لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ

24 4 2
                                    

لَقيتُ النور في حُب الحُسين

وَرَعْيَاً لــيومِكَ يَوْمِ الطُّفوفِ
وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْــرَعِ

لـ محمد مَهدي الجواهي

الإمام الحُسين عليه السلام هو مَحطُّ عِشقنا وغَرامنا واقعًا وليسَ مُصيبةً وحَسب، ولكنَّهُ عِشقٌ يهدرُ دُموعَنا
-الشيخ بناهيان.

‏السَلامُ على سُرور فُؤادِ البَشِير النَذِير،
الإمامُ الحُسَين ورحمةُ اللهِ وبركَاتُه..
_____________________

كيف سيّروا الركب الحسيني من الكوفة إلى الشام‌ ؟ :

كتب عبيد اللّه بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحُسين (عليه السلام) و خبر أهل بيته ...
فلما وصل كتاب ابن زياد إلى يزيد و وقف عليه، أعاد الجواب إليه، يأمره بحمل رأس الحُسين (عليه السلام) و رؤوس من قتل معه، و بحمل أثقاله و نسائه و عياله.
فاستدعى ابن زياد بمحفّر بن ثعلبة العائذي، فسلّم إليه الرؤوس و الأسرى و النساء. فسار بهم محفّر إلى الشام، كما يسار بسبايا الكفار، يتصفح وجوههن أهل الأقطار ..
-اللهوف لابن طاووس، ص ٧١.

ماسبب وصول رأس الحُسين قبل غيره إلى دمشق مع رسالة ؟
و سبق زحر بن قيس الجعفي برأس الحُسين (عليه السلام) إلى دمشق، حتى دخل على يزيد، فسلّم عليه و دفع إليه كتاب عبيد اللّه بن زياد.
قال: فأخذ يزيد كتاب عبيد اللّه بن زياد، فوضعه بين يديه. ثم قال: هات ما عندك يا زحر. فقال زحر: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللّه عليك ... و قصّ عليه ما حصل في كربلاء باختصار.
(أقول): لعل سَبب الإسراع بإيصال الرأس الشريف إلى دمشق هو أمران:
1- الإسراع في أخذ الجائزة.
2- الخوف من سرقة الرأس في الطريق.
و الأمر الأخير يبيّن لنا سبب الحراسة الشديدة التي كانت على الرؤوس، فقد بعث ابن زياد جيشا كاملا قوامه ألفان من العسكر ليحرسوا رأسا من أعيان الشهداء، و حوالي ستين شخصا من السبايا.
الفتوح لابن أعثم، ج ٥ ص ٢٣٦).

ج/ أمر ابن زياد أن لا يخرج أحد من أهل الكوفة مع السلاح، و أمر بعشرة آلاف فارس أن يأخذوا السكك و الطرق و الأسواق و الشوارع، خوفا من الناس من أن تتحرك حميتهم و غيرتهم و إحساساتهم على أهل البيت (عليه السلام)، إذا رأوهم بتلك الحالة. و أمر أن تجعل الرؤوس في أوساط المحامل، أمام النساء. و أمر أيضا بأن يطاف بهم في الشوارع و الأسواق حتى يغلب على الناس الخوف و الخشية.

ما الهدف من سلوك الطريق الطويلة الآهلة بالسكان ؟
كان بوسع ابن زياد أن يرسل الرؤوس و السبايا من الكوفة إلى دمشق عبر الطريق الصحراوية القصيرة الواصلة بين الكوفة و دمشق. بيد أن يزيد و ابن زياد كانا يهدفان إلى التشهير بمقتل الحُسين (عليه السلام) و إلى إذاعة خبر مقتله (عليه السلام) في الآفاق، ليعلم الناس بقتله، و حتى لا يبقى لأي مناصر للحق في الأمة الإسلامية أمل في مقاومة يزيد، لأن الحسين (عليه السلام) كان علم الحق و نبراسه، و مرجع الهدى و ممثله. و قد رأى يزيد حين أمر ابن زياد بإرسال الرؤوس و السبايا إلى الشام و شهرهم في كل بلد، أن من أبلغ أنواع الإخبار بمقتل الحُسين (عليه السلام) أن يرى رأس الحُسين (عليه السلام) يطاف به في البلاد، و أن ترى نساؤه و صبيانه سبايا، يسار بهم في البلاد، و يشهر أمرهم في كل مكان يأتونه، و لذا سلكوا بهم الطريق العامر بالبلاد الآهل بالسكان، و هو الطريق من الكوفة إلى الموصل، ثم إلى حلب فحماة فحمص فدمشق.
-تاريخ مشهد الإمام الحُسين في حلب للعلامة السيد حسين مكي، ص 9.

لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ Where stories live. Discover now