الفصل الثالث

75 18 4
                                    


لم يكن المعتمد في حال افضل من صاحبه لقد حزن علي فراقه كثيراً وكم اشتاق اليه، لكن ما باليد حيله امام قرارات والده.. لقد كان والده صارم جدا..
وماذا يفعل؟ فاليصبر لعله يأتى يوم ويجتمع مع صديقه مجداد ..
وبأمر من والده ذهب المعتمد و معه اخيه جابر  على رأس جيش لانتزاع مالقا من بنى زيرى..
فحاصرها ونجح فى الاستيلاء عليها..
ولكنه لم يمضِ كثيراً حتى عاد باديس الصنهاجي وانتزعها منه بعدما كانت بيده، وخاض فيهم معركه قويه اُسر وقتل فيها الكثير..
ممااضطر المعتمد وأخوه وما بقى من جيشهم للفرار إلى رندة..


فغضب منه اباه غضباً شديداً على ما حدث، واتهمه بأنه ضيع الحزم باللهو واللعب.
وقد كان المعتضد رجلاً شديد القسوة ..
يذكر أنه اتخذ خشباً فى حديقة قصره جللها برؤوس الملوك والرؤساء عوضا عن الأشجار..
وكان يقول في مثل هذا البستان فليتنزه؛ هذا الرجل لا يرحم..لقد قتل ابنه البكر إسماعيل بيده لانه انقلب عليه..
والمعتمد يعرف حق المعرفة أن غضب والده لا يحمد عقباه، وخشى من غضب أبيه على ضياع مالقا منهم، فخاطبه بقصيدة رائيه يسأل فيها الصفح والعفو وهي من أطول قصائد المعتمد، وبدأ بوصف حاله قائلا:

سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ
ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ

وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها
وَاِصبر فَقَد كُنتَ الخطب تَصطَبِرُ

وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ
فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ

وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ
فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ

إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ
فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ

كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة
وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ

فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه
وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ

وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ
فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ

وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ
إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا

وقوله يسترضيه..

مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو
عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ

سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً
وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ

| كمد الأسير |Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