البـارت الخـامس (شـكـوك)

159 13 17
                                    

اذكروا_الله
-

في مركز الشرطة
-

قام عبد الله من مكانه وتقدم بخطواته ومسك القضبان وصرخ: شتبي توصل له بالضبط
بهاللحظه دخلوا الضباط لكن يزيد أشّر لهم يخرجوا
قرب وجهه من وجه عبد الله وقال بصوت خافت: وش جالس تخربط به؟
عبد الله وعينيه تشتعل غضب وهو يتكلم من بين أسنانه: مسوي نفسك بريء! وطول وقتك مرافق لعبد الرحمن!!

قتلت أبوي قدام عيوني وأنا مقيد وصوّبت على أبوك يا مجرم وفوق هذا أفقدتني الوعي وحطيت المسدس بيدي عشان تطلع منها!
لبستني الجريمة كاملة يا خاين
أ

بعدتني عن أخوي وخليته يرميني بمصحة وأنا بكامل قواي العقليّة
ما كفاك السنوات هذه كلها ثم توصل لي من جديد
ليه!
ليييييه
كان يزيد يستمع لعبد الله بتركيز شديد وحاجبيه تنعقد أكثر وأكثر
مد يديه بين القضبان ومسك كتفي عبد الله ونطق باستدراج له: شلون عرفت إنه انا؟
عبد الله من بين أسنانه: عيونك القذرة عيونك اللي مليانه شر
تراخت يدين يزيد عن كتفي عبد الله ونطق باستغراب وصوت خافت: شلون؟
من عيوني حكمت إنه أنا؟
عبد الله وهو يناظر فيه بغضب: تدري؟
انت أخبث إنسان شفته بحياتي
يكفي الفساد اللي اللي عثيته بي
خذ اللي تبيه وابعد عن حياتي!
خلاص مستعد أبقى طول عمري هنا أو في المصحة أو في المكان اللي تبيه بس أخوي لا تقربه؛ لا تقرب صوبه
لازم يعرف حقيقتك وحقيقة الوجه الثاني لك
قال كلامه وهزّ قضبان الزنزانة بحُرقة وغضب وصدره يعلى ويهبط وعينيه اصطبغت باللون الأحمر من شدّة كتمانه لقهره وألمه اللي يعصف بداخله
ابتعد يزيد عن الزنزانة بخطوات وحط يده تحت ذقنه ويدور في مكانه بتفكير وهو يقول في نفسه: لحظة لحظة معقول جالس يتوهم؟
ويخربط بالكلام
شلون كذا؟
شلون يحكم على شخص من عيونه؟ مستحيل
ما فيه إلا تفسير واحد منطقي لكن بنظري مستحيل!
مسك راسه بين يديه يحس أن الفكرة لوحدها ضربت صداع براسه
توجه لباب الخروج وترك عبد الله وراه
طاح عبد الله على ركبتيه وحط راسه بين يديه وانفجر يبكي لأول مرة بعد وقت طويل
تحمل لسنوات كثيرة وجاء وقت انهياره أخيرًا
الدموع اللي عصته لسنوات انحدرت الآن بكل حرقة وألم بسبب الظلم اللي يحس به
شلون بيقدر يحمي أخوه وهو خلف القضبان
واللي مرعبه أكثر إن أقرب شخص لعبد الرحمن بعده؛ هو يزيد
شلون يحمي عبد الرحمن من يزيد

بجهة يزيد
-

خرج من المركز بعجلة وتوجه لسيارته شغلها ودعس بنزين بأقوى ما عنده
يحس تفكيره مشوش بهاللحظة بالذات
يزيد في نفسه بتوتر: عبد الله انا متأكد انه بكامل قواه العقلية مستحيل يوجه الاتهام لي بدون سبب قوي
وواضح انه ما يعرف من وجه المجرم إلا عينيه والمصيبة ان عينيه تشبه عيوني
معقوله بالصدفة!
أو إن عبد الله بسبب الضغط اللي يعيشه ما قدر يميز
بس مو منطقي اتّهامه لي بالشكل هذا
لازم أتصرف، لازم أكسب جانب عبد الله عشان أوصل لهالمجرم بس شلون وهو حاط بباله إنه أنا!
طيب فلـ نفترض إن كلام عبد الله صحيح مئة بالمئة شلون بيعرف شخص من عينيه فقط! أكيد يعرف شي ثاني ممكن يساعد؟
ضرب الدركسون بيديه وصرخ: يا ربي وش هالحوووسة

أوتارُ الحياةWhere stories live. Discover now