الفصل الثامن♥️

37.7K 1.3K 82
                                    

الفصل الثامن(اعيديني الي حياتك)

ضمها جابر إليها وهلع وهي تبكي بتلك الطريقة ...قلبه تأ.لم لأجلها ...لقد خذله ادم ..خذله وحطم قلب حفيدته ...
أبعدها جابر عنه وهو يعانق وجهها المحمر بسبب شدة البكاء ...عينيها المشبعة بالدموع وشفتيها التي ترتجف بقوة
-حبيبتي ...مهرا ..
قالها جابر وهو يعيد شعرها الثائر للخلف ...
أغمضت مهرا عينيها وهي تبكي أكثر وتقول:
-طلقني منه يا جدي ...ابوس ايديك طلقني أنا مش عايزاه . 
-بنتي يا مهرا اهدي ...
قالتها مروة بتوتر وهي تري عيني جابر التي اشتعلت بها نيران الغضب  ...رفع جابر كفه في علامة لاسكاتها وقال :
-عمل ايه الجلنف ده ؟!
مسحت مهرا دموعها ...لم تكن تريد أن تقلل أكثر من شأنه أمام جده لذلك اكتفت بالقول؛
-مش مهم عمل ايه المهم اني مبقتش عاوزاه!!!
تنهد جابر وقال:
-خلاص يا بنتي ...اهدي وروحي اوضتك وارتاحي دلوقتي وانا هعملك اللي انتِ عايزاه !!

...........
بعد قليل
في غرفتها  ...
كانت مهرا متسطحة علي ظهرها بينما الدموع تنفجر من عينيها بقوة ...ا.لم ساحق في قلبها وهي تتذكر الكلمات السا.مة التي أطلقها ادم عليها ...لقد شعرت أنه أطلق عليها الرصاص في قلبها ...بدا وكأنه مختلف عن ادم هذا الذي كانت بين ذراعيه يخبرها كم يحبها في المنزل الذي قرر أن يستأجره...كيف يمكن لأقرب ما لها أن يقت.لها بتلك الطريقة ...كانت مهرا حقا متأ.لمة بسببه ...وضعت كفها علي فمها وهي تكتم الشهقات التي خرجت من فمها بسبب البكاء ...لقد خطت هي نهايتهما سويا عندما ادخلت جدها ولكن ما فعله ادم ...كان قاسي..قاسي للغاية !
طرقة علي الباب جعلتها تنتفض من مكانها وتنهض ثم بدأت بمسح دموعها بقوة وقالت بصوت مختنق:
-ادخل ...
ولجت مروة الي غرفتها ...وقفت قليلا لتنظر الي وجه ابنتها المحتقن وبقايا الدموع التي تلطخ وجهها ...رغما عنها تأ.لم قلبها لأجلها ...اقتربت مروة من مهرا وجلست بجوارها ....أمسكت كفها بقوة لتشهق مهرا فجأة ودموعها تتدفق بعنف من عينيها ...ارتمت مهرا بين ذراعي والدتها وهي ما زالت تبكي ...
ربتت مروة علي ظهرها وقالت:
-بس اهدي يا حبيبتي ...كل حاجة هتتحل ...
-انا مبقتش عايزاه يا ماما مبقتش عايزاه !!...
-يا بنتي الأمور مش بتتحل كده ...أنتِ بتقولي كده بسبب غضبك منه بس ..لكن أنتِ بتحبي ادم ...بتحبيه اووي .
ابتعدت مهرا وهزت رأسها قائلة:
-بس الحب مش كفاية يا ماما ...اللي عمله ادم المرة دي صعب اووي ...أنا مقدرش اسامحه...
عانقت مروة وجهها وقالت:
-طيب ممكن تحكيلي عمل ايه ؟! قوليلي .
تنهدت مهرا والدموع تحتشد بعينيها مرة أخري وقالت:
-حاضر هحكيلك كل حاجة .
وبالفعل قصت مهرا علي والدتها كل شىء !
...
وبعد أن انتهت وضعت كفها علي وجهها وهي تبكي ..تشعر أنها مج.روحة جدا منه للغاية ...
-لا هو بصراحة غلطان جدا جدا كمان ...مكانش مفروض يقول كلمة زي دي .
قالتها مروة وهي تقر بالأمر وتبعد كف مهرا عم وجهها  ...ادم تلك المرة تعدي حدوده ...
