البارت_3

213 14 7
                                    

#البارت_3
#رواية_عقول_غيبها_العشق
#الأسطورة_أسماء_حميدة
*في قلعة صياد الوحوش.
كادت (كيتي) أن تبكي مما تعانيه الآن من خوفٍ ومشقة، ولكنها أجفلت تنتفض بخضةٍ، حتى أوشكت على السقوط، وهناك صوتٌ رجولي أجش يقول بسخريةٍ:

-هل يمكنني أن أقدم لكِ يد العون آنسة (كيتي)؟

ارتجف جسدها بأكمله وزاد قربه اللعين من توترها، وترقرق الدمع بعينيها ولكنها حبست عبراتها تدعي القوة والصلابة، وذلك بعد أن عقبت:

-البس! يا فضيحتك يا كوكي.

انعقد جبين (أرون) وهو يسألها، بدهشةٍ:

-ماذا؟!

أجابته (كيتي) بنفورٍ، تتحدث بلهجته بلكنة ممتازة:

-لا شيء فقط دعني وشأني، أستطيع تدبر أمري.

تجاهلت يده الموجهة إليها، محاولة الاعتماد على نفسها، فصاح فيها بخشونةٍ:

-لا تُكابري لن تتمكني من فعلها لحالكِ.

قالها (أرون) وهو ينبطح على بطنه، يقرب ذراعه الممدود إليها وفجأة صدح صوت صراخها وصداه يتردد بالأرجاء، فقد اختل توازنها وكادت أن تسقط ولكنها وجدت نفسها معلقة، ويده الغليظة التقطتها، يعتصر معصمها بين أصابعه الخشنة التي تتشبث بها في استماتةٍ، وجسدها مدلى يتأرجح كبندول ساعة، وشهقةٍ عالية اخترقت صدرها عندما اصطدم جبينها بالصخور.

جذبها لأعلى بقوةٍ وهو يرفعها إليه، ولا تعلم كيف تمكن من فعلها! فقد ظنت أنها النهاية.

آلامٌ مبرحة في ساعدها ومفصل كتفها وتلك الندبة التي حتمًا ستترك أثر على جبهتها لأيام وربما لشهور، وطوق نجاتها احتضنها بين ذراعيها يتدحرج بها مبتعداً عن الهاوية، ومن شدة ألمها أحمرت عينيها باحتقانٍ ولم تتمكن من إيقاف دموعها التي نزلت بغزارةٍ، وهي تتمتم:

-آه، يخرب بيت حظي النحس اللي وقعني مع جبلة زيك!!

ماذا تقول تلك الخرقاء؟! إنه حقاً لم يستمع طوال سنوات عمره التي تعدت الألف عاماً إلى هذه اللكنة:

-ماذا تقولين أنتِ؟!

لم تتمكن (كيتي) من إخراج صوتها الذي اختنق بالعبرات، وبنظرة مشوشة من بين رموشها الكثيفة التي تبللت بدموع ألمها وحرجها، علمت لِم لم يستغرق وقتاً طويلاً، فهو لم يثقل على حاله ولم يتكبد أي جهد في تجفيف جسده، ولم يضع عليه سوى سروالٍ قصير، وركض إلى هنا عاري الصدر كي يضبطها متلبسةً بتهمة التجسس.

كان ما بها مِن وهنٍ أقوى من طاقتها على التحمل فلم تتمكن من الاعتراض، وكل ما كان منها أنها تصلبت بين ذراعيه تستند بوجهها إلى صدره العاري، ووقع نبضات قلبه الثابتة يناقض خفقانها المتسارع وأصبح وضعها المخزي هذا يُشعرها بالحرج، فقد كان متسطحاً على ظهره وهي مَن تعتليه.

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora