'36 نـدفات الثلج

254 17 69
                                    

أنهى مراد تفتيش الشاحنات التي تمر عن طريق الأراضي التابعة للـزعيم بولوك بعد تأكده من كمية الحمولة المُتفق عليها بينهُما لـيذهب بعدها ويجلس داخل سيارته يُراقب مرور الشاحنات من أمامه ورجالُ بولوك المسؤولون عن حماية هذهِ الطُرقات يتواجدون في كُل شبرٍ منها  '

قد غادر المكان للتو بعد عبور تِلك الشاحنات بـسلام
ويُريد إراحة رأسه قليلاً فَـلم يجد سِوى أن يذهب إلى المشفى لـيراها

دقائِق معدودة وهُو يراها تخرج بـخمول حيثُ كان يستعد لـتشغيل سيارته كي يُرافقها دون علمها مثل كُل يوم إلّا أنّها بدأت تسير على قدماها فـإبتسم بـخفة يترجّل من سيارته ذاهباً خلفها
تسير بِهدوء وهي تضع سماعتي بلوتوث في أُذنيها تستمع للموسيقى الهادئة في ليلة مُثلجة كـهذه والثلج بدأ يتساقط منذ ساعات كانت خَطواتهُما مُتناغمة على الرغم من أنّهُ بقي خلفها لـيبتسم حينها وهُو يراها كيف تقوم بِعد خطواتها بصوتٍ خافت وتعود للـهمهمة وتنظر أمامها إلتفت ينظر إلى الظل الخاص بـجسديهِما على الحائِط الذي يسيرون بجانبه ظِل فتاة بشعرها المُتناثر وذلِك الوشاح الصوفي الذي تُغطي بهِ عُنقها وخلفها بـمسافة قصيرة ظل رجل بـطوله الفارع يرتدي مِعطفاً يصل لـرُكبتيه
ماذا لو أصبحا ظِلاً واحداً فقط بإحتضانهِما لبعض!
فكر بهذا وهُو ينظر لـظهرها مُتمنياً لو أنّهُ يستطيع الإقتراب أكثر من هذا الحد لـيلمسها

وصلا إلى السُلم الذي يُؤدي الى للحي الذي تعيش فيه لـتبدأ بالنزول إلّا أنّ الأرض زلقة نادى بإِسمها بينما يمدُ يده مُحاوِلاً أن يصل إليها قبل أن تسقط ولكنّها تداركت خَطواتُها مُمسكة بـإحدى الأعمدة بحذر فـشعرت حينها أنّ شخصاً ما كان يُناديها إلتفتت لِلخلف بسرعة ولم ترى ايّ احد قد إختبأ سريعاً مراد كي لا تراه وما إن عادت تنظر أمامها حتّى بدأ الخوف يُسيطر عليها وتُكمل طريقها لتصل إلى الحي الذي تعيشُ فيه
عاد مراد لـخلفها يتبعُها مرةً أُخرى ما إن وصلت إلى الشارع الذي يتواجد بهِ منزلها بدأت خُطواتها بالتباطئ فـتوقف مراد وهُو يُحدق نحوها بـإستغراب لـيُسرع حينها ويدخل لِـأحد الأزقة حتّى لا تراه بعد ان إلتفتت مرةً أُخرى تنظر خلفها بـنظراتٍ مُتوترة
شتم مراد بِداخله لِـأنّهُ يُخيفها الآن مرّت ثوانٍ قبل أن يتنهد ويخرج من الزِقاق لـيتجمد في مكانه وهُو يراها لازالت واقفة مكانها على بُعد بِضعة أمتارٍ قصيرة تنظر بإتجاهه لم يعد يعرف ماذا سـيفعل سِوى الوقوف والنظر إليها وهِي تُحدّق إليه بـجمود

في حين كانت ندفات الثلج تتساقط من حولهِما مُـلتمسة ما بِداخلهم لـيبدوان وكأنهُما في أحد المشاهد تِلك التي نراها في المُسلسلات
كانت بينار تشعر بوجودهِ جانبها دائِماً لقد إفتقدتهُ كثيراً تعترف بهذا لـنفسها ولِلعالم أجمع،في كل ليلة كانت تفتقده وتتمنى أن تراه ولو لِمرة واحدة على الأقل،تمنّت أن تعود تِلك الليلة حين أخبرها بـمشاعره فـقد أنّبت نفسها مِراراً وتِكراراً
لِماذا لم أبقى داخل أحضانه وأستدفئ بدفئه!!
داهمت عيناها الدموع وهِي لازالت تُحدّق إليه لم تشعر بنفسها سِوى وحقيبتُها تسقط من يدها على الأرض بإهمال وتركض بسرعة لـتصل إليه ترتمي بـأحضانه مُحاوطتاً جسدهُ بـكلتا يداها ورأسُها على صدره بدأت تذرف الدموع وصوتُ بُكائِها الخافت كُل ما يسمعهُ الآن في هذا الهدوء

سَـتبقين لي | You will keep me 'Where stories live. Discover now