الجزء الاخير ♥️

54.8K 1.5K 79
                                    

فيه تكملة بعد رمضان عشان متتخضوش♥️
الجزء الاخير(مهرا الحب الحقيقي لآدم)
كانت تضمه بهدوء وهي تربت علي شعره بينما هو يدفن رأسه داخل أحضانها ...يغمض عينه وهو يشعر بالراحة تنساب لروحه المع*ذبة أخيرا ...
-انا آسف ...
قالها بإختناق ثم اكمل :
-مكانش قصدي ابدا اني اقارنك بيها ...أنتِ غالية عليا ...انتِ جزء من عيلتي وانا مستحيل اقدر اتخلي عن أي حد فيكم سواء انتِ او اخواتي او امي ...
-وانا مكانش لازم اني اضغط عليك يا ادم ...أنا مقدرة اللي مريت بيه ...عارفة انه جدك اذا*ك...بس كان نفسي ...
ابتعد عنها وهو ينظر إليها بحر*قة بينما الدموع تحتشد بعينيه
-مين قالك اني مش عايز اسامح يا مهرا ...مين قالك اني محاولتش اكتر من مرة انسي واسامح عشان خاطر نفسي وعيلتي ...امحي جابر عزام من راسي عشان ارتاح ...مين قال اني محاولتش !!
كان آدم يتكلم بق*هر وهو يسيطر علي دموعه بصعوبة ...كانت مهرا تربت علي شعره بهدوء ودموعها تنساب وقلبها يؤلمها عليه ...اكمل ادم بإختناق :
-بس كل أما احاول اسامح افتكر مو*ت ابويا ...ذ*ل امي وحلمي اللي ضاع ..افتكر اني اتك*سرت في سن صغير لما خسرت ابويا...ابويا اللي غيابه د*مرنا كلنا ...
ابتعد ادم عن مهرا وقال بإبتسامة مريرة:
-انا كان نفسي اتعلم ...كان نفسي ادخل طب زي امي بس بعد  موت ابويا كان قدامي اختيارين أما اكون انا*ني واسيب وامي تتبه*دل لوحدها او أعمل واجبي واكون أنا راجل البيت ...واختارت اني اكون راجل البيت ونسيت حلمي ...نسيت اني من حقي احلم ...
مسح  بسرعة الدموع التي انسابت علي وجنته وقال:
-مهرا أنا بحبك اووي ...اكتر مما تتخيلي وانتِ لو بتحبيني بلاش تجبريني اسامح لانه والله مقدرش ...أنا عمري ما همنعك من جدك ...شوفيه وقت ما تحبي ...لكن متجيش في يوم تطلبي منه اسامحه لان مش في مقدرتي ابدا اني اسامح ...صدقيني مش قادر...
حاوطت وجنتيه وهي تردد بثقة:
-انا عارفة ان هيجي يوم وهتسامح ..هيجي.يوم وتشيل الكره اللي في قلبك لأنك انسان اقوي وكريم ...انسان طيب وقلبه ابيض ...هتعرف تسامح لما تقرر أنك تعيش حياتك من غير ما تلو*ث قلبك الابيض  بالكر*ه ...وانا عمري ما هضغط عليك عشان تسامحه يا ادم وهفضل معاك دايما وادعمك ...
ابتسم وهو يضمها مرة اخري يشكر ربه علي وجودها معه ...
............
بعد قليل ...
دخلا ادم ومهرا الي المنزل ...
-انا رايح اكلم ماما
قالها ادم بهدوء لتهز مهرا رأسها وتدخل لغرفتهما...
....
في الغرفة
كانت حسناء تجلس علي فراشها ..تغمض عينيها وهي تتذكر انه*يار ابنها ...كانت تتأ*لم عليه ..تخاف عليه من الكر*ه الذي يحتشد بقلبه...تريد له الراحة ...تتمني ان ينسي ما حدث بالماضي ويعيش مع مهرا سعيد ...ولكن ادم لن ينسي بتلك السهولة...ما حدث له بالذات كان صعب جدا ...
تنهدت وهي تمسح الدموع التي انسابت علي وجهها...انتفضت فجأة عندما دق احدهما الباب ...
-اتفضل ...
قالت بصوت مبحوح ...
دخل ادم بهدوء وهو ناكس رأسه...نظرت حسناء الي يديه.المضمدة وقلبها يؤلمها...ارادت ان تتكلم ولكن الكلمات توقفت في حلقها عندما اقترب ادم منها ونام علي ساقيها ...
لم تتكلم حسناء واكتفت وهي تربت علي شعره...
-اسف يا امي ..آسف ...
