حَقِيْقَةٌ-٢

172 35 160
                                    

نَظرتُ مُطولًا لِلسكينِ ، و فَكرتُ بِكل ما فَعلهُ بُومِقيُو لِي

كنتُ طَالِبًا عَادِيًا ، حتَى هبَّ بُومِقيُو كَالعَاصِفَة عَلى حيَّاتِي التِي أُحبهَا ، فَجعل عِشقِي لهَا يَتلاشَى ، جَعلنِي أمقُتهَا بِكُل مَا فِيهَا و أمقتُ نَفسِي أكثرَ فِي كُل يَومٍ ، هُو مَن سَود أيَّامِي و أفسدَ حياتِي ... أكرهُه!

"لَقد جَعلتَ حَياتِي المَدرسِيَة جَحِيم ، أنتَ تَستحِقُ المَوت!"

حملتُ السِكينَ و سَارعتُ بِدفنهِا دَاخِل بُومِقيُو مِرَارًا و تِكرَارًا بَينما أضحكُ بِهستِيريَة ، شعُورٌ جمِيلٌ رَاودنِي بعدَ فِعلتِي.

و لكِن ...

ألقَيتُ السِكينَ بَعيدًا و سَقطتُ أرضًا ، عَينايَ قَد فاضَ دَمعُهَا بِالفِعل حِينَ رُؤيتِي لِذلِكَ اللَونِ القُرمزِي يُلطخ البَياض الذِي كانَ يَملأُ المَكانَ.

هَل ... هُو مَيتٌ ...

بِسبَبِي؟.

مَ..مَالذِي فَعلتهُ أأنَا!.

أفقتُ ألهثُ و أُحدق بِالمَكانِ مِن حولِي ، أتمسكُ بِاللحَاف بِقوَة ، بِالكَاد أتنفسُ

كابُوس

أم أنَّهُ حَقِيقَة؟

•.•

نَائمٌ بِهدُّوء بَينما أمسِكُ وِسَادتِي ، السَّكينَةُ كانَت تُغلفُّنِي حتَى إستَمعتُ  لِصُرَاخ آخَر مِجددًا ، و كانِت تِلكَ الأصوَّاتُ تَعلُو كُل مرَّةٍ.

لَم أقدِر عَلى فِعل شَيءٍ سِوَى تَجاهُلِ والِدَّايَ و التَوجهِ نَحو المَطبخِ لِتلبيَة نِدَّاء مِعدتِي التِي تُقرقرِ جُوعًا.

و لَكِن ...

قبلَ أن أبدَأ بِالأكلِ حتَى ، شعرتُ بِرَجفَةِ بِيَديَّ ، و حِينَ نَظرتُ إليهَا شعُورٌ غَريبٌ أحسَستُ بِهِ ...

كانَت هذهِ اليَّدُ التِي حملتُ بِهَا السِكينَ فِي كَابُوسِي ، و لكِن إن كانَ حُلِمًا ... لِمَا أشعُر بِأنَنِي
قَاتِل بِالفعل ؟

لَم أشعُر إلَا بِنفسِي أخذُ السِكينَ الموجُودِ عَلى الطَاوِلَة لِأجرحَ بهِ يَدِيِ صَارِخًا بِغَضبٍ
"لِمَاذَا يَحدُث هذَا معِي! ..."

...

أغمضَ عَينيهِ يُحَاول مَنعهمَا مِن ذَرفِ الدُموعِ ، أخرجَ هاتِفهُ مِن جَيبهِ لِينظرَ إلى الوَقت

مُوقِع الأُمنَياتِ | كانغ تايهيونWhere stories live. Discover now