لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ

37 4 1
                                    


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
                               واقعه الطف

تبكيك عيني لا لأجلِ مثوبتةٍ
ولاكنما عيني لأجلك باكية

                                       لمحمد علي الاعسم

_________________________________

قال العباس (عليه السلام): قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين و أريد أن آخذ ثأري منهم. فأمره الحسين (عليه السلام) أن يطلب الماء للأطفال،..
فذهب العباس (عليه السلام) إلى القوم و وعظهم و حذّرهم غضب الجبار فلم ينفع، فنادى بصوت عال: يا عمر بن سعد هذا الحُسين ابن بنت رسول اللّه، قد قتلتم أصحابه و أهل بيته، و هؤلاء عياله و أولاده عطاشى فاسقوهم من الماء، فقد أحرق الظمأ قلوبهم، و هو مع ذلك يقول:
دعوني أذهب إلى الروم أو الهند و أخلّي لكم الحجاز و العراق. فأثّر كلام العباس (عليه السلام) في نفوس القوم حتى بكى بعضهم. و لكن الشمر صاح بأعلى صوته:
يابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء و هو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة، إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد.

ثم إنه ركب جواده و أخذ القربة، فأحاط به أربعة آلاف و رموه بالنبال، فلم ترعه كثرتهم و أخذ يطرد أولئك الجماهير وحده، و لواء الحمد يرفرف على رأسه، فلم تثبت له الرجال، ..

ونزل إلى الفرات مطمئنا غير مبال بذلك الجمع. و لما اغترف من الماء ليشرب ذكّر عطش أخيه الحسين (عليه السلام) و من معه، فرمى الماء و قال:
يا نفس من بعد الحسين هوني‌
و بعده لا كنت أن تكوني‌
هذا الحسين وارد المنون‌
و تشربين بارد المعين‌
تالله ما هذا فعال ديني‌
و لا فعال صادق اليقين‌ ...

ثم ملأ القربة و ركب جواده و توجّه نحو المخيم فقطع عليه الطريق، و جعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم و كشفهم عن الطريق و هو يقول:
لا أرهب الموت إذا الموت رقى‌
حتى أوارى في المصاليت لقى‌
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقى‌
إني أنا العباس أغدو بالسّقا
و لا أخاف الشرّ يوم الملتقى ..

فكمن له زيد بن الرقّاد الجهني من وراء نخلة و عَاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه على يمينه فبراها، فقال (عليه السلام):
و الله إن قطعتم يميني‌
إني أحامي أبدا عن ديني‌
و عن إمام صادق اليقين‌
سبط النبي الطاهر الأمين‌ ...

فلم يعبأ بيمينه بعد أن كان همه إيصال الماء إلى أطفال الحسين (عليه السلام) و عياله، و لكن الحكيم بن الطفيل كمن له من وراء نخلة، فلما مرّ به ضربه على شماله فقطعها فقال (عليه السلام):

يا نفس لا تخشي من الكفّار
و أبشري برحمة الجبّار
مع النبي السيد المختار
مع جملة السادات و الأطهار
قد قطّعوا ببغيهم يساري‌
فأصلهم يا ربّ حرّ النار ..

و تكاثروا عليه و أتته السهام كالمطر، فأصاب القربة سهم و أريق ماؤها💔،
و سهم أصاب صدره‌ و ضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته💔، و سقط على الأرض ينادي: عليك مني السلام يا أخي الحُسين‌ ...

لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ Where stories live. Discover now