مُوقِع الأُمنَياتِ | كانغ تايهيون

شَيطان-١٠

فَتحَ بومقيُو عَينيهِ فِي غُرفَةٍ طِبيَة ، حيثُ يُوجَد تَايهيون يُحدق بهِ بِإبتِسامَةٍ.

"لَقد إستَيقظَ! هَل هُوَ بِخَير"
قَال عِندمَا دَخلت المُمرضَة الغُرفَةَ بِقَلقٍ مُزيفٍ مُتظاهِرًا بِالبرَاءةِ بعدَ فِعلتهِ الشَنِيعَة تِلك.

"أعتَذِر حِيالَ هَذا ، و لكِن حِبالهُ الصَوتِية تَأذت ، وَ بِالنسبَة لِجسده ، فهُو مُصاب بِشللٍ مُؤقتٍ".
أجَابت المُمرضَة بِحُزنٍ تَنظرُ إلى بومقِيو ، و فورَ أن خَرِجَت حَدقَ تايهيُون بِأسودِ الشَعرِ و إبتِسَامةٌ شَيطانِيَة عَلى ثغرهِ.

"كنتُ أودُ قَتلكَ على الفورِ و لكِن رُؤيتكَ هَكذا تَجعلُنِي سَعِيدًا ، لِتَستمتع بِآخر سَاعَاتِ حَياتِكَ ، لَا أظنُ أنَّكَ سَتستطيعُ فِعل ذَلِكَ بِحَالتِكَ هذهِ"

أردفَ تايهيُون لِيُقهقهَ بِسُخريَة ثُمَّ غَادر المكَان تَارِكًا الآخَر يُحاول الكلَام شاعِرِا بِالصَدمةِ.

لَقد حاولَ بومقيُو النُطقَ أو التَحركَ و لَكِن جَمِيع مُحاولَاتهُ بَاءت بِالفَشلِ فَإستَسلمَ و ظلَّ يُحدق بِالسَقفِ بِأعيُنٍ دامِعة.

و بَينمَا هُوَ كَذلِكَ دَخلَ والِدَيهِ الغُرفَة ، فَفرِحَ بِوُصولِهمَا فهُمَا الوَحِيدَان اللذَانِ سَيفهمَانِهِ.

"مِنَ الآنَ فَصاعِدًا لَستَ إبنًا لِي!"
قَالت والِدةُ بومقِيو صَافعةً وجههُ ، و بِنظرَاتٍ سَاخطةٍ تَقدمَ والِدهُ و صَرخَ

"أ تَعلمُ كم مِن الأموَال سَنخسرُ بِسببكَ أيُهَا اللعِين؟ لِمَا لَم تَمُت فَحسب فَمنذُ وِلَادتكَ و أنتَ لَا تَزِيدُنَا سِوَى هَمًا ، يَالكَ مِن عَار!"

بِصَدمةٍ حَدقَ بومقِيو فِي والِدَاه ، لَم يكُن يَتوقعُ هذا أبدًا ، خَرجَا مِنَ الغُرفَة و كَم أرَادَ حِينهَا أن ينطِق أو أن يَتحركَ لِيَمنعهُم مِن الذهَاب.

و فِي الأخِير إستَسلم بومقِيو و تَوقف عَن القِيَام بِمُحاولاتٍ فاشِلة
فَحدق فِي نِقطةٍ مِعينَةٍ مِن الحَائِط غَارِقًا فِي أفكارهِ

منذُ أن صادقَ بومقِيو مُتنمرَ المَدرسةِ تشُوي يونجَون ، بَدأ يَكتسبُ بعضَ العَدوانِيةِ مِنهُ ، و قَد لَاحظ إشمِئزَازهُ من تايهيُون و لِذلكَ قرَرَ تَركهُ وحِيدًا كَي لَا يَخسر يَونجون!.

إفتِعَال المَشاكِل و التَنمر ، تَصرفَ بومقِيُو عَلى ذَلِكَ النَحوِ رَغمَ أنَّهُ لَم يكُن يُحِب ذَلِكَ لِيَجلبَ إنتِبَاهِ والِدَاهِ اللَذانِ لَا يَهتمَانِ لهُ إطلَاقًا.