شَغَفْ

115 18 5
                                    


أُمي وهي مَشغولة
رسالة مِن شَخصٍ قديم
رائحَةُ الكتب
هدية مِن شَخصٍ لا أعرِفُهُ
أصواتُ الملاعِقِ والصحون
سَجاد قديم
صوتُ الضحكاتِ العالية
مَظهر عشوائي
الشارع في الصباحِ الباكر
الساعة المُتَوقِفة منذُ زَمن
قهوةُ الصباح
صوتُ صِرصارِ الليل
رائحةُ المَطر
الغيوم الكثيفة
الأشجار قليلة الأوراق
والقِطط السوداء
حديث طويل وبرئ مع صديقِ طفولتي
كُلُّها تفاصيل كانت تَجذُبُني قبلَ فقداني الشَغَفْ

شَغَفْ
كلِمة بألفِ معنى
هي الشئ الأساسي للروح
هي مُحرك الحياة
وجِزءٌ لا يَتَجزأ مِن نبضاتِ القلب
هي مَن تَجعَلُنا ذو أحاسيسَ ومشاعر
هي مَن تَجعَلُنا على قيدِ الحياة
لكنني فَقدتُ هذا الشعور
فَقدتُ روحي،وحياتي،ونبضات قلبي،فَقدتُ الشَغَفْ
وبِمُجرد فقدانك لهذا الشعور
تُصبح الحياة باهِتة،مُرّة وبدونِ معنى
يَتَبَدلُه شعور الفراغ الشديد
ثُقب كبير في مُنتصف قَلبك
ثُقب لا يُمكن أن يُسد أو يَترَمم
بل إن هذا الشعور يَتمدد
والحياة تَتَساقط
والموتُ يَهطلُ على أرضيتي القاحِلة
أريدُ العيش سَعيداً بِقُربِ مَن أُحِب
والموت قبل أُمي وأحِبائي

إنني على الطريق الخاطئ
وأنا أعرفُ هذا تماماً، أعرفُ أن الحالة التي وصلتُ إليها لا تُناسب ربيعَ شبابي،وأعرفُ أنني الوحيد الذي سيدفعُ ثمن أخطائي
لكن الأمر أشبه بأن يَنتهي شَغَفك للحياة فجأة أن تتساوى كل الأمور بنظرك،حرفياً كُل شئ وما بيدك حل سوى النوم ومراقبة ما يَحدث دونَ ردةِ فِعلٍ تُذكر

إن فقداني الشَغَفْ أسوأ بِمئات المرات مِن إكتئابي
قَبل فُقداني الشَغَفْ كُنتُ أُعبر عن مشاعري وإكتئابي بِفنٍ صغير أُخرِجُهُ عن طريق الرسم أو الطبخ أو التأمل..جميعُ الأشياء التي أُحِبُها
أما بفقدان الشَغَفْ فأنا مُسَطح تماماً وفاقد للشعور جِداً

أتمنى أن يَنتهي هذا سريعاً
إما بموتي أو العودة كما كنتُ منذ سنين
والخيار الثاني مُستَبعد تماماً لأنَ هذا لَن يَحدث أبداً
لكني أتمنى مِن كُل قلبي ألا يطولَ هذا الأمر
فأنا لا أملكُ الشَغَف حتى لِأبسَطِ الأعمالِ اليومية
لا أملكُ شَغَفاً للعمل والدراسة
ولا حتى للقراءة ومشاهدةِ الأفلام
لا أتَحمل الجلوس أو التحدث مع أحد لفترة طويلة
لا أطيقُ الخروج ولا شئ يُثير إعجابي
أردُ بأبسَطِ الكلمات وأتَهرَبُ مِن التجمُعات
لكنني مُرغم،أنا لا أملكُ شَغَفاً للنهوض مِن سريري حتى...
لم أعد أعلمُ ما أريد وما هي طموحاتي وأحلامي
حتى كوني سأصبِحُ البطلَ الأول ما عادَ يُثير إعجابي ويزيدُ مِن أمَلي بل أنه يَتناقص يَوماً بعدَ يوم
إن الحياةَ صَفعتني بِقوة
لدَرجة ما عدتُ أرى أو أسمع أي شئ بعدَ هذهِ الصفعة

لكني أعلمُ أني أودُ العودة أو الموت
وكما قلتُ سابِقاً الأول مُستَبعد والثاني مؤكد.

☆☆☆☆

جد فقدان الشغف أصعب بكتير من الحزن أو الاكتئاب:'(

open the door...Where stories live. Discover now