الفصل الاول

175 32 8
                                    

يُحكَى ان .. "رجل عظيم قد حيزت له الدنيا فى يوم من الأيام إلا أنه غُلب عليها ولم يسلم منها شيء."

لقد سمعت عن قصة مؤثره قصه تُأجِّجُّ المشاعر لملك عاش عزيزًا.. ومات فى منفاه اسيرًا مكْمُوداً..


اتعلمون ..يوجد العديد من الحكايات المؤثره فى التاريخ؛ لكن قلما تجد حكايه تلامسك من الداخل.

مثل ذاك الملك الذي تأثرتُ كثيرا بنهايته المأساويه التى أكْمَدَهُا الحزن، ورق قلبى لحكايته المؤثرة، ولأنى رَغِبتُ بمشاركه قصه هذا الأندلسي وحكايتهُ التاريخيه معكم..بحثتُ وقرأتُ عنهُ الكثير  ..
وكم رأيتُ تعاطُفاً من الجمهور، متأثرين به وبِنهايتهِ الحزينه..
فذكر سيرته العديد من المؤرخين العرب والاسبان، وكتب عنه الكُتَاب والأُدَباء، وأُنتِجَت له الأعمال التلفزيونية والمسرحيه، حتى ان علماء الدين والمشايخ ذكروه في محاضراتهم وفي دروس المساجد ايضاً لما فى حياته من عظه و عبره..

والذي فاجئني ان هناك كمية هائله من الحب و التقدير لسيرته لدى الأسبان والبرتغاليين فهم أهل بلدته وَمسقط رأسه، و يعتبرونه من الشخصيات العظيمة والاسطوريه..
وقد اطلقوا عليه مسميات منها الملك الشاعر، والملك الحزين، والملك الأسير وغيرها؛ لما رَءاهُ من أسي وحزن، ونصبوا له الكثير من النصب التذكارية، التي تحمل العديد من أشعاره ..

فلقد كان هذا الملك شاعراً صادقاً عظيماُ وكثيرا ما يستخدم الشعر وسيلة للتواصل مع من حوله..
لقد سعى فى اجتذاب الشعر والادباء فكانت له دار لا يدخلها إلا الشعراء، يجمعهم فيها كل اثنين من كل أسبوع..
وقد بلغ من الشعر أنه كان لا يُعين كاتباً ولا وزيراً مالم يكن شاعراً.. حتى صارت مملكته فوق علوها السياسي صاحبه العلو الثقافى ايضاً..
اجل انها اشبيلية التي تعتبر من اجمل المدن الأوربية، واخر حكامها هو ملك حكايتنا..
ابو القاسم محمد ..المشهور بلقب
المعتمد بالله..
بعد أن كان لقبه المؤيد بالله، والظافر بحول الله..
وله فى لقبه هذا قصة عشق سأرويها لكم والكثير من تفاصيل حياته..
ان شاء الله.
لكن قبل الخوض فى قصه ملكنا الاصيل هذا دعونى أسرد لكم سريعاً وباختصار الأحداث المهمة التي سبقت حكمه لِتكُن القصه واضحه لكم والأحداث مفهومه لحضراتكم ..
.
.
.
_تم فتح الأندلس سنة ٩٢هـ فى عهد الخليفة الأموى الوليد ابن عبد الملك ابن مروان، على يد القائدين طارق ابن زياد وموسى بن نُصير، وهى إقليم يقع فى أوروبا مطلة على مياه المتوسط ومياه المحيط الأطلسي، ومن الشمال تقع فرنسا..

فتحها المسلمون وأقاموا فيها ثمانية قرون، بنو خلالها مجداً و حضارة أضاءت الطريق للنهضة الأوربية فيما بعد..
وقد دخل قسم كبير من أهل البلاد في الإسلام، وعاش فيها النصارى واليهود حياة مطمئنة ومارسوا شعائرهم الدينية بكل حرية..
اهتم الاندلسيين باللغة وعلومها بالإضافة إلى الفقه وعلوم الشريعة، وكان للفقهاء في الأندلس سلطة فى الدولة ولعامة الناس..
ونالت المرأه فى الأندلس حظاً وافراً من التعليم كما تفوقن فى العلوم والأدب والفنون الأغلبيات.

| كمد الأسير |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن