مُوقِع الأُمنَياتِ | كانغ تايهيون

لِأنَّهُ تايهيُون-٩

-تَعذِيب تشُوي بومقِيُو-
كتبتُ فِي الخَانةِ وَ أرسلتُ الأمنِيَة ، ثُم أغلَقتُ صوتَ الموسِيقى الصاخِبَة الصَادِرَةِ مِن هاتفِي لِأسمعَ ذَلِكَ الصُرَاخ مُجددًا.

شِجَارٌ تافهٌ بَين والِدَاي كَالمُعتاد.

كانَت المُوسِيقَى الصاخِبَة أفضلَ حلٍ لِعدمِ سماعِ أصواتِ شِجاراتِهُم.

تَنهدتُ ثُمَّ إتَكِئتُ بِظَهرِي عَلى الكُرسِي مُفكِرًا.

فِي وقتٍ سابِق ، تَمنيتُ مِنَ المَوقعِ مَوتَ والِدَّاي ، فَفِي كُلِ مَرةٍ يَصرُخَانِ فِيهَا ، شَعرتُ بِصُدَاعِ شَدِيد يَنخرُ رَأسِي ، شعرتُ بِأنَّ ذَلِك الصُرَاخ يَقتلُنِي دَاخِليًا فِي كُل مَرةٍ.

لَطالمَا تَمنيتُ مَوتهُمَا و هَا هِيَ أمنيَتِي سَتَتحققُ ، هُمَا أهمَلَانِي و إهتمَا بِأتفهِ الأُمورِ و تَشاجرَا عَلى أسخَفِ الأسبَابِ.

جَلستُ عَلى سَرِيري الأسودَ الحَالِكَ بَينما أُنَاظر سَقفَ غُرفَتِي بِشرُودٍ ، وَ دَقائِقَ حتَى أنزلتُ سَتائِرَ عَينايَّ أغطُ فِي النَومِ.

•.•

إستَيقظ تَايهيون فِي أحدِ الشَوارِع الخَالِيَة ، تَفحصَ المكَان حولهُ ، لَقد كانَت السَماءُ بَيضاءَ بِشدَّةٍ ، وَ أمَامهُ يَمشِي بومقيُو بِزِّيهِ المَدرسِي حَامِلًا لِحقيبَتهِ.

وَقف لِلحظَات مُحدِقًا بِهيئةِ أسودِ الشَعرِ بِكُرهٍ قَبل أن يَرسمَ أولَ خُطوَاتهِ إلى الأمَامِ مُتَتبعًا بومقيُو.

أسرعَ فِي خُطوَاتِ سَيرهِ لِيسحبَ بُومقيو مِن يَاقتهِ إلى أحدِ الممرَاتِ ، بِحقدٍ دَفعهُ عَلى الحَائط.

"لَقد رَأيتُ الجَحِيمَ بِسببِ أفعَالِكَ بِومقيُو! أنتَ أجحَمتَنِي و دَمرتَ حَيَّاتِي كُلهَا و كُل مَا تَبقى لَديَّ مِن أحلَامٍ! كَرِهتكَ بِشدَّةٍ وَ لَطالمَا رَغبتُ بِضَربِكَ فِي كُل أنحَاء جَسدكَ و بِقتلكَ لِتَمُوتَ و تَتركنِي وَ شَأنِي أيُّهَا العَفِن الحَقِير!"

صَرخَ تَايهِيُون بَينما يَصفعُ الآخَر صَفعاتٍ مُتَتالِيَة عَلى وجههِ
و يَلكمهُ بِقوَةٍ ، يَرمقهُ بِنظرَاتٍ سَاخِطَةٍ.

باغتهُ بِطعنةٍ فِي بَطنهِ و فِي العصبِ الوركِي ، مِما سَيُسبب لهُ ألمًا شَدِيدًا وَ شللًا مؤقَتًا.

إبتعَدَ تايهيُون عَن بومقِيُو و ضحكَ بِعُلوٍ مُطلقًا عِدَّة قهقهَاتٍ سَاخِرةٍ مِن ثَغرهِ.

ثُمَّ وَجهَ نَظرهُ نَحو يَدهِ ، حيثُ سِكينهِ المُلطخَة بِالدِمَاء لِيرفَعهَا و يُموضعهَا عِندَ رَقبةٍ الآخَر مُتَذكِرًا جَمِيعَ أفعَالِ بُومقيو نَحوهُ.