الفصل التاسع " دقة قلب"

167 14 3
                                    

وأحب الجلوس معك
حتى وإن كنا لا نملك ما نقول
لا مانع لديّ أبدًا أن نتشارك الصمت

بذات البساطة التي أتحدث بها
وبكل تعقيد يحيط بنا..
لا يشغلني سوى أن نظل معًا

___________________

وقفت رحمة أمام المبني الذي يقبع به طبيبها النفسي فأخذت تتنهد وهي تنظر للأسم تتمنى من قلبها ألا تأتي لهذا المكان مرة أخري، ثم تحركت بخطوات جامدة كحال قلبها كلما دلفت لذاك المكان ولم تلحظ ذاك الذي أبصرها وأخذ ينظر لها بتمعن ليتأكد هل هي أم عقله الذي يصورها أمامه انتفض بفزع علي ضربة قوية وصوت يصرخ به بغضب :

_ جرا ايه يا عم منذر! بناديك بقالي ساعة

رد منذر الضربة له وقال بعصبية :

_ ايدك تقيلة يا حيوان انت.. ايه الدنيا هتهرب!

رفع كريم يده باستسلام وهو يقول بفضول :

_خلاص آسف يا عمنا، بس سَرحت في ايه كدة؟!

شرد منذر مرة أخرى محل وقوفها فقال بتوتر طفيف :

_ مفيش يا عم تخيلت حد مَعرفة تعالي نكمل بس اللي بنعمله عشان أفاجئ مريم بعد ما تخف

هز كريم رأسه بهدوء وهو يسير بجانبه وأخذ ينظر له بطرف عينيه فازدرد لُعابه وتنهد بقوة،
ثم حك رأسه بتوتر وسأله بنبرة بدت عادية في ظاهرها :

_  ان شاء الله تبقا كويسة، هي بقت أحسن عن امبارح؟

التفت إليه منذر وهو يزوي ما بين حاجبيه بتعجب من سؤاله فأكمل كريم يضيف لحديثه موضحًا بسرعة :

_ قصدي يعني محصلش اختناق وكدة أصل الموضوع ده خطر وممكن يكون فيه حاجة لقدر الله فبقول يعني عشان تلحقوها في الـ

أوقفه منذر عن الحديث وهو يكتم فمه ويقول بامتعاض :

_ خلاص بقا اسكت ثانية اعرف ارد عليك ايـه مبتفصلش!

كاد كريم أن يُهّم بالحديث مرة أخرى، فأشار له منذر بالتوقف وقال :

_ مش محتاج تعيد خلاص فهمت قصدك، هي الحمد لله مفيهاش حاجة وروحنا الصبح بدري نعمل فحوصات في مستشفى خاص يعني ومفيش حاجة الحمد لله

انهي منذر حديثه وهو يزيح يده من علي فم الآخر، فرفع كريم ابهاميه موافقًا يُعلق على حديث منذر الذي رمقه بشر زائف فتحدث كريم بتشنج :

_ يعني اتكلم مش عاجب اسكت مش عاجب اهبب ايه انا؟!

دفعه منذر أمامه وقال بانفعال :

_ تغور قدامي نكمل أم الشغل اللي مش راضي يبدأ في سنته ده

_________________

 آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن