متجر غوتشي

42 2 0
                                    

العالم صار كومة من الجنون ومجموعة من  الحثالة تتكاثر يوما بعد يوم وصار المرء يمارس جنونه بشكل نمطي فصار قادرا على أن يكون إنسانا مجنونا لمدة نصف ساعة على الأقل وسيتصرف في الوقت المتبقي من يومه بمنتهى العقلانية . ليصبح نوعا من التوازن العميق بعيدا عن مشاغل الانسان المعاصر وجديته . وهكذا نبدأ قصتنا .









في المساء دلف يونغي رفقة شقيقه الأصغر محلا لشراء بعض من المقتنيات ، مد يده إلى رف ليأخذ كعكا بالشكولاطة المفضل عند الجميع فصدم بشاب يعرفه في الثانوية تبادل النظرات معه للحظة ومن ثم ومن شدة توتره تقدم بخطوات ثابتة إلى الثلاجة الكبيرة وصار ينظر لخلفه لرؤية ذلك الشاب لقد كان متأنقا للغاية فيرتدي ملابس صيفية تليق به كثيرا وشعره مصفف بعناية وقد زاده أناقة وبريقا فصار يونغي يتحسس شعره الفوضي الذي تخفيه قبعة حمراء لاتروق لذوقه ويلبس سرواله الفضفاض الواسع والذي يسقط من خصره في كل ثانية أما قميصه فلايقل على السروال فكلاهما لايليق بالآخر .





تشكلت عقدة على حاجبيه عندما أخذ علبة عصير لايعلم لما رغب في شرائها فجأة ولكن هو مشوش التفكير بسبب شكله وعندما هم بالتجول رفقة أخيه
في الرواق الثاني لمح شابين آخرين ألقيا عليه التحية وحاول الرد بطبيعية ورسم ابتسامة على وجهه ولكنه أفلح بصعوبة ومن ثم عاد للقسم السابق وأخذ مقتنيات أخرى وكلما حاول شقيقه الاقتراب منه أو التحدث بصوت عال صار يزمجر عليه بغضب.




أكمل مشترياته وقصد صندوق الدفع ويحاول أن يبتعد قليلا من الصف لأنه كان وراء ذلك الشاب الأنيق وقد زاد شعوره بالخجل عندما رأى أخاه يجيب الركن جيئة وذهابا ليأمره بحدة أن يتوقف عن ذلك فانصاع إليه ووقف بجانبه ينتظر دوره في الدفع وهو يحرك يديه بسرعة ليتنهد يونغي وترتعش أطرافه وعقدة الحاجب لم تنفك تتركه ،ينظر إلى قائمة الشاب أمامه فكانت تتضمن معجون أسنان وغسولا للوجه وعطرا وزاد حرجا عندما أفرغ سلة مقتنياته وكانت مشروبات مشتقة من الحليب و شوكولاتة بالإضافة إلى كعك صغير .

وصل دوره وينظر إلى الفراغ من حين إلى الآخر محاولا الإسراع فلقد صارت أمينة صندوق النقد بهذا المركز التجاري تعرفه أشد معرفة وربما من ملابسه الفوضوية التي يرتديها كلما جاء إلى هنا .

وفي الطريق وبينما يسير يخبر أخاه أن يسرع أكثر فالمكان شديد الظلمة ويراقب بطرف عينه حركاته ليأمره كل ما فعل حركة مزعجة وتجعلهما محلا للشبهات بأن يتوقف على ذلك حتى انفردا في شارع وتفوه أخيرا معه بنبرة هادئة

"يونمي كن طبيعيا "

"أنت شخص طبيعي "

أجابه أخاه يونمي بصوت حاد وقد شعر بالأسف والندم لقول ذلك ولكن أراد في تلك اللحظة أن يفرغ جام غضبه عليه لأنه لم يقدر على ذلك وهو يدرك جيدا بأن أخاه لايستطيع التحكم في حركاته لأنها تجعله يهدئ من روعه فلقد كان يعاني من رهاب إجتماعي حاد انجر عنه العديد من الفوبيا والأسرة كاملة تحمد الله بأنه قد استطاع تجاوز ذلك فلقد عانوا كثيرا معه وخاصة يونغي الذي حرم من الكثير من الأشياء كالتنزه والسفر لأن يونمي لم يرد أن يخرج إطلاقا من المنزل وحتى عندما يخرج فهو يحصل على تعليقات سلبية بسبب تصرفاته الغريبة أو طريقة رفضه التواصل مع الآخرين بخوف، لقد تلقى يونغي انتقادات بسبب تصرفاته العنجهية مع يونمي ولكن هو لم يندم على ذلك فلقد كان ولدا صغيرا كبرت مسؤوليته في حين ولم يستطع قضاء حياة إجتماعية عادية حتى صار هو أيضا إنسانا إنطوائيا .

رجال Donde viven las historias. Descúbrelo ahora