كان يعتذر علي طريقته معها وهي تقبلت...فهي ام مهما حدث لن تغضب علي ابناؤها وخاصة ادم الذي كان دوما معها ...رفيق الكفاح ...لقد قررت الا تضغط عليه ليسامح جده ...قررت ان تعطيه الوقت فربما حب مهرا ينتصر علي الكر*ه بداخله ...ربما مهرا هي من ستنسيه خيبة الامل التي عاشها !!
.........
في اليوم التالي ...
كان يقف تحت الدش الماء يندفع عليه ...لا يعرف هل ستكون تلك الخطوة سليمة ام لا ...هل حل سليم ان يعري نفسه امام شخص غريب ...حسنا سيعترف انه خائف ...خائف من الماضي ...خائف من النظارات التي سوف تلاحقه من الطبيب ولكنه يعرف ان الطبيب النفسي بالعادة لا يحكم علي تصرفات المرضي ...ولكنه لا يمكنه منع نفسه من ان يخاف ...ماذا يفعل ؟!
اغمض عينيه ورفع وجهه للماء ليتدفق بقوة الي وجهه ...ابتسم بحنين وهو يتذكر والدته الحبيبة ...يتذكرها عندما كانت تقف تحت المطر رافعة وجهها بينما تدور وهي تضحك ...ضحكاتها كانت مسكن قوي لروحه ...والدته كانت الجزء الالطف في حياته السو*داء القاسية ....والدته هي من كانت تهون عليه قس*وة والده ...لقد اعطته الحب الذي فشل والده في اعطاؤه اياه ...تنهد بأ*لم وهو يضغط علي عسنيه بقوة ...لقد قرر الا يفكر بوالده بعد الآن ...قرر الا يستجدي حبه ...هو سيحاول اصلاح حياته بعيدا عنه ...ويجب أن يفعل هذا ...يجب أن يكون شخصا جديدا تفتخر به والدته ...سيصلح من حياته ...لن يكون شخصا مؤ*ذي مرة اخري ....لن يتحجج ب*قسوة والده عليه بل سيصلح حياته ...سيبحث عن سعادته بنفسه ...هذا هو الوعد الذي قطعه علي نفسه ..لقد اقسم أن يفعل هذا ...اقسم أن يسحب نفسه هو و حياة من الظلا*م القابعان فيه ...سوف يسيران في طريق جديد ...صحيح تأخرا كثيرا في اخذ هذا القرار ولكن ان تأتي متأخرا خيرا من الا تأتي ابدا ...
فكر مروان والابتسامة علي وجهه ...فتح عينه وهو يشعر بسعادة غريبة ...طاقة غريبة تدفعه افعل الكثير ...
بعد قليل ...
خرج  مروان من الحمام وهو يجفف شعره جيدا  ..كان يرتدي مئزر الحمام الابيض بينما رائحة الصابون المعطر تفوح منه....كانت ذقنه حليقة وعلي وجهه ابتسامة رائقة ...لم يكن سعيدا هكذا منذ وقت طويل ...لقد تصالح مع نفسه أخيرا ...قرر طمس غروره والاعتراف بأخطاؤه ...قرر ان يتوقف عن ان يكون مؤ*ذي من اجله ومن اجل والدته...لقد عرف انه يؤ*ذي نفسه أولا وهذا ليس صحيحا اطلاقا ...وقف امام خزانته واخر القميص الأسود الذي جهزه بالأمس مع بنطال جينز ازرق داكن ...دقائق وكان قد ارتدي ملابسه التقط السترة السوداء وارتداها ووقف أخيرا امام المرآة وهو يصفر بينما يزرر سترته...ثم بدأ في تصفيف شعره...توقف أخيرا وهو ينظر الي شكله المرتب المضاد تماما للخر*اب الذي بداخله ...فجأة ابتسم وهو يراها خلفه تنظر إليه وعلي وجهها ابتسامة رضا ...احتشدت الدموع في عينيه ووضع كفه علي انعكاسها وقال بصوت مختنق:
-اوعدك يا ماما اني هكون زي ما انتِ عايزة بالضبط ...هخليكي تفتخري بيا مش هزعلك تاني ولا عمري ه*أذي أي بنت تاني....عمري ما هسمح أنك تزعلي بسببي ابدا ...
ابتسامتها اشرقت فابتسم هو معها ودموعه تنساب ثم وضع كفه علي شفتيه وهو يقبله بقوة ثم يضعه علي المرآة ....
.......
نزل مروان الدرج وهو يمسك مفاتيح سيارته ...كان ينظر الي الساعة ...يجب أن يذهب الآن لكي يحضر حياة من منزلها الجديد الذي اشترته ...صحيح ليس برقي شقتها القديمة ولكن لا بأس بها ...قرر الذهاب واحضارها ثم يذهبان الي الطبيب كي يلحقان الموعد...
-رايح تعمل مصي*بة جديدة ...