ثم نظرت إلي ابنتها وقالت برفق:
-بس أنتِ غلطتي لما روحتي لمروان يا مهرا ....ادم من كتر خوفه وغضبه منك قال كده ...
شهقت مهرا بكاءا وقالت:
-تاني يا ماما ...تاني بتقفي في صفه !
هزت مروة رأسها وقالت ؛
-انا مبقفش في صفه يا بنتي أنا بقول الحق ...ادم غلطان جدا جدا ...بس أنتِ كمان غلطانة صح ولا ايه .
اطرقت مهرا برأسها ودموعها تتساقط اكثر من عينيها وقالت:
-انا عملت كده عشان خاطره يا امي ...حقه يزعل بس الكلام اللي بيقوله بيك.سر قلبي من جوه ...أنا انسانة وليا مشاعر يا ماما وادم مصر يك.سرني....أنا تعبت منه ..بحاول ارضيه واتأقلم مع حياته
..اللي بيزعله مش برضي اعمله.لكن هو ...هو طر.دني من حياته أنا علي أي أساس ارجعله ..
امسكت والدتها كفها وقالت:
-ومين قالك انتِ ترجعيله هو اللي هيجي ويصالحك كمان ...
هزت مهرا رأسها وقالت :
-وانا خلاص مبقتش عاوزاه يا ماما خلاص أنا عايزة اتطلق...
-بس انتِ بتحبي ادم ومش هتقدري تتطلقي يا مهرا صح ولا ايه ؟!
نظرت مهرا لوالدتها ثم انف.جرت ببكاء مرير مرة اخري  وقالت:
-للاسف صح....أنا بحبه....بحبه اووي...ياريتني اقدر اشيله من قلبي يا ماما عشان ارتاح ....ياريت ...
مسحت مروة دموع ابنتها وقالت بخبث:
-وهو بيحبك وانا متأكدة من كده ...بس بلاش طلاق يا بنتي ...احنا هنعا.قبه شوية ...نقرص علي ودنه عشان يعرف ان الله حق !
........
في المساء ...
ولج ادم الي المنزل وهو متكدر ..لقد ندم علي الكلمات التي قالها لمهرا وينوي جديا ان يعتذر ...ولج بغرفته مباشرة دون ان ينظر الي والدته او شقيقاته وخفق قلبه بر.عب عندما لم يجدها!!...خرج من الغرفة راكضا
-فين مهرا ؟!
قالها ادم وقلبه يخفق من الر.عب عندما لم يلمح طيفها ...كانت شقيقتيه ووالدته جالسين علي الأريكة ينظران إليه ولم يرد عليه أي أحد ...
-مهرا فين انطقوا!!!!
-جاي تتكلم بعد ما طر.دتها وطفشتها يا ادم !
قالتها ليلي بغضب ليصرخ ادم بها وهو يقترب:
-انتِ بالذات تخر.سي خالص ...
ثم امسكها من ذراعها وضغط عليه بع.نف وقال:
-احسنلك يا ليلي تحطي لسانك جوا بوقك والا هضر.بك!!
انسابت الدموع من عيني ليلي لتصرخ والدته:
-ادم سيبها فورا ...
زفر بضيق وهو يدفعها بعيدا عنه ويقول:
-يستحسن الايام اللي جاية مشوفش وشك اصلا...أنا مش طايقك !
ثم ذهب الي غرفته لتنف.جر ليلي بالبكاء وتركض الي غرفتها!!!
......
في غرفتهما ...
كان جالس علي الفراش وهو يد.فن رأسه في كفيه ...قلبه يتأ.لم ...لقد تركته مهرا ...هل سينفي الخطأ عنه الان ...كلا لن يفعل ...هو أخطأ كثيرا ...جر.حها بقوة ...لقد أوضحت له من قبل أنها تتأ.لم بسبب كلامه وهو قالها مرة أخري ...هو بلسانه طر.دها من حياته ...كيف يقول هذا ...كيف لم يسيطر علي غضبه ...هل كان واعي لما يقوله ...بالتأكيد لا لانه لو فكر لثانيتين فقط في كلامه كان سيعرف أن مهرا ليست زوجته فحسب بل هي جزء منه ...هو يحبها ولا يستطيع أن يتخلي عنها ابدا ...يحبها كم لم يحب أحدا من قبل ...فكيف فعل هذا كيف ...
