الفـصل الثالث (هـروب)

191 17 4
                                    

#اذكروا_الله

في اليوم التالي
-

توجه عبد الرحمن لباب الفيلا بعد ما سمع صوت الجرس
نطق بملل: هذا يزيد المزعج أكيد
فتح الباب وشوشته طايرة وهو يقول بتكشيره: يا خي ما تخلي الواحد يتهنّى!
وش تبي مني جايني من صباح ربي خير؟
يزيد وهو يدفعه للداخل ويناظر له بطرف عينه: الساعة ٩ ونص يا حبيبي مو عشانك مأجّز ومخلي الكرف علي بالشركة تنام لين تتفقع يا كيس النوم
عبد الرحمن وهو يتثاوب ويصك الباب ويتوجه للصالة خلف يزيد: أشوفك ماخذ راحتك ولا حتى سلمت على صاحب البيت
يزيد وهو يجلس عالكنبة بدفاشه ويحط رجل على رجل: البيت بيتي دايم انت تقوله مو صح!
بعدين تراني مو بس ولد عمك
بحسبة اخوك يا ذكي!
عبد الرحمن وهو يجلس مقابلة: ايه ايه طيب اخلص وش تبي ما تترك الشركة إلا وراك بلا
يزيد: اول شي قوم غسل وجهك وعدل شوشتك الطايرة بعدين تعال نتكلم
قام عبد الرحمن وهو ساكت وبعد م غسل وضبط اموره وبدل ملابسه رجع الصالة وهو مصحصح
ناظر في شرفة المطبخ، ليزيد اللي كان يسوي له قهوة: هيه نظف بعدك
يزيد: ضيفك انا يا ***
عبد الرحمن: ضيف بعينك مو تقول البيت بيتك خلاص اجل المطبخ مطبخك بعد واي شي تسويه تنظفه بعدك لأفقع وجهك
يزيد: عوووذة بصير اجيب قهوتي معي يالنظامي عندك هوس نظافة انت
عبد الرحمن وهو يجلس عالكنب: سو لي معك
يزيد: امري لله طويل لسان ويتأمر
خلص يزيد واخذ كوبين القهوة وتوجه لعبد الرحمن اعطاه واحد وجلس مقابله وحط كوبه عالطاولة وهو يقول: سمعت عن جريمة القتل اللي صارت أمس ؟
عبد الرحمن وهو يرتشف من قهوته: جاي تصطبح علي بالجرايم؟
يزيد: جاوبني طيب
عبد الرحمن: ايه قريته بالأخبار البارح قبل أنام ، ليه تسأل؟
يزيد بجدية: وقت ارتكاب الجريمة كنت انا في المستشفى طالع من غرفة عمي واصطدم بي المجرم
عبد الرحمن بابتسامة جانبية: بالله؟
وكيف عرفت انه المجرم يا محقق كونان؟
يزيد بهدوء: هيئته كان مشكوك فيها وعشان اتأكد واجهته بالليل
عبد الرحمن ببرود: يزيد حبيبي وش اللي واجهته شكلك متأثر بأفلام الجرايم اللي تتابعها وعايش الجو
يزيد بهدوء وهو ماسك أعصابه من برود عبد الرحمن: عبد الرحمن ما جيتك عشان تطقطق خلني اكمل كلامي
عبد الرحمن وهو يعتدل بجلسته بعد ما كان مسند جسمه على ظهر الكنب: آسفين محقق يزيد تفضل
ابتسم يزيد ت كلمة محقق وكمل: بعد ما قريت خبر الجريمة عالظهر توجهت للمستشفى ولقيت الشرطة هناك
عبد الرحمن بمقاطعة: وكالعادة تدخلت وسألتهم وبديت تبحث عن أدلة وتكشف هوية المجرم مو؟
يزيد بنظرة: لا تقاطعني يا حبيبي
عبد الرحمن بضحكة خفيفة: طيب طيب كمل
يزيد: المهم بعدما شفت الرصاصة المستخدمة في الجريمة وعرفت نوعية المسدس وبعض الاشياء توصلت لأحد أقارب القتيل واستأذنته بتفتيش غرفته وفعلاً مثل ما توقعت
عبد الرحمن: وش توقعت؟
يزيد بجدية وهو يلعب بالكوب بيديه: المجرم كانت نيته قتل عمي عماد من البداية
شرق عبد الرحمن بقهوته وصار يكحكح
بعد ثواني نطق بضحكة خفيفه: تستهبل؟
وش يبي من عمي عماد بالله؟
يرحم والديك تفكيرك الأكشن ذا خله على جنب
يزيد بنظرة حادة: عبد الرحمن ما استهبل لقيت شيك بمبلغ كبير في غرفة القتيل وتواجهت مع المجرم في غرفة عمي بالليل لأني كنت متوقع انه بيجي عشان ينفذ جريمته اللي ما نفذها له ذاك الممرض وعشان كذا قتله
بس المشكلة ما قدرت اشوف ملامحه لكن واضح من صوته انه شاب واتوقع انه بالعشرينات من عمره بس اللي محيرني ان صوته !
موب غريب علي!
والأهم من ذا كله يا عبد الرحمن ان فيه شي أغرب
