ، أخذَ رِسالته و أسرعَ بِمُغادرَة الصفِ هُو الآخَرُ

سَيضعُهَا فِي خِزَّانةِ هِيرين و يقضِي فَترةَ الرَّاحَة فِي الحمَامِ ، كانَ يَفعلُ الشَيء ذاتهُ كُلَ يَومٍ كَي لَا يَسخرَ الجَمِيع منه

و لكِن تَوقفَ حِينَ إعترضَ طَريقهُ احدهُم ، تشُوي بُومِقيُو و رَفِيقَه

نَظر لهُم بِخوفٍ و رَهبةٍ ، علامَاتُ الهَلعِ ظَهرت عَلى وجههِ حِين سحبَ مِنهُ تِلكَ الورقَة
"لَا.. لَا اترُكهَا!"

بَدأ بُومِقيُو بِالضحكِ بِقوَّة فورَ قِرَائتهِ لِكلمَاتِ تَايهِيُون ، مزَّقَ الرِسَالَة و رمَاهَا فِي الأعلَى لِتتناثرَ بِكُل المَكانِ ، و كأنَّهُ فِي هذهِ اللحظَةِ مزَّقَ قَلبَ الآخَر الذِي أخفضَ رَأسهُ يَظغطُ عَلى قبضةِ يديهِ

"كَلِمَاتُكَ مُضحكَة حقًا ، أشعرُ بِالحُزن عَلى هِيرين ، طَالبةٌ جمِيلَة و لَطِيفَة مِثلَهَا يُحبهَا شَخصٌ مُقرف و فَاشِل مِثلك"

قَال واضِعًا عَلامَات الإشمِئزازِ عَلى وجههِ لِيضحكَ رَفِيقهُ بِصوتٍ عَالِي مُضِيفًا "مُؤكدٌ أن عَائِلتكَ يَشعرُونَ بِالخزي مِنكَ!."

مَا ذنبهُ لِيلقُوا عَليهِ هذهِ الكلِمَات الجَارحَةَ عَلى قلبهِ المُمتلئ بِالندُوب؟ ما الذِي فَعلهُ لَهُم؟

دُموعٌ عالِقَة فِي طَرفَي حُدقتيهِ ، أغمضَ عَينيهِ يَمنعها مِنَ النزُولِ

لكنهُ شعرَ فَجأةٍ بِبردٍ قَارِص ، لِيفتحَ عَينيهِ بِصدمَة ، لَقد سَكبُوا عَليهِ دَلوًا مِنَ المَاءِ ، مُجددًا

كُل ذَلِكَ كانَ تَايهِيُون مُجبرًا عَلى تحمُلهِ فِي كُلِ يَومٍ و كُل دَقِيقَة يَقضِيهَا فِي هذهِ الثَانوِيَة...

.
.
.

رنَّ جَرسُ نِهَايةِ الدَّوامِ الذِي ينتظرهُ
الجَمِيعُ ، سِوَاي ...

حَملتُ حقِيبَتِي و خرجتُ فورًا ، رَكضتُ بِقوَّةٍ حتَى بَوابةِ الثَانوِيَةِ خوفًا مِن رُؤيتِي لِأحدِ الطُلَاب

مُوقِع الأُمنَياتِ | كانغ تايهيونWo Geschichten leben. Entdecke jetzt