'34 العودة لِلـبلاد🇹🇷

251 11 55
                                    

بعد خروجه من الكافـيه ذهب لأحد البارات يُفرغ غضبه بالشرب وهذهِ المرة الأُولى التي يجلس بها لوحده داخل البار دون وجود نساء حوله
بدأ الناس بالتوافد وأصوات المُوسيقى الصاخبة يتراقص عليها الفتيان والفتيات معاً ومراد لازال يجلس على طولته فقط يحتسي الكحول كأس وراء كأسٍ آخر وهُو يُفكر بها
كيف حالُها الآن من غيري!؟؟
لـيسخر سريعاً من هذا السؤال الذي يسألهُ لـنفسه
لِماذا لن تكون بخير من دوني!!؟..فَـأنا لم اُشكّل فارقاً لديها كنتُ فقط في حياتها لمدة قصيرة لا صِلة تربطنا ببعض سِوى أنّي مريضُها وهي مُمرضتي!!
شعر بالنعاس رُغم إستيقاظه المُتأخر بينما يُحاول إكمال كأسه الذي بيده لـيضعه بعد ذلِك فوق الطاولة ويُشير لِأحدهم لـيُعطيه الحساب وما إن دفع حسابه وهُو غير واعي لِما حوله حتّى حاول النهوض يسير بـثقل خارجاً من الملهى
لـيُلاحظ حينها إنطفاء الأضواء من حوله والبار أصبح شبه مُظلم والأصوات الشاتمة تتعالى من الداخل ولم يشعر سِوى بيده شخصٍ ما يلمس ذراعه فَـإلتفت ينظر لـيجدها فتاة بشعرٍ طويل وملامحها غير واضحة كثيراً بسبب الأضواء الخافتة إلّا أنّها تبدوا ذو بشرة بيضاء
إبتسم بثقل بينما يمدُ أنامله لـيُلامس بها خُصلات شعرها الطويلة - بينار...لمـ..لِماذا أراكِ..هُنا!!؟
تمتم وهُو يميل بـرأسه قليلاً فَـ إلتصقت بهِ الفتاة تتحدث بنعومة وخفوت - بينار إذاً..ما رأيُك أن نذهب للمنزل وسـأجعلُك تنسى مَن هي
تمعن مراد بـكلماتها حتّى إبتسم بـإتساع والإبتسامة تحولت إلى ضحكة سُخرية وأبعد يدها عنه قائِلاً
- وجودي معكِ لن يُذكرني سِوى بها!
أنهى كلامه فور وصول سيارته إلى أمام باب البار وصعد بها تاركاً إيّاها تنظر إليه بـتذمر

قاد سيارته دقائِق لـيجد نفسهُ أمام المشفى فقط ينظر إلى البوابة لـرُبما تخرج منها رُغم أنّهُ لا يعلم إن كانت لديها مُناوبة الآن أم لا!!
شعر بالنعاس وآثار الثمالة بدأت تظهر عليه لـيُخفض رأسهُ للأمام ويستند بجبينه على المقود
فتح عيناه وهُو يراها تخرج وهي تُحاول تدفئة نفسها بذلِك المعطف والوشاح حول عُنقها كاد أن يترجل من سيارته لـيذهب إليها ولكنّهُ تراجع بعدما رأى أنّها أشارت لسيارة أُجرة
ما إن صعدت بها حتّى إستدار بسيارته يتبع سيارة الأُجرة يشعر بالخوف عليها من إن لا تتدبر أمر نفسها والساعة تكادُ إن تكون العاشرة والنصف ليلاً وهي لوحدها

وصلت بعد دقائِق كافية لمنزلها وترجّلت من سيارة الأُجرة وإتجهت لباب منزلها تفتحه ودخلت تحت أنظار مراد الذي لم يشعر بنفسه سِوى وهُو يُغمض عيناه مُستنداً برأسه للخلف على رأس المقعد وغرق في النوم بينما الثلج بدأ بالتساقط '

في منزل فريد
تُحاول سَيران تسلق سور الحديقة من الخلف تُحاول الهروب بعد أن تسلّلت من النافذة بصعوبة بينما كان الحُراس يتحدثون مع بعضهم البعض
- إلى أين؟؟؟!
تجمّدت وتسمّرت مكانها بعد أن سمعت صوت فريد من خلفها لـتستدير بِبطء وتراه يقف مُحدّقاً إليها ويداه داخل جيوب مِعطفه فَـتوتّرت ملامحها ولم تستطع التفوه بكلمة ظهوره المُفاجئ أجفلها
- أَتظنين تهديداتي مُجرد كلام فارغ!!!؟
أردف بـبرود ثُم إبتسم ساخراً يُدلّك جبينه يقول
- أُوه صحيح..فَـ أنتي مُعتادة فقط على أنّ ما يقوله مالك يفعله..بينما فريد كلا هُو الحنون الذي لن يُؤذي أحداً بريئ مهما قال وتحدّث!!!
ليتنهد بعدها بعمق وينظر إليها ولا يرى أمامه سِوى إبليس وأعوانه أخل يده تحت معطفه وسحب مُسدّسه من خلف ظهره
- انتي هِي مَن أرادت ذلك!
وإتّجه إلى حيثُ تواجد الحراس ساحباً زناد مسدسه وخلفهُ سَيران مُحاوِلتاً إيقافه بعدما تأكدت من نبرة صوته ونظراته المُخالة أنّهُ سـيفعلُها
- فريد!!..فريد إنتظر ارجوووك..فريد توقف!!..إسمعني فريد..فريـ......!!
لم تُكمل كلامها وضعت كلتا يداها فوق أُذنيها وصرخت بخوف تزامناً مع إطلاق النار على قدم احد الحراس دون أن يشعر بالندم بينما توسعت عيناها بالصدمة وهِي ترى الرجل سقط أرضاً بدمائِه ولم يتوقف عند هذا الحد بل صوّب مُسدسه نحو قدم الحارس الآخر وأطلق عليه النار وسط صُراخها المُستمر
- هل رأيتي الآن جدية كلامي ام أجعلكِ ترين المزيد
صرخ بها وهُو يُصوّب مُسدسه نحو قدم أحد الحراس الآخرين
- تـ...توقف..توقف فريد لا!!!!
اردفت بصدمة وخوف تنفي برأسها ترجوه ان يتوقف
- سـأعود للـ...للداخل توقف..فريد لا تُؤذيهم تو...توقف أرجوك!!
اشار لها أن تدخل دون أن يتفوه بحرف لتدخل بسرعة وهي تشعر بجسدها يرجف خوفاً مِمّا رأتهُ الآن بـعيناها
أطلق على قدما الحراس دون شفقة
قلبهُ تحجر واصبح كـالوحوش!!
- هذهِ الرصاصتان من أجل إهمالكُما..الفتاة كانت تُحاول الهروب بينما انتم هُنا لا أعلم ماذا تحرسون!!
اردف مُعيداً سلاحهُ خلف ظهره مُشيراً لبقية الحراس أن يأخذوهم للمشفى من أجل العلاج وعاد للداخل

سَـتبقين لي | You will keep me 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن