لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ

43 6 11
                                    

ليقتُ النور في حُب الحُسين

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
                  واقعة الطف

المعركة الالهيه

قال رسول الله صلى الله عليهِ والهِ وسلم

(ان في قتل ولدي الحُسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد أبداً) صدق رسول الله
ين حرارة في قلوب المؤمنين ل
واقعة عاشوراء، ملحمة کبرى دارت رحاها على أرض كربلاء في اليوم العاشر من محرم سنه61للهجره. سقط فيها مجموعة من الشهداء وفي طليعتهم الامام الحُسين بن علي عليهم السلام مع ابنين له أحدهما رضيع، وكذلك إخوته وبني إخوته وأبناء عمومته من بني هاشم وعصبة من أصحابه، حين قرّروا البقاء مع الحسين ومنازلة جيش يزيد بن معاويه بقيادة عمر بن سعد لعنةُ الله عليهم
واقعة عاشوراء من أشهر الحوادث المأساوية في التاریخ وأكثرها إثارة؛ وجری فیها الانتهاکات وهتك الحرمات، فكانت لها انعكاسات وأصداء واسعة، وقد صوّر الفن كل ذلك على شكل لوحات فنية، وأفلام ومسلسلات وخطته أنامل الشعراء والأدباء وأرباب المقاتل شعراً ونثراً.
وقد اعتنى الشيعه منذ العصور القديمة وبإيعاز واهتمام من أئمة أهل البيت بإحياء تلك المناسبة على مدار السنة لاسيما خلال شهري محرم وصفر
ونبي الاكرم  كما وصف سبطه بـ«قتيل العبارات ... الذي لا يذكره مؤمن إلّا بكى».

