✨Ch: 03

206 14 16
                                    

  يأخذ ويل قرص الأسبرين الذي وصفه له هانيبال،  يتجوّل في المنزل شبه عارٍ،  بوكسر قصير و تيشرت قطني بلون الرّماد الخفيف فقط.  يتحسّس جبينه..  حيث طُبع عليه عطرا خفيفا منعشا  كان السبب في نفي فكرة الإستحمام.  يطعم كلابه ما تبقى من طعام في ثلاجته، يدرس بعض الملفات، و يستعدّ للخلود للنوم.

أخذ قرصا من الحبوب المهدئة،  و ألقى نفسه على الفراش بإهمال.  ثوانٍ حتى شعر بنفسه يغرق.. لكنّ الغرق بدا له حقيقيا ففتح عينيه.  كان الماء يحيط به من كلّ جانب و يسحبه بعمق لللانهاية..  شعر بالذعر و الخوف،  حتى...
"لا تقلق، ويل." كان صوت هانيبال خفيفا على أسماعه و هو  يمسك به من قفصه الصدري العاري،  و يجذبه نحوه.  و بقوة..  شعر ويل بأصابع ليكتر تحفِر في لحم العضلات البيضلعية..  هو لم يعد يغرق!  لكن تنفسه صار عسيرا..

"عزيزي ويل. أنت تختنق، دعني أساعدك.."  عند هذا قبّل هانيبال ويل..  معلنا عن نهوض الحالم من منامه الغريب.

"و المسيح ما هذا؟!"  يشتم بصوت عال حتى تجمّعت الكلاب حوله، ضغط على شفاهه في خجل..  يفكر كيف سيلاقي'الدكتر ليكتر' غدا دون أن يتذكر هذا الحلم الغبي!

غير قميصه المبتل بالعرق بآخر نظيف،  و عاد محاولا النوم..

.     .       .       .       .                  

"كيف قضيت ليلتك، ويل؟"  يسأله هانيبال أثناء جلسة العلاج الثانية.

"رجاءا لا تصف لي أي دواء لعين، هانيبال!"  ويل محرج حد الجحيم من أن ينظر في العينين،  و هو ممتنّ كون الجميع يعرف أنه لا يحبّذ التواصل البصري.

"أ تعاني مشاكل في النوم مجددا؟"  ضغط هانيبال،  و دكّ ويل ذقنه للأسفل.  يتنهد هانيبال بصبر: "إذا إستمريت بالكذب علي و محاشاتي فقد أضطر لأن أحيلك لطبيب آخر،  لن ينجح العلاج هكذا..  ليس و أنا أكشف كلّ كينوناتك."  جزء كبير من قلب هانيبال تمنى ألا يوافق ويل..  للحظة سخيفة ندم على كل كلمة قالها.

"أنا..  فقط..   ...   لست مستعدا للإنفتاح، أمضيت حياتي بأكملها..  تحت كنف إعتلالاتي،  و إضطراباتي،  و غرابتي..  كلها كانت من نصيبي وحدي." يوضح ويل.

"أنا لا أراك شخصا غريبا،  ليس بالنسبة لعبقري حلّ 59 قضيّة معقدة في ظرف سنتين.  " يُطمئنه هانيبال،  و يُسرُّ ويل.
قدّم هانيبال له شايًا مميزا،  بفطر الماشروم و زهور حقول بستانه التي عادة ما استعملها لأغراض طبية.

نظر ويل ليد طبيبه التي تحمل الفنجان في ثبات مدروس، و  لبذلته المكونة من ثلاث قطع،  بلون الآجور الداكن..  بل كالدم المسودّ تحت ضوء القمر، و لوهلة جرت على عقله مقتطفات لصورة الفتاة الدموية تلك..  و هي محشوة بفطر الماشروم.

الماشروم متّصل بها..  و هي متّصلة بقرون الأيل..  و الأيل متصل رأسه بالأرض.

"أوووه يا إلهي!"  قال ويل بفزع.

Hannigram LoveCrim حيث تعيش القصص. اكتشف الآن