الفصل الثالث♥️

43.4K 1.5K 128
                                    

الفصل الثالث(انتحار)
تجمدت مكانها وهي تسمعه ينطق بتلك الكلمات ...للحظات ظلت مبهوتة ...لا تصدق ما تسمعه وقالت:
-عيد تاني قولت ايه ؟!!
تنهد مروان وقال:
-قولت اني ملمستش مهرا ...والله ملمستهاش يا ليلي ...صحيح حاولت ورتبت كل حاجة عشان اعمل كده بس مقدرتش ...أنا مأذتهاش في الليلة دي ...
اتسعت عيني ليلي وهي تنظر إليه ...كانت لا تصدق الي اي مدي وصلت حقارته ..
-يعني انت ملمستهاش واوهمتها ده كله انك اغتصبتها!!!
نظر مروان للأرض وهو يشعر بالخجل من نفسه ...لم يستطيع أن يبرر لنفسه أو أن يتكلم حتي بينما يشع من عيني ليلي الكره ...الكره لهذا المختل عقليا.
توتر مروان وقال:
-انا عارف اني غلطت ...
-عارف انك غلطت ...لا كتر خيرك والله كويس انك عارف ...وياريت تعرف كمان أن الكلام الفارغ اللي بتقوله مش هيحصل أنا مستحيل ابصلك... مستحيل افكر فيك ...انت شيطان ...شيطان وهتفضل دايما كده ....
ابتلع ريقه وقال:
-ليلي أنا عايز بس فرصة وهتغير ...
-انت مجنون ..فرصة ايه اللي اديهالك يا مختل عقليا ...انت انسان بجد مش طبيعي والافضل تعرض نفسك علي دكتور نفساني يعالج الخلل اللي عندك وتنسي قصة اني ابصلك من الأساس...
لمعت عينيه فيما يشبه الدموع لتكمل هي بقسوة:
-مستحيل افكر في شيطان زيك ...بتأذي البنات عشان تعوض النقص اللي عندك ...لانك انسان ناقص ومريض ..انت ازاي تتجرأ اصلا وتفكر اني ممكن احبك بعد اللي عملته معايا ومع اخويا ...اسمعني كويس ...وديني لو شوفتك قريب مني لاقول لآدم يقتلك عشان نخلص منك ومن شرك ده ..
ثم تركته وغادرت وقد قتلت الامل داخله ...تصاعدت الدموع لعينيه وهو يشعر بألم كبير في قلبه ....يشبه الم فقده لوالدته!!! وكأنه فقد اخر فرصة للحياة ...فقد اخر فرصة ليكون سعيدا !!!
..........
بعد نصف ساعة ....
دخلت ليلي المنزل وهي تبحث عن مهرا حتي وجدتها تقف في المطبخ بمفردها وكانت تلك هي الفرصة الوحيدة لكي تتكلم معها....اقتربت ليلي منها وامسكت كفها ...نظرت إليها مهرا بحيرة وقالت:
-فيه حاجة يا ليلي ولا ايه ...
كانت ليلي تنظر إليها ...ابتسمت مهرا وقالت:
-مالك بتبصيلي كده ليه ؟!
-مهرا ...مروان مش اعتدي عليكي ...هو ملمسكيش اصلا !..
-عارفة !
قالتها مهرا وهي تبتسم براحة ...ولكن ابتسامتها اختفت وقالت:
-وانتِ عرفتي من فين يا بنت أنتِ ؟!
-هو اللي قالي كده !
-مروان !!!
قالتها مهرا بصدمة ثم أكملت:
-ومروان شافك فين ؟!
ارتبكت ليلي وقالت:
-جالي الكلية وقالي كده ...
توترت مهرا وامسكت كف ليلي وقالت:
-اسمعيني يا ليلي كويس ابعدي عن البني ادم ده ...ده واحد مختل عقليا وممكن يأذيكي
ابتسمت ليلي وقالت:
-متقلقيش عليا يا مهرا أنا النهاردة اديته اللي فيه النصيب اوعدك مش هيقدر يقرب مني تاني ...المهم أنا فرحانة اووي باللي سمعته ...الحمدلله يا مهرا
ثم ضمتها إليها وقالت:
-ربنا يحميكي دايما .
ابتسمت مهرا بسعادة وعينيها ابتلت بالدموع بسبب الحب الشديد الذي تحصل إليه ...فجأة حاوطهما ادم وعانقهما وقال:
-نفسي اعرف الحب الغريب اللي بينكم ..أنا بدأت اغير !!!
ضحكا سويا وكل منهما ينظر للآخر
.........
-ابعد ...ابعد يا بني آدم انت ونزلني!؛
صرخت حياة وهي تضرب علي ظهر  احمد بينما هو يلج بها الي شقته وشقتها سابقا !!
لا تصدق ما فعله...لقد اختطفها فعليا من المقبرة وادخلها سيارته قسرا ثم اتي بها الي هنا !!! ...لم تكن تصدق وقاحته...كيف يجرؤ ويعترض طريقها مرة اخري الا يكفي ما فعله بها ...الا يكفي أنه دمر حياتها ...سرق أموالها ...ماذا يريد ايضا !!!هل يريد أن يقتلها ...يسلب روحها !!
كادت حياة أن تجن بسببه ...
وضع احمد حياة علي الأرض وهو ينظر إليه ببرود ...رفعت كفها لتصفعه ولكنه امسك كفها وقال:
-اهدي يا حلوة والافضل متمديش ايديك لأكسرها ...جاوبي علي اسألتي عشان تمشي من هنا بهدوء ومش عايز  أي عناد فاهمة ولا لا ...
دفعته وهي تبتعد عنه وتصرخ :
-مش هجاوب علي أي اسئلة وياريت تغور من هنا...خلاص مش عايزة اشوفك ...ابعد بدل ما ابلغ البوليس عندك واقول أنك خطفتني ..
ابتسم بسخرية وقال؛
-لا خوفت ...بجد خوفت منك يا حياة
نظرت إليه بعصبية وقالت:
-ابعد عني يا اخي ...ابعد خلاص ...حرام عليك عايز ايه تاني ...عايز تموتني!!!
- قولتلك هو سؤال واحد بس ...وبعدين امشي براحتك ...ايه بينك وبين مروان ؟!
قالها بينما عينيه  السوداء تبرقان بعنف اخافها ...حاولت السيطرة علي جمود وجهها رغم المشاعر التي تعصف بها من الداخل وقالت:
-ملكش دعوة يا أحمد...
اقترب منها ثم جذبها اليه وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها ويقول ببرود مخيف:
-هسألك تاني واحسنلك تجاوبي..ايه بينك وبين مروان !!
كانت تنظر إليه بصدمة وهي تحاول التحرر منه ..وتقول:
-قولتلك ملكش دعوة ...ملكش حق تعرف بعد ما سبتني يوم فرحنا ...ابعد عني ...انت اتجننت !!
كانت محقة ...يشعر انه مجنون...هو يحتقرها ...خدعها وتركها ليلة زفافها ...اذن لماذا تنفجر البراكين داخله عندما يراها مع مروان ... لماذا هذا الشعور الغريب بالتملك تجاهها ..وكأنه حقا يحبها ...هو لا يفهم ...حقا لا يفهم ...
كانت نظراته تتغير ...من نظرات الغضب ...لنظرات اخري اخافتها ...رباه لو حدث ولمسها الآن سوف تنهار هي غير محصنة امامه بالكامل ...ولكنها استحضرت في بالها كلمات طبيبها النفسي ...وعندما وجدته يقترب بوجهه منها انحرفت قليلا ثم غرست اسنانها في وجنته تعضه!..
صرخ احمد بألم ولكنه لم يتركها ..لتضرب هي بكعبها العالي قدمه فصرخ بألم أكبر وتراجع تاركا اياها...وبكل الغل الذي في قلبها من جهته وجهت ضربه نحو ساقه وقالت:
-دي عشان متتجرأش وتلمسني تاني ...
ثم ركضت من امامه ناحية باب الشقة وحاولت ان تفتحه لكي تخرج من المكان ولكن يبدو ان الباب موصد بالمفتاح ...صوت رنين المفتاح جعلها تستدير وتنظر بأعين متسعة لأحمد الذي يغطي تعابير وجهه الألم ولكن رغم ذلك قال بتسلية وهو يمسك المفاتيح  :
-يا خسارة يا حياة يظهر أنك مش هتقدري تطلعي من هنا الا برضايا !!
اقتربت  منه وهي تحاول ان تأخذ المفتاح ولكنه وضعه بسرعة في جيبه وهو يكتفها بذراعيه بينما شفتيه تقترب من شفتيها ويقول:
-جاوبي علي سؤالي يا حياة والا أنا مش مسؤول عن اللي هعمله دلوقتي ...
كان بتنفس بسرعة وهو ينظر إليها ...يشعر بقلبه يهدر داخل صدره !!....
بينما حياة شعرت بالضعف يغزوها وهي تراه بهذا القرب ...
انسابت دموعها وهي تقول بضعف :
-احمد ابوس ايديك سيبني ...سيبني !
ولكن احمد لم يتركها بل اقترب منها وهو يمتلك شفتيها وشعر انه ينصهر بها .. الدموع انفجرت في عينيها بينما تستقبل قبلاته  بضعف غير قادرة علي ابعاده ..فجأة تذكرت مشهد لها...مشهدها بفستان الزفاف وهي تنتظر عريسها الذي لم يأتي!!!..قررت ان تخدعه كي تهرب من هنا ...بادلته قبلاته ليتركها هو ويمرر كفيه علي ذراعها ...انسلت كفها الي جيبه واخذت المفتاح دون ان يشعر ثم ضربته في ساقه بعنف أكبر من ذي قبل ليتراجع وهو يتأوه بقوة لم تضيع هي وقتها وذهبت الي الباب وفتحته وخرجت !!!!
.........
