في مشتل الورود الخاص بمنذر
كانت رحمة تتفقد المكان وتتأمل الأزهار أمامها وهي شاردة في عالمها وتتسائل"هل فعلت الصواب بأخبار مريم ما حدث لها؟" "هل ستتخلى عنها مثلما تخلى عنها اصدقائها السابقين؟! " وأخذت رأسها تدور وتعصف بها إلى أن وقفت أمام وردة بيضاء خطفت لُبها شكلها عجيب لم ترَ مثيلها من قبل، أخذت تتحسس ملمسها الناعم "ما هذا الجمال يا الله! سبحانك" أفاقت من تأملها علي صوت مريم :
_ رحمة موبايلك بيرن
فزعت ما أن رأت الوقت فقد تأخرت كثيرًا ووالدتها تحادثها أجابت عليها بصوت متوتر وهي تستمع إلى سؤال والدتها القلق:
_ معلش يا ماما الوقت خدنا جاية على طول أهو
انهت محادثتها مع والدتها وأخبرتها بصوت متعجل وهي تلملم أشيائها:
_ مريم لازم نمشي دلوقتي احنا اتأخرنا والدنيا هتليل والمسافة بعيدة
هزت مريم رأسها بموافقة وهي تحمل حقيبتها وترتديها علي ظهرها وقالت وهي تتحرك:
_ طب يالا انا خلصت
تحركتا للخارج بهدوء ومريم تمسك بيدها حتي وصلتا للباب الرئيسي حينها صرخت مريم بفزع جعل رحمة تنتفض من مكانها ولكن استكانت قليلاً وتعجبت وهي ترى صديقتها تركض لشاب وسيم بشكل كبير إلى أن صُدمت وهي تجدها تحتضنه خرجت من صدمتها علي سحب مريم لها وهي تُعرفها على ذاك الشاب
_ ده يا رحمة منذر ابن عمي اللي حكيت لك عليه
_ وأخوها!
كان صوت منذر الذي صدح بقوة يضيف لحديث مريم وهو ينظر لرحمة نظرة لم تستشف ماهيتها ولكن جعلت وجهها يحمر من تحديقه بها
تابعت مريم بصوت مرح:
_ وأخويا في الرضاعة يا ستي ودي يا منذر رحمة صاحبتي حكيت لك قبل كدة عنها
رد منذر بنبرة رخيمة وابتعد بناظريه عن مرمى وجهها المشرب بحمرة جعلته يبتسم مع قوله:
_ تشرفنا يا آنسة بتمنى المكان يكون عجبك
وكل ما صدر عنها هزة من رأسها خفيفة وهي تتحاشى النظر إليه فقد شعرت بانعقاد لسانها
قالت مريم وهي تتحرك للداخل مرة أخرى:
_ انا نسيت أدي المفتاح لـملك ثواني وجاية
ما أن اختفت عن الأنظار بعدما هرولت للداخل حلّ الصمت في المكان لبعض الوقت قاطعه منذر وهو يقول بنبرة هادئة :
_ عن إذنك ثواني وجاي
بعد أن أنهى كلامه تحرك بخطوات ثابتة حتي اختفى عن ناظريها وحينها فقط شعرت أنها عادت تتنفس بصورة طبيعية، و اخذت تحرك يدها بقوة أمام وجهها محاولة جلب أكبر قدر من الهواء لرئتيها وتابعت فعلتها بقولها المضطرب:
YOU ARE READING
آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ
Romanceدائماً ما استمعت عن الأُنس والأُلفة ولم اعيي وأُدرك ما يعني ذاك الشعور؟! كان دوماً ينتابني الفضول لتجربته ولكن مرت الأيام وسلكت دروب الحياة متناسياً شعوري ذاك؛ إلى أن التقيتك رجفت يدي وتسارعت أنفاسي زادت ضربات قلبي إلى أن سكنت وهدأت وهنا أدركت حينها...
