لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ

97 15 9
                                    

البارت الثالث
_________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقَد تكلمتُ لكُم في ما مضى عن رفَض الحُسين لبيعةَ ليزيد فَسوف اكَمل لكُم سبب وكيفَ ولمَا أيضاً لم يوافق الحُسين عليهِ السلام البيعةَ ليزيد لعنهُ الله ! اطرقُ على انضَارقكم المعرفه لهذا الشيئ ولعلِ أكون قد اوصلتُ فكرةً بسيطه لهذا الشيئ .

وصلت رسائل من العراق وتحديداً الكوفه الى الأمام الحُسين (ع) وفي تلكَ الرسائل يبايعون الامام(ع) قرر الحُسين (ع) أن يُرسلَ سفيراً عنه إلى الكوفة يهيّئ له الأجواء، وينقل له واقع الأحداث؛ ليستطيع أن يقرّر الموقف المناسب، ولا بُد لهذا السفير من صفات تُؤهّله لهذه السفارة، فوقع الاختيار على مسلم بن عقيل (ع)؛ لما كان يتصف به من الحكمة والشجاعة والإخلاص. كان (ع) من أجلة بني هاشم، وكان عاقلا عالماً شجاعاً، وكان الإمام الحسين (ع) يلقبه بثقتي، وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة. ولشجاعته اختاره عمه أمير المؤمنين (ع) في حرب صفين، ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (عليهما السلام).خرج أبو عبد الله مسلم بن عقيل بن أبي طالب «ع» من المدينة المنوّرة متوجّهاً إلى الكوفة في الخامس عشر من شهر رمضان 60ﻫ، ويصحبه قيس بن مسهر مع دليلين يدلّانه الطريق. خرج (ع) من المدينة المنوّرة حاملاً رسالة الإمام الحسين (ع) إلى أهل الكوفة، وجاء فيها: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مِنَ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى المَلَإِ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ هَانِئاً وَسَعِيداً قَدِمَا عَلَيَّ بِكُتُبِكُمْ، وَكَانَا آخِرَ مَنْ قَدِمَ عَلَيَّ مِنْ رُسُلِكُمْ، وَقَدْ فَهِمْتُ كُلَّ الَّذِي اقْتَصَصْتُمْ وَذَكَرْتُمْ، وَمَقَالَةُ جُلِّكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْنَا إِمَامٌ فَأَقْبِلْ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْمَعَنَا بِكَ عَلَى الهُدَى وَالحَقِّ، وَإِنِّي بَاعِثٌ إِلَيْكُمْ أَخِي وَابْنَ عَمِّي وَثِقَتِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَإِنْ كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ وَذَوِي الْحِجَى وَالْفَضْلِ مِنْكُمْ عَلَى مِثْلِ مَا قَدِمَتْ بِهِ رُسُلُكُمْ، وَقَرَأْتُ فِي كُتُبِكُمْ، أَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَشِيكاً إِنْ شَاءَ اللهِ». وصل (ع) إلى الكوفة في الخامس من شوال 60ﻫ، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وأقبلت الناس تختلف إليه، فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (ع) وهم يبكون، وبايعه الناس حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألف رجل. كتب مسلم (ع) كتاباً من الكوفة إلى الإمام الحُسين (ع)، جاء فيه: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَه، وَقَدْ بَايَعَنِي مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً، فَعَجِّلِ الْإِقْبَالَ حِينَ يأتِيكَ كِتَابِي، فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ مَعَكَ، لَيْسَ لَهُمْ فِي آلِ معاوية رَأْيٌ وَلَا هَوىً، والسَّلام‏».

لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ Where stories live. Discover now