بدأت حركة الأمام عليهِ السلام صباح العاشر من محرم بإقامة صلاة الصبح جماعةثم نظّم صفوف قواته، وكانوا اثنين وثلاثين فارساً وأربعين راجلاً فجعل زهير بن القين على ميمنته، وحبيب بن مضاهر على ميسرته، ودفع الراية إلى أخيه العباس عليها السلام" وأمر أصحابه أن يقرّب بعضهم خيامهم من بعض وأن يدخلوا بعضها في بعض وأن يكونوا بين البيوت، فيستقبلون القوم من وجه واحد.[كوأمر بقصب، وحطب إلى مكان من ورائهم منخفض كأنّه ساقية، وكانوا حفروه في ساعة من الليل، فصار كالخندق، ثم ألقوا فيه ذلك القصب والحطب، وقالوا: إذا غدوا فقاتلونا ألهبنا فيه النار؛ لئلا يأتونا من ورائنا ففعلوا
وفي المقابل تقدّم عمر بن سعد ليؤم جيشه الذي بلغ عدده على المشهور أربعة آلاف مقاتل لصلاة الغداة، وجعل عمر بن سعد على ميمنته  عمور بن حجاج الزبيدي، وعلى ميسرته الشمر بن ذي الجوشن الضبابي، وعلى الخيل عرزه بن قيس وعلى الرجالة شبث بن ربعي الرياحي
وجعل عمر بن سعد أيضاً على ربع أهل المدينة عبدلله بن زهير وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الاشعث بن قيس وعلى ربع مذحج وأسد عبد بن أسره، وعلى ربع تميم وهمدان الحرّ بن يزيد الرياحي ، وأعطى الراية دريداً مولاه.واستعد لمحاربة أبي عبد الله الحُسين عليه السلام عليه السلام - كما في الرواية - إلى الجيش رفع يديه بالابتهال إلى الله قائلاً: «اَللّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْب، وأَنْتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّة، وأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْر نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يُضَعِّفُ فيهِ الْفُؤادُ وتَقِلُّ فيهِ الْحيلَةُ، ويَخْذِلُ فيهِ الصَّديقُ ويَشْمِتُ فيهِ الْعَدُوُّ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ، فَفَرَّجْتَهُ عَنّي وكَشَفْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِىُّ كُلِّ نِعْمَة، وصاحِبُ كُلِّ حَسَنَة ومُنْتَهى كُلِّ رَغْبَة»
وحينها أرسل عمر بن سعد رجالاً يقوضون الخيام عن إيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم، قال: فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحُسين عليهِ السلام
خطاب الإمام الحُسين وأصحابه
قبل أن تنشب الحرب بين الطرفين قرر الامام عليه السلام  إلقاء الحجّة على جيش عمر بن سعد فركب فرسه، وتقدّم نحو القوم في نفر من أصحابه، وبين يديه بُرير بن خضير فقال له الحُسين عليه السلام"كلّم القوم فتقدم بُرير، فقال: «يا قوم اتقوا الله؛ فإن ثقل مُحمد"صلی الله عليه وآله  وسلم قد أصبح بين أظهركم، هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوا بهم؟ فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع بُرير إلى ورائه. وتقدم الحُسين عليه السلام"  حتى وقف بإزاء القوم، فجعل ينظر إلى صفوفهم كأنهم السيل، ونظر إلى ابن سعد واقفاً في صناديد الكوفه فقال: «الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال...».
فتقدم شمر، فقال: «يا حُسين، ما هذا الذي تقول؟ أفهمنا حتى نفهم»، فقال: أقول:
«اتقوا الله ربكم ولا تقتلوني، فإنّه لا يحل لكم قتلي، ولا انتهاك حرمتي، فإني ابن بنت نبيكم وجدتي خديجه زوجة نبيكم، ولعله قد بلغكم قول نبيكم صلی الله عليه وآله وسلم «الحسن والحُسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة».
توجهة الى راحلته، فركبها، ونادى بأعلى صوته: يا أهل العراق  - وجعلهم يسمعون- فقال: أيها الناس اسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم عليّ، وحتى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النصف، كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم، فاجمعوا رأيكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، ثم اقضوا إلي، ولا تنظرون إن وليي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين. ثم حمد الله وأثنى عليه... ثُم قال: «أما بعد فانسبوني، فانظروا من أنا، ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألستُ ابن "بنت" نبيكم، وابن وصيه وابن عمه، وأول مؤمن مصدق لرسول الله <imgبما جاء به من عند ربه؟ أو ليس الحمزا سيد الشهداء  عمي؟ أو ليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي؟ أولم يبلغكم ما قال رسول الله"صلی الله عليه وآله وسلم لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ فإن صدقتموني بما أقول وهو الحقّ والله ما تعمّدت كذباً مذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله، وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم أسالو جابر بن عبدلله الانصاري وابا سعيد الخدري وسهل ابن سعد الساعدي  أو زيد ابن الارقم أو انس ابن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله "صلی الله عليه وآله وسلم لي ولأخي...» ثم نادى: «يا شبيث بن ربعي ويا حجار ابن أبجر ، ويا قيس ابن الاشعث ، ويا يزيد ابن حارث  ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمار، واخضر الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة؟» فقال له قيس بن الأشعث: «لا نعلم  ما تقول، ولكن أنزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب»، فقال لهم الحسين عليه السلام «لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد»
ثم تقدم زهير بن القين ، فخاطب الكوفيين بقوله: «يا أهل الكوفة، نذارِ لكم من عذاب اللهِ نَذارِ، إنّ حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن إخوةٌ على دين واحد وملّة وحدة ما لمْ يَقَع بيننا وبينكم السّيف، وأنتم للنّصيحة منّا أهلٌ، فإذا وقع السّيف انقطعت العِصمة، وكنّا نحن أُمّة وأنتم أُمّة، إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذريّة نبيّه محمد"صلی الله عليه وآله وسلم"ليَنْظُر ما نحن وأنتم عاملون».
فرماه الشمر بسهم، وقال له: «اسكُت، اسكَتَ الله نأمَتك فقد أبرمتنا "اضجرتنا" بكثرة كلامك»، وكان من قبل ذلك قد رد على خطاب الإمام الحُسين عليه السلام"

لَقيتُ أَلنوٌرَ فِي حُب الْحُسَيْنِ Where stories live. Discover now