كان عبد الرحمن منصت باهتمام ليزيد وبعض من الصدمة ظاهرة عليه
يزيد وهو يناظر لعبد الرحمن: تخيل مجرد ما سمع صوتي عرف اسمي!
ماادري شلون ماادري كيف اشرح لك بس بذيك اللحظة حسيت بشي غريب شعور غريب اول مرة جاني لما اصطدمت فيه وثاني مرة لما طاردته بعد ما اطلق رصاصته وهرب
عبد الرحمن بانفعال: اطلق عليك!
يزيد: اهدا ما جاني شي الحمد لله أصابت اللمبة اللي كانت وراي
عبد الرحمن: قلت لك لقافتك هذه بتوديك بداهية بما انه هرب اكيد حطك براسه لأنك تعتبر شاهد على جريمته بس لحظة ليه يبي يقتل عمي ووش مصلحته
يزيد: يالله منك يا عبد الرحمن بطيء استيعاب لهالدرجة!
ناظر فيه عبد الرحمن باستغراب وصمت
يزيد وهو يتنهد ويغمض عيونه بقوة مستعد لصراخ عبد الرحمن وانفعاله بمجرد ما يعيد ويزيد في الموضوع اللي بيقوله: الرصاصة المستخدمة بجريمة أمس؛ نفس نوع الرصاصة اللي ترجع للمسدس المستخدم بالجريمة اللي صارت قبل خمس سنوات واللي انقتل فيها عمي خالد الله يرحمه وأصيب فيها عمي عماد
المجرم اللي شفته البارح هو اللي قتل عمي خالد واصاب عمي عماد وورط عبد الله بجريمته هو اللي تسبب بهذا كلـ.... قاطعه صراخ عبد الرحمن اللي قام بانفعال ورمى الكوب على الأرضية لحد ما تكسر: بسس بسسسس كم مرة قلت لك لا عاد تفتح هالموضوع
قام يزيد بسرعة وهو يقول بانفعال: لمتى معمي عيونك عن الحقيقة لممممتى فهمني عاجبك وضععك عاااجبك!
عاجبك وضع اخوك اللي ماله بعد الله الا انت
عبد الرحمن وهو ماسك راسه بقوة ويصرخ: موب اخوووي ما اعتتتترف فيه هو قاااتل قاااتل
فقد يزيد اعصابه ومسك عبد الرحمن من ياقته ودفعه للجدار بقوة لحد ما طيحه وصرخ بقهر: اخوووك مظلوم لمتى بفهمك انه موب القااتل لمتى بتظل راميه بذيك المصحة الين ينجن ويفقد عقله صح؟
عبد الرحمن وهو يشد شعره وببكاء وصراخ: كل الأدلة ضده بصماته كانت عالسلاح وعالحبال اللي ربطهم فيها كيف تفسر لي انه مو القاتل وبصماته بكل مكان وكل الأدلة تشير له
يزيد بصراخ: كله تلفييييق خطة مدبرة من مجرم ما فيه أخبث منه صحصح يا عبد الرحمن صحصح عبد الله ما يأذي نملة شلون يمسك سلاح ويقتل!
ولا أبوه وعمي!
شغل عقلك التااالف، راجع نفسك
انت اكثر واحد تعرف عبد الله وشخصيته انت اكثر واحد تعرف طيبة قلب عبد الله انت توأمه توأمه يا غبي
انقطع كلامه وهو يتنفس بقوة من العصبية والقهر وعبد الرحمن قدامه والدموع بهذلت وجهه مع انه مو بالعادة تطيح دموعه قدام احد لكن الضغط كان عليه كبير
يزيد بصوت مخنوق: لما يختفي عبد الله لا تروح تدور وراه صدقني وقتها بتبكي دم بدال الدموع، تركته خمس سنوات ولو تدري وش معنى خمس سنوات يا تاافهه
لما يتبخر من يديك تحرك وقتها
ايه خلك بمكانك خل الحسرة وأوهامك التافهه والشوق يحرق روحك لا تتوقع الناس كلها عبد الله
الأخ ما يعوض الأرواح ما تنفصل عن بعضها
خل اتهاماتك له تنفعك لما يفوت الآوان وتدور عبد الله ما تلاقيه
قال كلامه اللي كان بمثابة سهام مؤلمة انغرست بقلب عبد الرحمن وخرج من الفيلا تاركه بهالحالة عله يعود لصوابه
ركب سيارته وحرك بأقصى سرعته ودموعه خانته كل ما تذكر جمعتهم الثلاثه وضحكاتهم سواليف عبد الله وشقاوته هواش عبد الرحمن له وخوفه عليه
عض على شفته السُفلى يمنع بكاءه وهو يتمنى يشوف هالتوأم مع بعض من جديد وبقلوب صافية تمنى السنوات الماضية ترجع وينلغي اللي صار بذاك اليوم الموجع عشان يبقوا ملتمين الشمل
ولعل الجروح تلتئم ولعل الأرواح تُخاط ببعضها بعدما تمزقت من الفراق

أوتارُ الحياةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang