الفصل العاشر " أتقبل أم ترفض؟!"

160 13 0
                                    


السعي الوحيد اللي لازم تسعى ليه في الدنيا هو أنك تبقى شخص عشرته طيبة، وجوده خفيف، روحه نقية، بينشر حب!

وزي ما قال فؤاد حداد:"مَطرَح ما يمشي الدُنيا تفرح بُه
كل العيون الطيّبة تصاحبُه"

________________

ما إن كادت تخرج حتي اصدمت في شخص ما رفعت رحمة نظرها إليه وقلبها يطرق بشدة وما إن أبصرته حتي زفرت بعمق وهي تتنهد بقوة ثم ناظرته بغيظ وقالت بحنق:

_ ايه ده مش تفتح وبعدين انت رايح فين كدة يا مصطفى؟!

كان يطالعها بغضب مكبوت وقال وهو يجز علي أسنانه :

_ جاي اشوف الهانم اللي لطعاني ساعة تحت ومش بترد عليا حتى اعرف مالها هل عايشة ولا ودعت خلاص!

ضربته رحمة بحنق وقالت بغيظ :

_ فال الله ولا فالك ايه الملافظ سعد

ثم سحبت نفس عميق حتي تهدأ وقالت بنبرة ثابته :

_تعالي نروّح ولا هنبات هنا؟!

اعطاها مصطفى ظهره وهو يخرج من البيت وقال بسخرية :

_ قولي لنفسك ياختي

سارت رحمة بهدوء خلفه وهي تحمد ربها أنه أخيها فقد ظنت انها ستقابله ولكن برغم ذلك تتمنى رؤيته لا تعلم لمَ ولكنها تشعر بشئ ينقصها بشدة خرجت من شرودها علي تحرك السيارة بها ولا تعلم متي صعدت بها؟!

بعد أن غادرت رحمة مع أخيها كان هناك زوجين من العيون يراقبهم ولكن شتان شعور ذاك الذي يرمقهما بنظرات ثاقبة كصقر يود أن ينقض على فريسته ليلتهمها، وبين تلك التي بأعين ملتمعة ببريق عجيب تشاهدهم من برجها المرتفع كأحلامها العالية

ولكن هل ستظر تحلق في سمائها أم ستسقط بغتةً كصعودها بغتةً !

___________________

دلف منذر إلى منزله بعدما وجد جده غافيًا ، اتجه لغرفته مباشرة بوجه مقتضب بشكل كبير يشعر بألم ساحق في قلبه لم يشعر بمثيله من قبل إلا عندما شاهدها تستقل السيارة مع غريب، أخذ يدور في غرفته كليثٍ جريح ويتسائل " مَن هذا الغريب؟" "أتكون ملكًا له؟!" عند هذا شعر بخنجر يطعن في قلبه

تحرك بخطوات ثابتة حتي وقف في شرفته ورفع رأسه للسماء وقال بصوت مبحوح يشكو لربه كعادته منذ صغره :

_ يارب متوجعش قلبي، انا عمري ما تعلقت ببنت إلا هي، يارب لو مش من نصيبي ابعدها عن عقلي و... وقلبي يارب

مسح علي وجهه بعنف ونزل بيده لقلبه يمسد عليه كأنه يحتضنه، وفجأة فُتح باب غرفته بقوة التفت بتحفز فوجد والده وهو يحمل وعاء كبير ويقول بضجر :

 آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن