نتعافى بالأصدقاء
وإن كانوا حُطامًا،
وإن هزمهم الإكتئابنتعافى بمجرد وجودهم
بصُحبتهم وإن جلسنا صامتين
نتعافى بمحبتهم ولو في البُعد..
بإحساس أن هناك مَن يتقبلنا على حقيقتنا
ويحبنا كما نحن._______________________________________
في يومٍ جديد كانت رحمة تجري وخلفها مريم في أروقة الكلية الخاصة بكلاً منهما ، فقد تأخرتا اليوم كثيرًا عن محاضراتهم، فقد كان الطريق متوقف لوجود حادث سير ، أخذت كلتاهما تتضرعا إلى الله أن يسمح لهما المحاضر بالدخول فهو لا يتهاون في أمر الغياب والتأخير ومعروف بشدته
وصلت كلًا من رحمة ومريم وقلبهما يصعد ويهبط بشدة نظرت رحمة لمريم وهي تبتلع ريقها بتوتر فحثتها مريم بنظرتها علي الدخول برغم خوفها القابع داخلها، طرقت رحمة باب المدرج بتوتر فسمعت صوت يسمح لها بالدخول فتحت الباب بخوف وتوتر وهي تنظر باضطراب للمحاضر أمامها وخلفها مريم فصدح صوته الجهوري قائلًا :
_ نعـم! خير يا آنسه
ابتلعت رحمة ريقها وكأنها تبتلع أشواك فنظراته تكاد تحرقها وهي واقفة فقالت بصوت متحشرج:
_ أا أحنا آسفين يا دكتور علي التأخير غصب عننا
نظر إلى ساعة يده وتابع فعلته بقوله :
_بــره!
حاولت مريم تلك المرة التحدث فنهرها، وأمر شاب يجلس أمامه بإغلاق الباب وقبل أن يفعل سحبت مريم رحمة من يدها وغادرت
خرجت كلًا من مريم ورحمة من المبنى بوجهٍ مقتضب فقد تعرضتا للإهانة أمام الجميع زفرت مريم بقول وهي تلوك شفتيها بغيظ وقالت:
_ شوفتي بيزعق ازاي دي هي ربع ساعة تأخير وقال ايه اطلعوا بـره
قالت آخر كلماتها بنبرة غليظة كقائلها ورحمة صامتة كما هي يظهر عليها الحزن فهزتها مريم وهي تقول:
_ رحمة انتي معايا مالك ساكتة كدة ليه!
قالت رحمة بنبرة مقتضبة :
_ مفيش يا مريم تعالي نقعد في أي حتة لما يخلصوا المحاضرة دي
قالت حديثها وتحركت تجلس علي درجة من درجات السُلّم القابع بجوارها وظلت شاردة استغربت مريم منها كثيرًا وجلست بجانبها وحلّ الهدوء إلا من صوت الضوضاء الناجمة عن تحركات الطلاب ومراقبة مريم لرحمة وهي ترى انفعلاتها البائنة على وجهها ، إلى أن استدارت لها وقالت لها بنبرة قوية :
_ رحمة مينفعش كدة كل ما تضايقي من حاجة تسكتي وتكتمي في نفسك أنا عارفة إنك متضايقة من الموقف عبّري قولي حاجة بس ما تسكتيش كدة
![](https://img.wattpad.com/cover/346538794-288-k503712.jpg)
YOU ARE READING
آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ
Romanceدائماً ما استمعت عن الأُنس والأُلفة ولم اعيي وأُدرك ما يعني ذاك الشعور؟! كان دوماً ينتابني الفضول لتجربته ولكن مرت الأيام وسلكت دروب الحياة متناسياً شعوري ذاك؛ إلى أن التقيتك رجفت يدي وتسارعت أنفاسي زادت ضربات قلبي إلى أن سكنت وهدأت وهنا أدركت حينها...