أصدِقاء

125 16 33
                                    

" باكوغو ما رأيكَ أن تأتي معنا اليوم سَنذهب إلى التسوق؟"

"لا أريد،لدي الكثير من الأعمال ولستُ مُستعداً لتضيع الوقت مَعكم أيها الحمقى"

"باكوغو بحقك سَنقضي وقتاً مُمتعاً سويّاً"

"أخبرتك أنني لا أريد تَوقف عن إزعاجي"

"الدروس يُمكن أن تُعوض باكوغو"

"أنا لستُ مُهمِلاً وكسولاً مثلك أيها الغبي"

"يا هذا مؤلم باكوغو أنا لستُ غبياً،وحسنا كما تريد سَيفوتك الكثيرُ من المرح"

"أوه يا إلهي أشعرُ بالغيرةِ الآن،اذهب عن وجهي أيّها اللعين"

لا أعلمُ لِما أُعامِلُهم بهذهِ الطريقة
هُم لَمْ يطلبوا سوا الذهاب مَعهُم
فَلِما لا أصمتُ قليلاً؟
لِما لا أوافِقُ مشاعري؟
قلبي يَحثُني للذهابِ مَعهُم
يودُ الراحة مِن هذا الألم
هُم الوحيدين الذينَ يَبعثونَ القليل من الأمَل في نَفسي
يُريحونَ فؤادي ولو لبضع ساعات...

لَقَد كانوا أصدقاءَ حَقيقين...
لَمْ أكُن أعتَرِفُ بمعاني الصداقة قبلَ دخولي المدرسة الثانوية...كنتُ خائفاً
خائفاً أن أضعَ ثِقَتي فَـأُخذَلَ مُجدداً
كنتُ أحسَبُ الجميعَ أشراراً مِثلي...جَميعهُم يُرافِقونَني خوفاً مني هذا ما كنتُ أعتقدهُ
لكنَهُم كانوا العكسَ تماماً
يَرسِمونَ البسمةَ على وجهِكَ في مُنتصفِ حُزنك
لا يَتوقفونَ عَن الثرثرةِ التي تُنسيكَ هُمومَك
ضَحِكاتهُم،ابتِساماتهُم،وحتى كلامَهُم تَبعَثُ في قلبي الراحةَ والهدوء...

مَنَ النِعم حقاً أن تمتلِكَ أصدقاءً،كُلما أتيتَ إليهم مُتكدراً رجعتَ منهُم صافياً،
وكُلما ذهبتَ إليهم مَكسوراً عُدتَ مِنهُم مُرَمماً
وهذا تَعريفُ الصداقة أن يَبعثَ كُل صديقٍ لَديك شعورَ السكينة والأمان
أنا امتَلِكُ هذهِ النعمة...لكني لا أجيدُ استِخدامها
فَـكيفَ أُخبِرُ أصدقائي عَن حالي؟
كيفَ أُفسِرُ سِر تَقطُعِ نَومي وفقداني لِـشَهيَتي؟
كيفَ أُجيبُ عَن سببِ صراخي الدائم على أشياءَ قَد تبدو تافِهة؟
كيفَ أُخبِرُهُمْ عَن سببِ ضَعفي واستِسلامي؟
شُحوبي،وتَدَهورِ حالتي النّفسية
أرَقي،وتَعبي لأبسطِ الأعمال
كيفُ أُخبِرُهُمْ أني ما عُدتُ بِخير؟
وأن شَخصيتي التي يَرونَها هي مُجرد تَمثيل لإخفاء الكثير من الأمور
أني تَحولتُ لِـشخصٍ لا يشعرُ بشيء!
شخصٌ يُريدُ النّجاةَ فَقط...

open the door...Where stories live. Discover now