| كمد الأسير |

الفصل التاسع

|ملحمه الاندلس|

خرج يوسف بن تاشفين و جنوده الملثمين من الجزيره الخضراء وسار الي اشبيليه تاركًا ورائه فى الجزيره حاميه كافيه..

وصل اشبيلية وعرض عليه المعتمد الدخول الي دار ملكه ليستريح فيها هو وجنوده حتي يزول عنه وعثاء السفر ثم بعدها يقصدون العدو.. لكنه رفص قائلا:
"إنما جئت ناويًا جهاد العدو، فحيث ما كان العدو توجهت وجهه."

بدأ كل من المعتمد ويوسف بترتيب امورهما وإرسال دعاوي إلى سائر ملوك الأندلس يطلبون منهم الانضمام اليهم..ولبث يوسف في اشبيليه ثمانيه أيام يرتب أثنائها قواته، وينتظر مقدم الأمراء الاندلسيين مع قواتهم
واول من لبي دعوتهم ..عبد الله بن بلقين صاحب غرناطه وامدهم ٣٠٠فارس.
وأخوه تميم صاحب مالقه وامدهم ب٢٠٠فارس.

واعتذر المعتصم بن صمادح صاحب المريه لضعفه وكبر سنه وتوجسه من عدوان النصارى المجاورة له فى حصن لييط، وبعث ابنه معز الدوله بفرقه من الفرسان .

ثم سار جميعهم نحو اراضي بطليوس على رأسهم المعتمد، وصلوا مملكه بطليوس وهناك انضم إليهم صاحبها المتوكل بن الافطس الذى أمر بجمع الجند والخيل والدواب.

وانتدب الناس للجهاد من سائر الجهات فى الأندلس
حتى أصبح عدد جيش المسلمين ٤٨ ألف
نصفهم من الاندلسيين ونصفهم من المرابطين.
أمر يوسف بن تاشفين بأن توضع القوات الأندلسية كلها تحت قيادة المعتمد، وأن يكون لجند الأندلس محلتهم وللمرابطين محلتهم، ثم بدأ كل من المعتمد ويوسف بتنظيم صفوفهما لملاقاه النصاري.
لقد كان يوسف في تحركه شديد الحذر؛ لأنه لم يسبق له أن حارب جيشًا نصرانيًا.
انطلق المعتمد يقود جيش الأندلس جاعلا ابنه عبد الله على مقدمتهم سائرين نحو موقع المعركه
واخذ ينشد فى طريقه ويقول:

لا بُدَّ مِن فرَجٍ قَريبْ
يأتيك بالعجب العَجيبْ

غَزوٌ عَلَيكَ مُبارَكٌ
في طَيِّهِ الفَتحُ القَريبْ

لِلَّهِ سَيفُك إِنَّهُ
سُخطٌ عَلى دينِ الصَليبْ

لا بُدَّ مِن يَومٍ يَكو
نُ لَهُ أَخٌ يَومَ القَليبْ
-
فى هذه الابيات يستبشر المعتمد بيوم كايوم القليب وهو يوم بدر حيث نصر الله رسوله محمد-ﷺ-

وبعدهم بيوم واحد سار جيش المرابطين يقوده يوسف بن تاشفين وكان ينزل فى المساء فى المحله التي يغادرها المعتمد فى الصباح.

|مملكه قشتاله|

عقدالفونسو مجلسًا لكبار وزراء مملكته، وتحالفات مع الأمراء المجاوريين فى الأندلس.. مع سانشو راميرس -ابن رزمير- ملك ارجون الذى كان مشغول بحصار طرطوشه..