كان ادم متأ.لم ...مشتت وغاضب من نفسه
طرق باب غرفته ثم انفتح ليجد امامه مرام ...زفر بضيق بينما مرام تقترب منه
-حابة اتكلم معاك !
قالتها مرام وهي تربع ذراعيها وتنظر إليه ...دخلها كان يش.تعل من الغضب ولكن من الخارج هي كانت باردة للغاية !!!!
-عايزة ايه يا مرام ؟!!
قالها بكدر لترد هي :
-مهرا قالتلي الحقيقة يا آدم !
نظر هو إليها بحيرة شديدة لتكمل هي :
-مهرا قالتلي أنت اتجوزتها ليه!
بهت ادم قليلا لتقول هي وكانت ظهر انفعال علي وجهها الجامد:
-وقتها أنا عرفت انت بتعامل مهرا كده ليه يا آدم !
-انتِ بتقولي ايه ؟؟!
قالها ادم بصدمة وصدره يرتفع وينخفض بإنفعال لترد مرام وهي رافعة رأسها دون أن تخاف منه :
-يعني اقصد يا آدم انت بتعامل مهرا المعاملة دي لانك شايف انك متفضل عليها....شايف انك يا عيني انقذتها من فض.يحة فيالا اهي.نها براحتي واطر.دها وهي هترجع تاني !!
-اخرسي ...اخرسي يا مرام !!
قالها ادم وبراكين الغضب تنف.جر داخله بينما ينهض هو ...ولكن مرام لم تجفل حتي وقالت بتحدي:
-صراخك وزعقيك وفروا لحد غيري يا آدم أنا مبخافش ...أقصي حاجة هتضر.بني صح ...اضر.بني عشان بقولك الحقيقة ...
تنفس بعن.ف وقال:
-عارف يا آنسة مرام انك مش بتخافي مني ...عارف ده كويس اووي ...بس علي الاقل احترميني أنا اخوكي الكبير ...
-اخويا الكبير مبيعرفش يفكر ..اخويا الكبير بيجر.ح الناس اللي بتحبه ...اخويا الكبير بيد.مر حياته ....لما الاقي اخويا الكبير غ.بي لازم اوعيه ...
-اخرسي قولت ..
صرخ بها وهو يرفع كفه ليصفعها لكنه توقف فجأة...كان مذهول مما سوف يقدم عليه..كيف يفعل هذا ...هل فقد عقله!!! ...نظر الي مرام التي احتشدت الدموع في عينيها وكم بدت مجرو.حة وقتها وقالت:
-انت مخسرتش بس مهرا يا ادم ...انت خسرتني انا كمان !
ثم تركته وغادرت لينهار علي الفراش مغمضا عينيه والدموع الساخنة تلامس وجنته!!!
..........
وضع قبلة قوية علي شعرها ثم أخذ يعبث بشعرها ويقول:
-يالا بقي يا حبيبتي اصحي الساعة بقت تمانية بالليل  .
تنهدت كارما في نومها ليبتسم سامر ثم بخ.بث مد يديه وهو يحاول أن يزيح منامتها ولكنها ضر.بته علي كفه ثم ضحكت ...ضحك هو أيضا عندما فتحت عينيها وقال وهو يقبلها علي أنفها:
-يالا قومي البسي ..
عقدت حاجبيها وقالت:
-هنروح فين ؟!
-مفاجأة يا كرمتي ...يالا قومي بقا ...أنا جهزتلك فستان حلو تخرجي بيه هتلاقيه في الدولاب متعلق
ابتسمت وهي تهز رأسها ثم نهضت واتجهت الخزانة واتسعت عينيها بسعادة وهي تمسك الفستان وتنظر الي سامر بسعادة  ثم  استدارت ولجت الي الحمام...
نظر سامر الي باب الحمام الذي يُغلق ثم بسرعة استل هاتفه واتصل برقم ما وقال:
-احنا طالعين دلوقتي جهزوا كل حاجة ...هحاول ااخرها شوية ماشي..يعني ساعة تكفيكم تمام اووي  ...
ابتسم برضا عندما سمع الجواب من الطرف الاخر !
ذهب هو الي الخزانة واخرج الحلة التي جهزها كي يذهب بها ...
اتجاه الي المرآة وجفف شعره جيدا ثم خلع مئزر الحمام وبدأ بإرتداء ملابسه ...
....
بعد قليل كان قد انتهي من تزير قميصه الابيض ثم تناول سترة الحلة الرمادية وارتداها ...سرح شعره وامسك زجاجة عطره الثمينة ورشها عليه اتجه للخزانة مرة اخري واخرج عبوة مخملية ووضعها في جيبه...
ثم جلس علي الفراش بهدوء وهو ينتظر كارما ...
.....
بعد ربع ساعة ...
خرجت كارما وهي في كامل زينتها ...لقد جففت شعرها بالداخل وزينت وجهها علي مرآة الحمام  ...
-ايه رايك ؟!
قالتها بابتسامة وهي تدور حول نفسها وتبتسم بسعادة ...فغر سامر فمه وهو ينتبه إليها...بدا جمالها اسطوري في تلك اللحظة ..حقا لم يري اجمل منها الفستان الاحمر الناري كان يليق بها كثيرا ..كان بسيط ومحتشم بينما شعرها معقود في تسريحة رائعة ...احمر الشفاه القاني كان يزين شفتيها وبدت في تلك اللحظة كأنها اميرة...اميرة احلامه !!
فكر وهو يفترسها بنظراته بينما هي شعرت بالخجل ...نهض هو واقترب منها ثم امسك كفها وقبله بلطف وقال؛
-يالا عشان نلحق المفاجأة يا حبيبتي لاني لو قعدنا هنا ثانيتين مش هنخرج !!
احمر وجهها من كلامه وهزت رأسها وهي تدفن كفه في كفها...
........
بعد  ساعة قيادة بسيارته الفارهة توقف سامر امام مطعم راقي... خرج ثم استدار من الناحية الاخري وهو يفتح لها الباب ويمد كفه ...
ابتسمت كارما وهي تمسك كفه بينما قلبها يخفق بسعادة ...سحبها الي المطعم...وما ان ولجت إليه حتي رأت النادل يقترب منها ويعطيها باقة ازهار رائعة...ازهار الياسمين التي تعشقها ..
-ميرسي .
قالتها كارما بسعادة ولكن سرعان ما تجمدت الابتسامة علي شفتيها واتسعت عينيها بدهشة وهي تري المطعم...المطعم كان فارغ تماما من الناس ...فقط الازهار مزينة الارضية الراقية له وعلي الجدار.كانت شاشة عرض كبيرة ...
هز سامر رأسه ليسود الظلام المطعم ...شهقت كارما وهي تمسك سترة سامر بخوف بينما اضاءة الشاشة سطعت وهي تعرض ذكريات كارما مع سامر ...صور قليلة صحيح ولكن ذكرياتها بقت في قلبها ...احتشدت الدموع في عيني كارما والصور تتابع ثم بعد ذلك صدحت موسيقي لإحدي الأغاني التي تعشقها بشدة ) because you loved me (
شدها سامر وراقصها وعينيه تلمع بحب قائلا:
-يمكن مش هتقدري تصدقيني ابدا...ويمكن مش هتقدري تثقي فيا بعد كده يا كارما ...بس أنا فعلا حبيتك ...وبحبك وهفضل احبك لحد ما امو.ت ...أنا مصدوم زيك من المشاعر اللي تكونت فجأة في قلبي بس صدقيني يا كارما حبك هاجمني بقوة وانا خسرت قدامه ...
توقف فجأة وقال:
-انا قاومت نفسي عشان محبش بس خسرت قدامك ...بس كسبت حبك وقلبك ...وده اعظم مكسب ليا...
ثم فجأة جلس علي ركبتيه وهو يخرج الخاتم المآسي ويرفعه امام عينيها ويقول:
-تقبلي تتجوزيني يا كارما ؟!
نظرت إليه بصدمة وقالت :
-بس احنا متجوزين و...
هز رأسه وقال:
-انا عايز اتجوزك تاني عشان عايز ابدا معاكي حياة جديدة ..حياة محدش هيكون فيها غيرنا احنا واولادنا الجايين...تقبلي نبدأ من جديد ونرمي الماضي ...تقبلي تسعديني وتتجوزيني يا عمري...
تأثرت وانسابت الدموع من عينيها وهي تهز رأسها...ابتسم والبسها الخاتم ثم نهض وهو يعانقها بقوة ويقول:
-حبيبتي انتِ ...مش هنفترق ابدا ..ده وعدي ليكي♥️
..................

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن