open the door...

كِتمانْ

لي كلماتٌ لا تُقال
أشياءُ مَخفيّة أدفُنها أسفلَ طيّاتِ الألم
وأمورٌ تُحاربُ الخروج
ومشاعِرُ تَودُّ الظهور
أملكُ أشياءَ مَخفيّة
أضرارُها كثيرة
وأكثرُها النّفسية
أُقفِلُها بمفاتيحَ عديدة
وأرفضُ خروجها بِشدة
فلا أودُّ أن أُفضَح
ولا أودُّ أن تُكشفَ أسراري
فأبقى مُختبئاً خلفَ أقنعةٍ عديدة
وأتصرفُ بطبيعيّة
ومشاعِرُ تُراودني،أفكارٌ تُخابِرُني
تقولُ لي: تَكلم،تَكلم!!
فهَل أوافِقُها؟أم أبقى مُختبئاً؟
هَل أبقى كتوماً؟أم أفضَحُ أحوالي؟
هَل ألتزمُ الكِتمان؟أم أموتُ للأبد؟

كِتمان
كلمة ذو معانٍ كثيرة
الكتمان يُشابه الصمت لكنهُ أشدُّ قسوة
فالصمت حينَ تحتاجُ السكوت وعندما لا تَملكُ شيئاً لقوله وهو شيء ذاتي تملكُ الحق بالصمت حينما تُريد
أما الكتمان،وآهٍ مِن الكتمان
هو أنكَ تودُّ الكلام وبِشدة تودُّ البوحَ عن ما في قلبك تودُّ أن تُشارك ما يـخبره لَك عقلك لكنكَ تبقى صامِتاً
ليسَ بإرادتك بل مُجبراً على ذلك
تشعر أن هناك شخصاً ما يُقيدكَ بِشدة يُغلق فمك بأصابعِ يديهِ القويّة،يمنَعك عن الحديث مُطلقاً
قَد تَهربُ بعض الآهات والكلمات وتَتطاير من بينِ أصابع يديه لكنها ليسَت واضِحة…إنها ليسَت واضِحة ليفهم الناس أنكَ بِحاجة للمُساعدة بحاجة للهروب من يديّ هذا الكِتمان…

للكتمان أعراضُ كثيرة وأهمها تدهورُ الحالة النفسية
ويزيد شعور الوخزِ في قلبك
وتشعرُ بجبالٍ عديدة على ظَهرك
وحبالٌ تُقيّدُ جَسدك
تراودكَ أفكارٌ مُتضاربة حولَ أن تبوحَ عَن مافي قلبك ام أن تبقى مُختبئاً؟
ويفوزُ الكتمان دائماً…

نفسيتي باتَت هشة
ترهقُها كلِمة
روحي تتأذى
وينهشُها الندم
ويأتي الكتمان ليزيدَ مِن حالتي سوءً
فبدل طلب المُساعدة أجلسُ فَقط وأبكي صامتاً مُختبئاً…خائفاً مِنَ الجميع

وهَل للكتمانِ إيجابيات؟
لرُبَما القليل،الكتمان يُساعد على إخفاء الأسرار العميقة التي ولرُبَما تَخجلُ من قولها
أو أنه يُساعد على إخفاء الأمانات التي يُخبركَ الناس
بِها
أو أنه يَخفي همي عن عيونِ الناس لأنهُ يعرفُ بأني أخافُ الشفقة؟
أو أنني أضحكُ على ذاتي وما مِن إيجابياتٍ للكتمان؟

لَمْ يَعد هُناك مكانٌ يَتسعُ للمزيد
مَشاعِرُ كثيرة تَضغط وتُرهقُ كُل خلايا جسدي
عيوني جفت ولَمْ تَعد تذرِفُ الدموع
أصبحَت حياتي مُملة روتين يومي يُعاد كل يوم
ويزيدُ من إرهاقي
رهابي وخوفي يزداد يوماً بَعد يوم…

أما من شخصٍ أُخبِرهُ عَن حالي؟
بلى،يُوجد طبعاً الكثير من الأشخاص ولكن كما قلت سابِقاً أنا المُشكلة
أنا أُعاني من عقدةِ الثقة
ومن الغرور
الخوف من الشفقة
والندم الشديد
ومن الكتمان
فكيفَ لشخصٍ مثلي أن يبوحَ عن إرهاقه؟
فكيفَ أستطيع الإفصاح عَن معلوماتي؟
وعن أحوالي؟!
الكتمان يَنهشني
وينهشُ ما تبقى من قلبي

ديكو هل استطيعُ إخبارك عَن نفسي،أو أن أشكو لكَ عَن همي؟
إن كنت لا تُمانع فأعطِني تلميحاً،ولا تنسى مُساعدتي على ذلك…فالكلماتُ سهلة لكنها صعبةُ الخروج
و إن كانَ صعباً عليك
فعانقني وحَسب سيكونُ هذا كافياً!

هناك كلمات يَصعُب علينا قولها للآخرين
لأن تلكَ الكلمات تلكَ الحقائق التي نُخفيها عن عيونِ الناس،هي ذاتُها نفسنا الحقيقة
وثُمَّ ماذا؟
ثُمَّ نموتُ وتموتُ كلماتنا معنا
نُدفنُ ونحنُ مُحملين بالأسرارِ الكثيرة
نموتُ ثقيلين جِداً

إن أصعب من الكتمان هو الندم على البوح
فهَل أصبرُ على الكتمان،أم أعيشُ ندماً جديداً مُضاعفاً؟
أنا لا احتملُ شعوراً جديداً كالندم
ولستُ استطيع تَحمل السكوت مُجبراً
فما الحل؟
هَل أبوح عَن ما في قلبي،أم أبقى صامِتاً مُرغَماً
هَل أذهبُ وأطرق بابكَ مُجدداً بِقوة؟
أُسمِعُكَ صوتَهُ وصوتي الباكي
أم أبقى صامتاً مُتحملاً هذا الألم؟
هَل أعيشُ ندماً جديداً بعيداً عن ندمِ كُرهكَ في صغري دونَ سبب،وإنما هذهِ المرة نتيجة البوح عن ما في قلبي!
ومن ثُمَّ أبعدُ بصري وأتهربُ عن الذي أخبرته ما في نَفسي
أم اتجرأُ ولا أخاف؟

وهَل…وهَل والكثيرُ من التساؤلات تدورُ حولي
تَمنعُني حتى من اختيار الجواب الأصح…

الأشياءُ قَد تنطقُ حتى وهي صوامت!
أما مِن أحدٍ يرى عينايّ المليئة بالكلام تُعاكِس فمي الصامت على الدوام؟
إني أبكي في زاويةٍ أصواتي تملأُ غُرفتي
والناسُ في نَومٍ هَني
أما مِن أحدٍ يَستيقظُ يَسمعُ صوتي ويَستفسِر؟
إنّ عيني ليسَت بصامتٍ،تشرحُ كُل ما في قلبي
لكن الصامتَ هُنا هو مشاعِرُ البشر التي تتهربُ حتى من فعلٍ إنساني ومساعدة لشخصٍ يحتضرُ الآن
وفمي أيضاً يُضاف للأشياءِ الصامتة فهو يُعاكس رغبتي الشديدة في الكلام هو مجرّد من الإنسانية كذلك!

أعاودُ اعتذاري لكُل المحببين لقلبي
إن وجعَ الكتمان يجعلُ من حالتي صعبة
ويجعلُ نَفسيتي مُضطربة ومزاجيتي عالية
يجعلُ من مشاعري مُتلبدة
وتصبحُ تصرفاتي حقيرة
أقسو واشتمُ الجميع
ليسَ بسبب تصرفاتكم العفوية أو أيّ كان
بل إن كثرةَ الكتمان هي السبب
مشاعري العديدة والمُتضاربة في قلبي تَجعلُني أتأثر من أبسطِ الأشياء والكلمات
إن كثرةَ الكتمان تَجعلُني غيرَ واعٍ لما افعلهُ وخصوصاً مع أحباء قلبي!
"هذا ليسَ تبريراً أيضاً"

أنا لَن أخبر شخصاً عن ما يُجول في خاطري
إن لَم استطع أنا إخفاء ما في قلبي
فلا عتابَ إذاً عن مَن يبوحُ بأسراري
إن كنت أنا من يَكشِفهُ
فهَل أرى شخصاً يكتُمه؟
فما مِن أحدٍ يشعرُ بالألم غير صاحبه
لذا وحتى إن بَدوتُ أحمقاً وتكلمتُ عن مشاكلي لشخصٍ ما لَن يشعر أبدً بنفس ما أشعر بهِ أنا
إن للكتمانِ كرامة لَن يفهمُها أحدٌ سوايّ

رغمَ كلامي عن قسوةِ الكتمان
أعودُ مُجدداً لاتخاذهِ في كُلِّ الأمور
رغمَ قسوتهُ إلا أنهُ يبقى مُريحاً
وأنا أعلمُ أن كلامي هذا مليىٌٔ بالتناقضات
وأنني لرُبَما أعاني مِن انفصامٍ ما
لكني لستُ مُهتماً سأبقى أكبتُ ما في قلبي
علَّ في يومٍ ما انفجرُ أنا وما بِداخلي!

⁦⁦⁦⁦⁦
☆☆⁩☆☆

⁦⁦⁦⁦:-)⁩