قالها والده وهو ينظر إليه ببرود ...انبسطت ملامح مروان وقال :
-متقوليش أنك خايف عليا دلوقتي ...أه سوري نسيت خايف علي صورتك ..بس متقلقش يا وائل باشا مش هعمل أي مشا*كل تهز صورتك كرجل اعمال محترم ...عن اذنك ...
-اومال رايح.فين.؟!
كان يسأله بجدية ...باهتمام غريب ...نظر مروان وكاد ان يسخر منه مجددا ولكنه قرر ان يسيطر علي نفسه وقال بنبرة جافة:
-قولتلك متقلقش يا وائل بيه مش رايح أعمل مشاك*ل ...واظن كمان ان حضرتك وراك شغل ...مش معقول تسبب شغلك العظيم وتهتم بصعل*وك زيي...سلام ...
ثم تركه وغادر ...تنهد وائل بحزن ثم جلس علي الأريكة وهو يفكر انه قد حصل علي كر*اهية مروان أخيرا !!
............
مر مروان علي منزل حياة وانتظرها حتي خرجت ...خرجت هي من بنايتها وهي ترتدي ملابس سوداء وتضع علي وجهها نظارة تخفي معظم تفاصيل ملامحها ...استقلت سيارة مروان ليقول هو بدهشة :
-ايه يا بنتي الحزن ده ؟!
نظرت إليه وقالت بصوت متوتر:
-بصراحة يا مروان أنا متوترة اووي !
-ومين سمعك يا حياة ..
ثم قاد سيارته وانطلق...ولم يلاحظ  أحدهم سيارة احمد الصغيرة التي كانت قابعة تحت منزل حياة بينما النيران تشتعل في عينيه وقادرة علي احر*اق كل شئ!!!!
.......
في عيادة الطبيب النفسي ...
كانت حياة تهز ساقيها بعن*ف ...قلبها يكاد ينخلع من التوتر والخوف ...فكرت كثيرا ان تهرب من هنا بسرعة. ...تعرف ان ما ستخوضه ليس سهلا ...هي ستعري اسرارها بالداخل ...ستتذكر اشياء لك تكن تريد أن تذكرها ...لمعت عينيها بالدموع وشدت علي كفها بعنف وهي تحبس دموعها بالقوة ...لم تكن تريد أن تنه*ار هنا والان ...نظرت بتوتر الي مروان ...مروان أيضا لم يكن حالته افضل من حالتها بل كان متوتر للغاية ...كفيه تتعرقان ...تنهدت وهي ترغب ان يطمنها ولكن يبدو انه متوتر أيضا ...نعم فتلك الخطوة جريئة للغاية من ناحيتهم ..ان يقررا فجأة ان يعالجا اضطرابهم ...هذا يتطلب شجاعة منهما...ابتسمت حياة بخفوت وهي تشكر الله ان مروان في حياتها....لم تتخيل في احلامها انها سوف تشكر بالإمتنان لمروان الذي انتشلها فجأة من الض*ياع الذي تعيش به ...وقف امام احمد ودافع عنها. ..ونوعا ما شعرت حياة بالأمان وهي بجواره ...اغمضت عينيها ودموعها تهزمها وتنزل...من كان يصدق انها سوف تشعر بالتهديد من احمد ...احمد الذي احبته وظنته امانها...ظنت انها ستكون محمية وهي بجانبه ولكن اكتشفت انه التهد*يد الوحيد الذي يحوم حولها ...مسحت دموعها بسرعة واخرجت نظارتها الشمسية وهي ترتديها ...تحتمي بها ...كي لا يدرك احد انها تبكي ...
نظر مروان الي حياة التي ترجف بجواره ...اراد ان  يهدئها ولكن هو أيضا متوتر. ..هو أيضا خائف...هو يخوض ما تخوضه حياة. ..الاثنان لديهم ماضي يرفضان البوح عنه......الاثنان لديهم الآ*لام كبيرة ...الض*رر النفسي بكلا منهما كبير للغاية ...
تنهد مروان وهو يمسك كفها ويشد عليه ...نظرت إليه حياة وهي ترتجف من الداخل فابتسم مروان ليطمئنها قائلا:
-كل حاجة هتكون كويسة متقلقيش يا حياة ...
ابتلعت ريقها بينما كلماته لم تطمئنها ...كلماته اصلا لم تطمئنه هو ...تنهدت حياة وقالت:
-اتمني ...اتمني ان كل حاجة تبقي تمام يا مروان ...اتمني اني اقدر اتكلم واطلع اللي جوايا عشان ارتاح ...حاسه بحاجة كاتمة علي نفسي ...حاسة اني فيه جبل علي صدري مخليني مش قادر اتنفس ...
