البارت الأول

976 37 11
                                    

#رواية_عقول_غيبها_العشق
#الفصل الأول
-لقد أتيتِ طوعية إلى جحيمي، وقد نصحتِك بألا تفعلي.
-حذرتكِ من اقتحام قلعتي وحصوني التي شيدتها بعيداً عن الفضوليين أمثالكِ، ولكنكِ أصريتِ على خوض هذه المخاطرة، فدعينا نتسلى قليلاً، إلا إذا قدمتِ إليّ ثمن حريتك الذي سأحدده.

وافقت!! ولكنها لم تدرك أن ذاك القربان أكبر بكثير من قدرة قلبها على التحمل.
             ❈-❈-❈
أجسام باردة ووجوه مشوهة شاحبة و الدماء تسيل من أفواههم، لعنة أصابت الجميع، خراب ودمار خيم على المكان.
بل المقاطعة بأكملها صارت خاوية.

سهول وشقاق وطرقات وأزقة يملأها الأشلاء والجثث.

سحابة خيمت أعلى سماءه، فسكبت دمعها أعلى رأسه، ليقشعر بدنه من برودة الجو القارس الذي تضرب أمواجه بشرته الباهتة، فله أكثر من عشرة أيام لم يتغذى.

إنه (أرون دانييل) صائد الوحوش المميز، الذي استعنت به الڤاتيكان لمحاربة قوى الشر أصبح أكثرهم شراً على الإطلاق، يجاهد ويعافر حتى يقاوم غريزته المتعطشة للدماء.
يسير بتهدلٍ لا يعرف إلى أين؟

ذكريات الماضي تطارده، آخر لقاء بينه وبين حبيبته (إميلي) محفور بالذاكرة، قتلها بغير عمد، داوته وتسبب هو في موتها.

أعوام وأعوام وهو هائم يحاول إيجاد من ينتمي إليهم ولكنه يأس، حقنة العلاج قوَّمت حالته فلا هو يتحول عند اكتمال القمر، ولا عاد إلى طبيعته البشرية بشكلٍ كلي.

مقسوم إلى نصفين أحدهما يبحث عن الخلاص، ولكن ما صار عليه لا نهاية له إنه البقاء بلا رحمة .

والشق الآخر متعطش للدماء فقد جفت أوردته من سائلها ويشعر بالهزلان والضعف، لذلك قرر الإبتعاد عن الأنظار واختار هذا البرج النائي الخاص بالمراقبة ليعِش به هو وصديقه (توماس) الهارب إلى اللانهاية معه بعد أبحاثه التي أثمرت عن أكسير الخلود ليتجرعه (توماس) مشاركاً رفيقه في رحلة العذاب.

ولكن (توماس) استطاع أن يتعايش ويكوِّن حياة دون الإفصاح عن سره، أما هذا المدمر ذاتياً زهد رغد العيش مكتفٍ بالمكوث ككهلٍ متقاعدٍ في هذا المكان الذي يفتقر إلى الحياة.

قواه خارقة، رجل بقوة جيش، إنسان لا يفنى، ذئب دون تحوُّل ولكن إذا غضب ملعون من يقف في طريقه، فقد خطر آخر سطور في كتاب حياته.

بعد ألف عام من العزلة والاختباء، قرر أحدهم اقتحام خلوته، فهل سيقبل؟!
            ❈-❈-❈
في عام 2020
نبست (كيتي) معلقة بانتصار، وصوتها مكبوت هامس: - وقعت بيدي (أرون دانييل).

فقد انتظرت (كيتي) لفترة طويلة قابعة على هذه الكتلة الصخرية التي ترتفع خمسين قدم عن الشاطئ، وفترة الظهيرة بدت وكأنها لن تنتهِ.

لم تتمكن منذ ساعات من إراحة ظهرها أو التخلص من تنميل ساقيها، فترات طويلة من الانتظار، فلن تخاطر الآن، وتفضح أمر اختبائها.

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن