غَضَبْ

92 12 46
                                    


مشاعرُ الغضب
هي أكثرُ المشاعر صعبة الضبط
من الصعبِ جداً أن تَتحكم بِمشاعر الغضب
هي تَتدفَقُ ضمن عروقكَ
وتُجبِرُكَ على قولِ كلام لا تَودُ قوله
لسانكَ يبدأُ بإخراج أسوء الكلمات
وعقلكَ يختار أبشع التذكارات
وتبدأُ دونَ توقفٍ بالصراخ
وبعدها...
بعدها تعودُ نادماً على كل الكلام الذي صدر منكَ
وترفضُ التّصريح بأنك صاحبُ هذا الكلام
الغضب مُجرد لحظة...لحظة تَتحول لِندمٍ يُرافِقُكَ طيلةَ حياتك

فَـكيفَ استطيع؟
كيفَ أصمتُ واتحملُ هذهِ المشاعر؟
كيفَ اكبُتها داخل شراييني؟
هذا صعبٌ للغاية،وخصوصاً بالنسبةِ لي
أصعب مِن هذهِ المشاعر هي 'ميزتي' هي تدفعُني للغضبِ أكثر
جسدي يفرز مادةً تجعلني أودُ الصراخ وإفراغ كل الغضب المكبوت،والا ستنفجر عروقي...
هذا أيضاً ليسَ تبريراً...
أنا لا أتوقف عن إخراج التبريرات،لكنهُ هذهِ المرة صحيح
أقسمُ أنها ميزتي،الانفجارات لا تَتوقفُ في عروقي وتجعلُ عقلي مشوشاً كما الآن…
هذهِ الفترة اصبحتُ هادئاً وقليلَ الغضب والصراخ
ولهذا السبب أعاني مِن فقداني لوعيي كثيراً مؤخراً
وحتى عِندَ التدريب تبدأُ يداي بالنزيفِ سريعاً وأعودُ سريعاً لِمُعالجتِها
صدقوني أنا لا ابررُ غضبي هذهِ المرة لكنها الحقيقة

الغضبُ يدفعني لِمشاكل عديدة
يعتقدُ الجميع أني مُجرد وحش لا يَتوقف عن الصراخ
لكنّي أجدُ في الصراخ الطريق الأمثل لإفراغ كل المشاعر المكبوتة
أشعرُ بالإختناق الشّديد
الكلام يبدأ بالتراكم في حلقي ويُجبرني على إخراجه عن طريقِ الصراخ
أنا لا أقصدُ هذا
أنا آسف
آسف لكوني أجرَحُ مشاعِر العديد من النّاس عن طريقِ الخطأ
أعلمُ أن مشاعِر النّاس ليسَت مُجردَ لعبةٍ نتبادلُها لِنتسلى بها
وأعلمُ أنني أبالغُ في إخراج الكلمات السيئة
لذا ها أنا الآن أُدرِبُ نَفسي على شئٍ أفضل
أصبحتُ عِندَ الغضب أخرج هذهِ المشاعر عن طريقِ تكسير أي شيءٍ أمامي
أو عن طريقِ الانفجارات في يدي
أو أن اخدُشَ يدي!
أن أفجر رأسي!
والكثير من الأمور…لكنّها أفضل بكثير من أن أكسرَ أحدهُم
أو أن أبقى نادماً على فِعلتي طيلةَ حياتي…

وبالنسبةِ لميزتي وأضرارها الجانبية…فأنا لا أهتم
حتى لو نزفت يداي وتوقفَت قُدرتي أنا لا أُبالي
الأهم من كل هذا هُم مَن أُحِب
النّاس التي أُحبها ولا أريد أن أكون السبب في الابتعادِ عنهم
لا أريد ارتكاب نَفس الخطأ الذي ارتَكبتُهُ مع 'ديكو'
فَيكفيني ما ارتكبتُ من أخطاء
لستُ مُستعداً لندمٍ جَديد
ولا لشعورٍ كئيب
حالتي أصبحَت سيئة
وانا أعرفُ أن نَفسي تَستحِقُ هذا العذاب
لأن نَفسي مُجرمة وإنها تَستحِقُ العِقاب
أفتعلتْ شتّى أنواع الجرائم لي ولغيري
وأولها جرح نَفسي
لا تُعاتِبوني،فأنا لستُ مُخطئاً إنها نفسي!

أصدقائي
أساتِذتي
أُمي وأبي
وحتى أعدائي
لطالما استمريت بالصراخِ بوجهكم
لكنكم لا تَستحقون هذا
إنني أعتذرُ مِن كل قلبي
لكنها شخصيتي الحقيرة والتي أحاولُ تغيرها
أمنحوني بعض الوقت،فرصة…فرصةً واحدة
وأُقسِمُ أني سأكونُ موضع ثقة هذهِ المرة
وأُقسِمُ أني سأضبطُ لساني أمامَ كل مَن أُحِب
لكن...أعيروني فُرصةً وحسب

open the door...Where stories live. Discover now