الفصـل الـرّابع ( لقاءٌ بلا التقاء)

240 14 15
                                    

#صلوا_على_النبي
-

عبد الله ويحس قلبه ناغزه صرخ: وينننه تكلم!
صاحب التاكسي بنبرة مخيفة: لا ترفع صوتك عاللي اكبر منك ما تعلمت الأدب انت!
عبد الله بعصبية وهو يحاول يفك الحزام بأي طريقة: آذيتني بما فيه الكفاية لكن اخوي لا وألف لا وربي لاقتـ.. سكت وهجد اول ما حس بالمسدس يلصق براسه من جهة اليمين وصوت صاحب التاكسي يقول: الظاهر تبيني اتهور واقتلك هنا
عض عبد الله على شفته بقوة وجسمه ينتفض من العصبية والقهر
شال صاحب التاكسي المسدس عنه وحطه بحضنه وكمل يسوق وهو يقول: لا تنفعل كثير لاحق على شوفته خلك هادي قبل يجيك خبر موته
عبد الله بصوت مقهور: الله ياخذك الله ينتقم منك
صاحب التاكسي بنصف ابتسامه وهو يحذف جواله عليه مفتوح على فيديو واصله من الواتس: تفضل عشان اذا عندك اي شك بكلامي
رفع عبد الله الجوال بيده وصارت تنتفض وهو يشوف عبد الرحمن جالس على كرسي خشبي ومقيد بالحبال والمكان وين!
المستودع الكبير اللي بمزرعتهم

بجهة عبد الرحمن
قبل نصف ساعة
-

وقف عند احد المحطات يعبي سيارته بنزين ونزل يشتري بعض الاغراض
وهو داخل السوبر ماركت عند احد الثلاجات حس بأحدهم يضغط على اسفل ظهره بشي حاد
عبد الرحمن بانفعال: وجع خـ...سكت وهو يشوف الرجال اللي قدامه يبتسم ويأشر له يسكت واللي خلفه يهمس له: تحرك معنا بهدوء ولا تسبب مشاكل توديك ورى الشمس
دب الخوف بقلب عبد الرحمن واستسلم لأنهم واضح ناوين شر
تحرك معهم بهدوء وهو يقول في نفسه
" اول ما اطلع من هنا بهرب منهم"
وصل عند الكاشير وحاسب وكأن ما فيه شي وأحدهم برا يأشر له والثاني واقف خلفه ينتظره
انتهى وطلع
مشوا بجنبه بشكل طبيعي وهو انتهز فرصة غفلتهم بالكلام وصار يركض جهة سيارته
ركضوا وراه بسرعة
اول ما وصل لسيارته تجمد الدم بعروقه وهو يشوف شخص راكب مكانه
وصلوا له الاثنين وواحد منهم مسكه مع كتفه بحركة سريعة وقال بهمس وعصبية: بايع حياتك انت؟
اشر لهم الشخص اللي بالسيارة يركبون
دفوه بهدوء للمرتبة الخلفية وركب وركب واحد بجنبه والثاني من الجهة الثانية
رفع الشخص اللي بمرتبة السايق جواله واتصل ع احدهم ثم حرك من المحطة متوجه للوجهه المطلوبة
بعد مرور نصف ساعة وصلوا للمزرعة الضخمة واللي تعود ملكيتها لخالد المرحوم ابو التوام
وقفوا السيارة عند المدخل الخلفي للمزرعة والمكان مظلم ولا فيه اي حس بحكم انهم بآخر الليل والمكان نوعاً ما منقطع عن مناطق البيوت
طفى الشخص السيارة ونزل وهو يأمر الاثنين اللي راكبين في الخلف: نزلوه لا يفلت منكم
نزلوا ونزلوا عبد الرحمن بالقوة اللي كان يصارخ وطوال الوقت يسأل وش يبون منه ولا احد يرد عليه
توجهوا وهم يدفون عبد الرحمن بعد ما قيدوا يديه لجهة المخزن وتحديداً مكان الجريمة السابق
توسعت عيون عبد الرحمن بصدمة وهو يمشي نحوه وكل مشاهد الماضي تمر قدامه عض على شفته بقوة وغمض عيونه ووقف ما يبي يدخل هالمكان حتى المزرعة من يوم الحادثة م عاد قدر يجيها وموصي عليها عمال يهتمون فيها كل عصرية
احد الرجال بخشونه وهو يدف عبد الرحمن: تحرررك
ثبت عبد الرحمن مكانه وهو يصرخ: ليه تحبسوني هنا وش تبون مني!
الرجال اللي قدامه التفت عليه وابتسم باستهزاء وهو يقول: أوامر واحد اسمه عبد الله خالد الـ.... اظنك تعرفه زين
تجمد عبد الرحمن بمكانه وصار يناظر في اللاشيء من الصدمة وكل احداث الماضي ترجع لذاكرته، المشهد المريع لمقتل ابوه واصابات عمه ومشهد عبد الله وهو ماسك المسدس بيديه الملطخة بالدم
صرخاته، استنجاداته، صدمته، كل شي مر قدامه كشريط سينمائي
اخرجه من هالدوّامة المريعة أحدهم وهو يدفعه بقوة لدرجة طاح على الأرض ويصرخ فيه: موب وقتك تحررررك شكلك تبي تموت
عبد الرحمن وهو مستسلم ويناظر للأرض ويحرك راسه يمين شمال وهو يهمس بعدم تصديق: لا، مستحيل، كنت ابي اقابله، ابي اسمع له، مستحيل، مستحيل
نفذ صبرهم ومسكوه بالقوة وقادوه للغرفة وجلسوه على كرسي خشبي وقيدوه فيه

أوتارُ الحياةWhere stories live. Discover now