الفصـل الأوّل ( جريـمة)

348 18 13
                                    

#اذكروا_الله

الفصـل الأول /
-

عام ١٤٣٥ هـ
يوم الأربعاء الموافق ٢٥ من شهر ٧
في منطقة جدّة وتحديداً في أحد المزارع الكبيرة اللي ترجع ملكيتها لرجل الأعمال " خالد" أبو التوأم
الساعـة ٦:٠٠ م
.
.

مرتكي بظهره على أحد الأشجار ويناظر في ساعة معصمه بقلق ثم يناظر للسماء اللي بدت تُصبغ بلون الغروب وهو يقول بتنهيدة ويهز رجله: افف مرت أكثر من ٤٠ دقيقة ولا جاء!
أعتدل بوقفته وقال بعصبية خفيفة: اف منك يا عبدالله وش تسوي كل هالوقت ما صارت!
بدا يتلفت في المكان وهو يقول: يالله تأخرنا على أبوي أكيد قلقان علينا الآن، كله من تحت راسك يا عبد الله شكلي بصفقك لين تعض الأرض
وانا ليه لحد الآن اتكلم اففف يعني ما كفاية المشي اللي مشيته كمان اجلس أدوّر وراه بكل هالمزرعة بيأذن عشاء وانا ما لقيته حتى عمي مدري وين راح
قبض على يده بنرفزه وطلع جواله لعله يلتقط ولو إرسال بسيط
تأفف بقهر ورجع الجوال بجيبه وهو يقول: شهالحظ اعوذ بالله حتى بطارية الجوال نفـ... بهاللحظة سمع صوت إطلاق نار تلاها فزع الطيور اللي هربت من أعشاشها
تجمد الدم بعروقه وصار يتلفت بذعر وهو يقول: مسدس!
من الغبي اللي جايب معه مسدس يصيد بمزرعتنا لو أبوي درى بيذبحه
ما كمل كلامه إلا وصوت ثلاث رصاصات أقوى من قبلها وصرخات متتالية
ارتجفت أطرافه وانقبض قلبه وركض صوب صوت الإطلاق وهو يقول بخوف: يا رب سترك وش اللي جالس يصير!
بعد قرابة خمس دقايق من الركض وقف قدام مستودع كبير كان بنهاية هالمزرعة
ترددت أقدامه في الدخول لكن قبض على يده وخطى أول خطوة وسرعان ما طاح عالأرض فاقد لوعيه بعد الضربة القوية اللي جات على مؤخّرة راسه
ابتسم الطرف الآخر بخبث وانحنى وهو يدخل يده بجيب ثوبه ويخرج جواله ويقول: اوهه البطارية مخلّصة!
خرج جواله من جيبه وبدل البطاريات بحكم تشابه الجوالات وشغل الجوال وبدا يكتب رسالة محتواها " أتمنى تجي المزرعة وتاخذنا سيارة عمّي تعطلت ولا قدرنا نرجع"
بعد ما انهى كتابتها توجه للأسماء يدور الاسم المطلوب ابتسم باستهزاء وهو يقرأ " العضيد"
ضغط على اسمه وأرسل الرسالة له وهو يقول في نفسه" الإرسال يروح ويجي أكيد في خلال دقايق بتوصله"
انتهى ورجع الجوال بجيب الثوب واقترب منه وهو يمسح على راسه بخبث: آسف بس أوتار الحياة أجبرتني
شاله بخفّة ودخله بالمستودع وجلسه على أحد الكراسي وربط يديه بظهر الكرسي وهمس:نشوف لأي حد بتصبر ما أظن بيتحمل عقلك الصغير ولا قلبك والفضل كله يعود للبطل هه
والتفت خلفه وهو يشوف الدم يغطي المكان بشكل بشع ومخيف ضحك ضحكة قوية وخرج بكل هدوء تارك خلفه أبشع جريمة ارتكبها ولم يخلف ورائه أي أثر

بجهة يزيد
-

انتبه لإشعار الرسالة اللي ظهر على شاشة جواله
مسك بيده الدركسون واليد الثانية التقط بها الجوال
رفع عينيه للطريق وانتبه إن الإشارة حمراء
وقف خلف السيارات وفتح جواله وابتسم اول ما شاف اسم المرسل يظهر عالشاشة
فتح رسالته وعقد حاجبيه باستغراب وهو يقول: غريبة عمي عماد توه مضبط سيارته بالورشة مسرع تعطلت!
ضغط على أيقونة الاتصال ورفع السماعة لإذنه ما هي الا ثواني ونزل الجوال وهو يتنهد بملل: نسيت ان ما فيه إرسال قوي هناك
الله يعين يعني لازم اغير مساري وامر عالمزرعة
انتبه ع بواري السيارات وان الاشارة صارت خضراء تحرك بسرعة وانعطف للمسار الثاني مغير وجهته للمزرعة
استغرق وصوله حوالي ثلث ساعة بالطريق

أوتارُ الحياةWhere stories live. Discover now