الفصل السادس عشر " الظُلم ظُلمات"

189 19 4
                                    


إن أسوأ شعور قد تواجهه أمام نفسك هو "الظلم" فإما أن  تكون مظلوم وعندها يتحطم داخلك من القهر، وإما أن تكون ظالم وعندها تتجبر وتعيث في الأرض الفساد، وتنسى أن الظلم ظلماتٍ يوم القيامة، فيقتص منك الله في الدنيا قبل الآخرة وهنا بعدما بدأت القصة بمتاعٌ قليل انتهت ببئس المصير!

________________________

بعد منتصف الليل بقليل، كان منذر ينام بعمق بعد يوم حافل فصدح صوت هاتفه يكدر صفوه، تململ بانزعاج والتقط هاتفه بأعين مغمضه يرد عليه وقال بصوت ناعس :

_ آلو

فتح عينيه بفزع وضربته مراكز الوعي ما إن وصل إلى مسامعه صوت يقول له :

_ معاك مصطفي يا منذر أنا في القسم

اعتدل منذر في نومته بسرعة وقال بصوت متحشرج به أثر النوم :

_مصطفي! بتعمل ايه في القسم؟!

أخذ مصطفي يمرر أنظاره بتألم في أرجاء المكان الهادئ نسبيًا والكئيب بشكل يقبض الأنفاس وقال  :

_حصلي مشكلة كبيرة اوي، انا عارف ان الوقت متأخر بس انا مش عارف اتصرف وملقتش غيرك في بالي

قبل أن يرد منذر بعدما تحرك لملابسه الملقاة علي أحد المقاعد، سمع صوت غليظ يتحدث :

_ اخلص يا ابو عمو مش قصة ابو زيد الهلالي هي، انجزني عشان القلق

ما إن أنهى ذلك الشخص حديثه تحدث منذر بلهفة :

_ قولي يا بني انت فين ومين ده اللي بيتكلم كدة!!

تنهد مصطفي بثقل وقال بصوت مجهد :

_ده أمين هنا ساعدني بعد ما خدوا مني كل حاجة هو اسمه صابر تعالي لي بس الله يكرمك بسرعة

ثم أملاه العنوان، وما إن انتهت المحادثة كان منذر يهرول بسرعة علي الدرج وهو يغلق ازرار قميصه ويضع الهاتف علي اذنه، يدعو الله من كل قلبه أن يُجيب، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة

كان كريم بين الحلم واليقظة فقد دلف توه للنوم، وما إن أبصر هاتفه يدق باسم صديقه حتي نهض بفزع وقال :

_ آلو! أيوه يا منذر انتوا كويسين؟!

رد عليه منذر بصوت ظهر به أثر المجهود :

_ معلش يا كريم صحيتك، بس كنت عايز رقم خالك ضروري

تعجب كريم وشعر أن الأمر جلل فلمَ يحتاج صديقه رقم خاله فتسائل وهو ينهض من علي سريره :

_ خالي! خالي في اسكندرية انت عارف انه اتنقل بقاله شهر هناك ، هو فيه ايه!

مسح منذر علي وجهه وهو يفتح سيارته وقص عليه بإيجاز ما حدث، فقال كريم وهو يلتقط أشيائه من علي الطاولة :

 آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ Where stories live. Discover now