كان ذلك هو احساس مروان تماما ...هو يشتركان في كل شئ....يشتركان في نفس الذنب ...نفس الألم ...والمعاناة
شد مروان اكثر علي كفها وقال:
-صدقيني وانا كمان حاسس بكده ...واحنا جينا هنا عشان الدكتور يساعدنا ومتقلقيش باذن الله هتمر الجلسة علي خير ...شوفي يا حياة أنا خايف زيك صدقيني بس ده مش هيمنعني اني احاول اعالج نفسي ولا ده هيمنعك كمان ..اتفقنا !!!
هزت رأسها بالإيجاب
...............
في مكتب المحاماه الخاص به ...
كان أحمد جالس يطالع الملف الخاص بالقضية القادمة ...قضية معقدة ويجب أن يدرسها جيدا .
.هو يتقدم في شغله الان ...يكسب الكثير من الأموال ويجب أن يركز في قضيته ...ولكن للأسف عقله لم يكن حاضر معه ...جل ما يتذكره هو حياة ومروان ووجودهما الغريب معا ...شعور حار*ق داخل قلبه يجعله يرغب في تحط*يم كل شئ ..هو يشعر ان الأرض مزلزلة اسفله الغضب الذي يشعر به كبير ...هو غاضب منها ومن مروان ...غاضب من نفسه لانه ينساق لمشاعر مجهولة لا يعرف ما هيتها ولكنه يعرف بالتأكيد انها سوف تد*مره ....زفر بضيق وهو ينهض من مكتبه ويتجه الي النافذة ...يفتح أول زرين من قميصه كي يتنفس جيدا وعينيه السوداء ...تشت*علان بالنيران ..
-منك لله يا حياة ..منك لله ...
قالها بغيظ يدعو عليها رغم انها المظ*لومة في تلك القصة ...ولكن تلك المشاعر التي كانت تبثها داخله غير مرغوب بها علي الاطلاق ...شد علي خصلات شعره حتي كاد ان يمز*قه ...اراد فورا ان يتوقف عن التفكير بها ولكن حتي عقله ..حتي عقله رفض اوامره....هي تحتله يوما بعد يوما وان لم يتصرف سوف يقع هو فريسة لها وحينها سوف تنتق*م منه جيدا علي ما فعله بها ...اتجه الي كرسيه وجلس مجددا واغمص عينيه وهو يتذكرها...يتذكر الشمس التي تشرق في عينيها كلما رأته وابتسمت له ...يتذكر الحب الذي يتدفق من عينيها ...كل تلك الذكريات تج*لده
كانت ذكرياتهم السعيدة تتدفق لعقله ...
فلاش باك ...
-كل سنة وانت في حياتي يا احمد ...كل سنة وانت سعيد وتحقق كل احلامك...
قالتها حياة والسعادة تشرق علي وجهها ...
كانت قد جهزت له حفل صغير بمناسبة عيد ميلاده في منزله مع والدته ...
ابتسمت والدة احمد وقالت:
-حياة هنا من الصبح بتجهز لحفلة عيد ميلادك ...
ابتسم احمد لها لتخرج هديته من حقيبتها وتقول:
-ودي هدية بسيطة ليك ...
امسك احمد العبوة وفتحها ليجد بها ساعة راقية ...ابتسم بسعادة وقال:
-شكلها حلو اووي شكرا اووي يا حياة ...
ابتسمت حياة بحماس وهي تنظر إليها...كان الحب يشع من عينيها له ....
...
بعد قليل ...كانت حياة تقطع الكيك.بحماس بينما احمد يجلس بجوار والدته ...
-البنت دي شكلها بتحبك اووي يا احمد ...عينيها بتقول كده ...الحمدلله اطمنت عليك يا ابني ...
ابتسم أحمد وداخله مرتبك ...لم يصدق أن تحب والدته حياة...ولكن حياة استطاعت أن تجذب والدته لها ..وهذا ليس جيدا لانه لا ينوي أن يتزوج بها ابدا ...
-انا عايزاك تتجوزها !
فجأة قالتها والدته ليبهت هو فتكمل والدته :
-هي دي اللي هتسعدك  يا احمد ..دي المناسبة ليك !!
..
باك ..
عاد من شروده وهو يدعك عينيه بتعب ويفكر أن حياته تبعثرت تماما ...ظن أنه عندما يتخلص منها سيعود سعيدا ولكن السعادة غادرته عندما هجرها وفي يوم زفافها .. وهي الآن تشق طريقها مع شخص آخر غيره وتلك الفكرة د*مرته تماما ....لأنه أدرك للاسف أنه يغار ..يغار عليها والسبب احتفظ به...هو عاجز عن نطقه لنفسه ...عن الاعتراف به فلو اعترف سوف تتعقد حياته أكثر .

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن