الفصل الأخير "تُزف له أخيراً"

291 25 5
                                    

أحبك حُبَّين: حبّ الهوى
وحباً لأنك أهل لذاكا

_________________

ِفي أحد الأيام كان منذر يتحدث في الهاتف بتوتر فقال رؤوف بهدوء :

_ ان شاء الله خير يا بني زمانه علي وصول

تنهد منذر بضيق وقال :

_ أنا قولت لبابا اروح استلم معاك العفش أحسن مرضاش وقالي أوصل رحمة للشقة وهو يجيبه بس مبيردش ليه!

_ خير يا بني الغايب حجته معاه

هكذا تشدق رؤوف بكلماته المهدئه له، وقبل أن يُهم بالرد حتى سمع صوت جلبة وضوضاء بالخارج فخرج من الشرفة حتى يرى ما يحدث ولكنه تسمر بصدمة وهو يرى أبيه يقف علي ظهر عربة مفتوحة وبجواره سماعات ضخمة ينبعث منها أغاني صاخبة للزفاف، رفع سعيد رأسه فرأى ابنه واقفاً فغمز له بعبثٍ جعل ابتسامة منذر تتسع شيئاً فشيئاً، شعر بيد تربت على ظهره بحنان ولم يكن غير جده الذي قال بحنو مرح :

_ جرا ايه يا عريس هتفضل واقف وسايب ابوك يهاتي كدة انزل يالا

التفت له منذر وبداخله سعادة كبيرة وأخذ بيد جده بحماس قائلاً وهو يتجه لاسفل :

_لا انت تيجي معايا يا حاج ونشوف تحت باقي الكلام

قهقه رؤوف بخفة وهو يشعر بفرحة حفيده الأكبر وحبيبه في هذه الحياة، ما إن نزل منذر وهو يسند جده حتى وجد أبيه يتقدم منه وهو يدندن مع تلك الكلمات الصادحة في الاجواء قائلاً بفرحة :

_يانجف بنور يا سيد العرسان يا قمر ومنور على الخلان

سحب منذر لأحضانه بعيون تترقرق بالدمع الفرح قائلاً بنبرة متحشرجة يتضح بها جلياً أثر الفرحة :

_ ألف مبروك يا بني ألف مبروك يا منذر

شدد منذر من أحتضان ابيه بقوته وقد شعر بقلبه يدق بجنون داخل أضلعه بتأثر من الموقف ولم يستطع ان ينبس ببنت كلمة فقد عجزت كلماته عن وصف ما بداخله من سعادة

ابعده سعيد برفق قائلاً بحماس وهو يزيل تأثره جانباً حتى لا يبكي ويفسد فرحةوليده الوحيد :

_ شوف بقا اللي انت شوفته كوم واللي جاي دلوقت كوم تاني!

نظر له منذر بتعجب وهو يبتسم ثم حول أنظاره لجده يسأله دون كلام فرفع رؤوف كتفيه بجهل ولكن المكر يشع من عينيه، استدار على صوت أبواق سيارات بصخب منبئة عن احتفال، اتسعت عينيه بعدم تصديق وهو يحدق في سيارات المفروشات الخاصة به والتي كان والده ذاهب لجلبها وعلي ظهرها كريم ومصطفى وأخويه أحمد وأمير الذي لا يعلم متى عادوا من السفر، تقدم منهم منذر بخطى حثيثة فقد شعر وكأنه في حلم ما ولكن توقف محله وهو يبصر كريم يقفز على ظهر العربة الأخرى التي كان يقف عليها والده وهو يغني له وحمل مكبر الصوت وهو يشدو بمرح وصوت عذب ومعه الجميع ما إن تعالت النغمات في الأجواء :

 آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ Место, где живут истории. Откройте их для себя