ارتعش جسد ليل وهي تري النيران التي تشتعل بعيني أنس ...كان غضبه مخيف فعليا ...وعرفت وقتها انها قد تجاوزت حدودها كثيرا ...كان الغضب الذي تراه علي وجه أنس غضب مخيف ...اول مرة تراه غاضب لتلك الدرجة .
-ا...انس ..
قالتها ليل بتلعثم وهي تنتفض من الرعب ...
-انا مش ....
كانت الكلمات تتهاوي من شفتيها وهي تري غضبه المخيف ...ابتلعت ريقها بينما هو يقترب منها كوحش علي وشك التهام فريسته ...
وصل أنس إليها ثم امسك ذراعها بعنف حتي كاد أن يحطم عظامها !!!
تألمت ليل وتأوهت وهي تحاول أن تسحب ذراعيها منه ولكن دون جدوى ...غزاها  الرعب أكثر وهي تري وجهه الخالي تماما من المشاعر ...
-أنس...سيب أيدي انت بتوجعني !
قالتها ليل بتألم وهي تشعر أن عظامها سوف تتحطم بفعل قسوة كفه ...كانت النيران تشتعل بعيني أنس وهو يقول بصوت عنيف:
-دادة لو سمحتي طلعي ملك أوضتها ...
هزت نعمة رأسها وهي تسحب ملك التي كانت تنظر لوالدها بخوف ...أنها المرة الأولي الذي تراه غاضب لتلك الدرجة ...
خافت ليل علي نفسها وهي تجده غاضب لتلك الدرجة ...
رفع انس يده الأخري ثم أمسك فكها بعنف وهو يضغط عليه حتي شعرت أن أسنانها سوف تتكسر ...تصاعدت الدموع لعينيها ليقول هو بصوت عنيف:
-تعرفي قادر اضربك دلوقتي واكسر عضمك كله ..والله أنتِ تستاهلي الضرب ...لكن للاسف متعودتش امد ايدي علي ستات ...عايزة تبعدي بنتي عني يا ليل ....ده في احلامك وبالنسبة للاتفاق اللي بيننا بليه واشربي ميته صدقيني هعمل المستحيل عشان ملك تكون معايا وساعتها لا أنتِ ولا امك هتشوفوها ...
دفعها بعنف وقال :
-من النهاردة ممنوع تدخلي البيت ده لا أنتِ ولا الست الوالدة وبيني وبينكم هيبقي المحاكم وبس
ثم جذبها مرة أخري خارج الفيلا الخاصة به ودفعها للخارج حتي سقطت علي الأرض بعنف وقال:
-فؤاد وصل الهانم برا الفيلا ولو شوفتها دخلت بيتي تاني اعتبر نفسك مطرود!!
نهضت ليل وانسابت دموعها من عينيها وهي تشعر بالإهانة من فعلة انس...لم تكن تصدق أن انس الراقي سوف يتصرف معها بتلك الطريقة ...لطالما كان هادئ ويتعامل برقي ولكن الغضب الذي تراه الأن مخيف ...
وهي تعرف تأثير من هذا ...
رفعت راسها وعينيها الخضراء تبرق بغضب وقالت:
-يظهر ان حبيبتك اللي جاية من العشوائيات خليتك لوكال يا أنس....
غضبه تضاعف وهو يقترب منها ...تراجعت ليل وهي تظن انه سوف يضربها وبالفعل رفع يده لكي يصفعها ولكن توقف في اللحظة المناسبة !!! وقال وهو يكز علي اسنانه:
-لو جيبتي سيرتها مرة تاني اقسم بالله يا ليل لأقتلك...وانا بنفسي هطردك يا ليل ...
جذبها من ذراعها وهي تصرخ به.....انفتحت البوابة اليا عندما اقترب انس منها ثم دفعها للخارج وقال:
-لو جيتي هنا تاني أنا هكسرلك رجلك ...فاهمة ولا لا !!!
ثم ولج للفيلا وهو غاضب وتركها تنظر الي اثره وهي تبكي بشدة ...لا تصدق كيف انفجر في وجهها !!
.......
كانت ملك جالسة في غرفتها ...وجهها الصغير يحتله الحزن ..كلمات ليل المسممة تسيطر علي عقلها...هل من الممكن ان انس لن يحبها إن تزوج ...
-ملاكي .
ارتجف جسدها وانس يهتف بإسمها...نظرت ملك إليه وما زال الحزن يسيطر عليها...
اقترب انس منها وضمها بقوة وهو يقول:
-كل الكلام اللي قالته مش حقيقي يا ملك ...
لم ترد ملك ليبتعد انس عنها ويمسك ذقنها ويقول:
-ملك انتِ بنتي ...أنا اللي ربيتك ...وهتفضلي دايما بنتي اللي بحبها جوازي من مرام مش هيغير ده ابدا ...فاهمة ولا لا ..
ابتسمت له وقالت:
-فاهمة يا بابي ..
-حبيبة بابي ..
قالها وهو يضمها بقوة وفكر ان اللعب الآن اصبح علي المكشوف وهو يجب أن يتصرف!!

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن