الـبـارت الـسـادس ( نـدم )

189 15 24
                                    

# استغفر_الله
-
في غرفة عبد الله في المصحّة النّفسية
بعد منتصف الّليل
-

وجه عبد الله احمرّ وبدت أنفاسه تنكتم وعروقه برزت وهو يحاول يفكّ نفسه من بين يديه
ينازع الموت والموت يقترب منه
عبد الله يصرخ بداخله: ما ابي اموت لا
يا رب يا رب يا رب
نطق بخبث: وش راح تسوي وانت هنا وحيد محد درى عنك وبالنهاية تدري وش راح تقول الناس عنك؟
انتحر ما قدر يتحمل حالته اكثر
واخوك وش راح يسوي وقتها؟
بيضرب على راسه وبيلحقك
ههههههههه سيناريو رهيييب لنهاية مُريعة!
نزع عبد الله نفسه بقوة من تحت يديه وطاح على الأرض وهو يتنفس بقوة ويكح
رفع راسه وعينيه محمرّة بسبب اختناقه ونطق بصعوبة : تـ.. تتوقع مني استسـ.. استسلم للموت بسهولة؟
اقترب منه الخبيث ببطئ وقال بابتسامه قذرة: وتتوقع مني استسلم عن قتلك بسهولة؟
عبد الله وهو يكح بقوة: ما يحتاج تبقى بلثامك دامي اعرفك
صدقني ما راح اسمح لك تتمادى هالمـ.. انقض عليه المجرم وخرج سكينة من جيبه وغرسها بصدره بدون رحمة وهو يقول: تعرفني؟
هه؟
بتموت وانت ما عرفتني
صرخ عبد الله بألم لكن سرعان ما غطى المجرم فمه بيده وهو يقول: ودي استمتع بقتلك لازم تتألم أكثر من كذا
سحب السكين بقوة وصرخة عبد الله مكتومة بسبب يد المجرم اللي على فمه
بدا ينزف بقوة
نزل المجرم اللثام اللي كان مغطي نصف وجهه وربطه على فم عبد الله وهو يقول ووجهه انكشف: الآن ما يهمني اذا عرفت من أكون لأنك بتكون ميت
لكمه عبد الله على وجهه باللي باقي له من قوة ودفعه وتساند بظهره عالجدار وهو يحاول يوقف على رجليه
المجرم وهو ماسك وجهه بألم: انت شكلك بتتعبني معك
مد عبد الله يده برجفه وهو يتحسس الجدار لحد ما وضع يده على الزر الاحمر للجرس وضغطه
ضحك المجرم بقوة وهو يقول: تتوقع اني غبي لهالدرجة؟
لو تدقه من اليوم لبكرة ما حد درى عنك تدري ليه
وكمل بصوت مخيف وهو يوقف: لاني فصلته
ضغط عبد الله على صدره مكان النزيف وهو متألم
تلفت بضعف حوله يدور أي شي ممكن يساعده وهو يحاول يحافظ على وعيه
انتبه على علاقة المغذي وتوجه لها بسرعة ضاغط على نفسه ومسكها ورماها بضعف جهة المجرم وصقعت براسه وطاح عند حافة السرير وهو متألم من الجرح اللي بنهاية حاجبه
حاول عبد الله يسرع بخطواته لباب الخروج
حاول يفتحه لكن للأسف كان مقفل
مد يديه للقماش اللي على فمه وفكه بتعب
بدا يضرب على الباب بقوة وهو ينادي بصوت ضعيف: فيه احد هنا؟
افتحوا الباب
صار يضرب عالباب بضعف لكن لا حياة لمن تنادي!
جاه صوت المجرم من خلفه وكان يقترب منه وهو يقول بغضب: مصر تموت موتة بشعة؟
التفت عليه عبد الله وبعيون مليانه حقد: ما راح تستـ.. تفيد من قتلي!
بيعرفوا انـ.. انها جريمة قتل ووقتها بيمسكوك
المجرم وهو يسحبه بقوة ويرميه عالارض ويرفسه ببطنه: اكره امثالك لو تدري؟
بعد كل هذا وما زلت تحاربني
خلااص استسلم مالك أمل تعيش
بدت الرؤية تتشوش عند عبد الله بدا يفقد قوته شيئا فشيئا
حس بالمجرم يرفعه من على الأرض ويمسكه من ياقته ويوقفه بالقوة وهو يقول: ذوق شوي من اللي ذقته، ادفع ثمن فعايل أبوك
رماه بقوة على السرير وحط السكين بيده ورمى اللحاف على الأرض وشال علاقة المغذي ورجعها لمكانها ومسح آثار دم عبد اللي كانت عالأرض وفك جاكيت التمريض اللي كان لابسه وقلبه عشان يخفي آثار دماء عبد الله اللي كانت ملطخته
كان عبد الله شبه فاقد لوعيه
توجه المجرم للمكيف وعلاه على أقوى شي وخرج بهدوء وصك الباب واتجه خارج المصحة بدون ما يثير انتباه احد
وقف تحت نافذة غرفة عبد الله ورمى المفتاح وأخفى آثار جريمته ثم توجه للشارع الخلفي وفك البالطو وشال أكياس الزبالة اللي كانت بالبرميل (وانتوا بكرامة) وفك احدها وعفس البالطو بداخلها مع القفازات وقفله ورماه جوت البرميل ورمى بقية الاكياس فوقه وكمل طريقه متفادي كاميرات المراقبة بعد ما درس المكان زين واختفى

أوتارُ الحياةWhere stories live. Discover now