الفصل الثامن

38 14 2
                                    

أمير المسلمين

وصلت رساله يوسف بن تاشفين الي المعتمد بن عباد وبعد قرائتها أجرى اجتماع مع الفقهاء والقضاء وابنه الرشيد، و تباحثا في أمر الرساله، وقد أبرز الرشيد لأبيه شرط يوسف وتأكيد مخاوفه من المرابطين.

لكن اباه المعتمد اخبره بأن هذا قليل علي من ينصر الإسلام والمسلمين..

وشرع المعتمد فى بعض الاجراءات وأول ما قام به هو كتب عقد هبه الجزيره الخضراء ليوسف بن تاشفين، فى حضور القضاه والفقهاء ليتم تسليمها اليه..
كما استكمل جميع الاستعدادات لملاقاه جيوش المرابطين .
..

_قبل البدأ دعونا نأخذ نبذه بسيطه عن أسد المرابطين.. بن تاشفين..فسيكون له دور كبير فى الأحداث القامه.

"ابن الصحراء الذى وحد المغرب"

وهو ابو يعقوب يوسف بن تاشفين ابن ابراهيم...الحميري الصنهاجي من قبيله لمتونه..
عُرفت قبيلته بالسيادة وبسطت سيطرتها على سائر صنهاجة..وقد تربى ابن تاشفين في الصحراء وأخذ منها عادات أهلها وتقاليدهم..وثم تولى إمارة دولة المرابطين بعد أن تنازل له ابن عمه الأمير أبو بكر اللمتوني عن الملك.. واستطاع إنشاء دولة إسلامية عظيمه من زعامه دينيه محليه إلى مُلك سياسي ضخم ..

شمل سلطانه جميع الاقطار الغربيه حتي تونس شرقًا ومنها الي المحيط الاطلنطى غربًا، ومن البحر المتوسط شمالًا حتى حدود السودان جنوبُا..
وكانت تعرف جل هذه الأراضي باسم المغرب آن ذاك.
وقام ببناء مدينة مراكش وشارك فى بنائها بنفسه ثم جعلها عاصمة لدولته ..
قال عنه علي بن أبي زرع الفاسي:

"كان يوسف بن تاشفين أسمر اللون نقيه، معتدل القامة، نحيف الجسم، خفيف العارضين، رقيق الصوت أكحل العينين، أقنى الأنف -اى طويل الانف مع دقه أرنبته وحدب فى وسط الانف، مثل خشم الرسولﷺ - له وفرة تبلغ شحمة أذنه- يقصد شعره- مقرون الحاجبين، جعد الشعر، وكان رحمه الله بطلًا نجدًا شجاعًا حازمًا مهابًا ضابطًا لملكه، متفقد الموالي من رعيته، حافظًا لبلاده وثغوره، مواظبًا على الجهاد، مؤيدًا منصورًا، لباسه الصوف، ولم يلبس قط غيره، وأكله الشعير و لحوم الإبل وألبانها، مقتصرًا على ذلك. خُطب له بالأندلس والمغرب على ألف منبر وتسعمئة منبر، ردَّ أحكام البلاد إلى القضاء، وأسقط ما دون الأحكام الشرعية، كان حسن الأخلاق، متواضعًا، كثير الحياء، جامع لخصال الفضل."

حتي ان البعض أرادوا اطلاق عليه لقب أمير المؤمنين لستحقاقه للخلافه، إلا انه رفض لكى لا يتفرق المسلمين وتظل كلمتهم تحت رايه رجل واحد _حيث فى ذاك الوقت كانت الخلافه للعباسين ببغداد_ واكتفي يوسف بلقب
أمير المسلمين.
..

| كمد الأسير |Where stories live. Discover now